ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أنه قد آن الأوان للجيش الأمريكي أن ينسحب من العالم الإسلامي من أجل مصالح وتطلعات أمريكية، بعد تدخل عسكري دام أكثر من ثلاثين عاما، فها هو الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" بدأ بسحب قواته من الدول المحتلة، بعد ماقاله في خطاب تنصيبه الثاني أن "الأمن والسلام الدائم لا يتطلب حربا أبدية"،بحسب الصحيفة.
وأضافت الصحيفة أن خيبات الأمل العسكرية المتعاقبة التي لم تكن كلها من صنع "أوباما" كبحت صلاحياته كقائد بدلا من كونه صاحب القرار، ففي العراق تكبد الجيش الاميركي خسائر بالارواح والمعدات على يد المقاومة العراقية وفي أفغانستان تم سحب الوعود بالحرية الدائمة، حيث إن قول "أوباما" بأنه لن يستهلك وقته بأكمله بمشاكل منطقة واحدة، لا يعني انتهاء حروبه من أجل الشرق الأوسط، مشيرة إلى هجمات الطائرات بدون طيار التوقيع للحكومة الأمريكية، وأنها سواء استهدفت باكستان أو أفغانستان أو غيرهم، فهي لا تخدم أي غرض استراتيجي سوى السماح للجيش بالانسحاب.
وتابعت بأن انسحاب أمريكا من العالم الإسلامي سيتركه في حالة أسوأ مما كان عليه، يدمره العنف ويفيض بمعاداة الولايات المتحدة.
وأوضحت الصحيفة أن الولايات المتحدة حاولت الخروج من حرب دائمة باتفاق غير كامل مع إيران اعترفت بموجبه أمريكا بطهران، في تحصل واشنطن على فرصة لتضميد جروحها التي سببتها لنفسها، وبما أن هذه الصفقة تشكل تهديدا للسعودية وإسرائيل، فقد يضطر "أوباما" إلى أن يتركهم يموتون غيظا.
وأنهت "واشنطن بوست" بأن خروج أمريكا من الشرق الأوسط يبدأ بباب طهران، وأن إنهاء الحرب بالشرق الأوسط لا تعني أن المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والاقتصادية ستنتهي، لكن لن يكون من المتوقع على أمريكا حلها.
يذكر ان قوات الاحتلال خرجت من العراق تحت ضربات المقاومة الاسلامية في عام 2011 بعد احتلال استمر ثمانية سنوات كلفتها اكثر من خمسة الاف قتيل وعشرات الآلاف من الجرحى والمعاقين وخسائر مادية تقدر بمليارات الدولارات.