عاشق للشهادة منذ صغره .. قائد الاستشهاديين علي الفريجي
عندما تجتمع الاخلاق والزهد في شخص فأنه بلا شك سيكون أنسانا ساميا فكيف اذا ما أضفنا إلى ذلك الجهاد والتضحية في سبيل الوطن والدين والمقدسات وأن يكلل الانسان بعد كل ذلك بنيل الشهادة ، تلك أمور اجتمعت في الشهيد البطل علي راضي الفريجي، الذي استشهد بعد مسيرة حياته العطرة، التي حفلت بمختلف أنواع التضحيات والمواقف النبيلة، ولغرض الاطلاع على تلك المواقف ومعرفة أهم الخصال التي كان يتمتع بها كان لنا لقاء ببعض أهله وذويه.
رمز يقتدى به
تحدث عم الشهيد علي الفريجي ونبرة الفخر تظهر في صوته قائلاً: الشهيد علي راضي كان منذ نعومة أظفاره ملتزما من الناحية الدينية والأخلاقية وتميز بأخلاقه العالية سواء بين أفراد أسرته ام في المجتمع الذي يعيش فيه ومنذ أيام دراسته ، فكان من الملتزمين المؤدبين وطيلة فترة حياته لم نر منه أية مشاكل مع الاخرين ، وكان عاشقا للشهادة منذ صغره وكان تواقا لها، ورغم تعرضه الى تجاوزات من قبل بعض الاصدقاء والجيران عندما كان صغيرا لكنه كان يعفو عنهم فكان على قدر عال من التسامح ورغم أنه كان كثيراً ما يتعرض للتجاوزات الا أنه كان متسامحا ، وكان قلبه ممتلئا بالرحمة وحتى في زمن النظام الدكتاتوري تعرض للسجن عدة مرات وكان كتوما ويعمل بمنتهى السرية وعلى درجة عالية من الكتمان . نقول هنيئا لهذا الرجل الشهادة وهنيئا لأسرته ولكل أطفاله وعشيرته لأنه لا وجود للخلود في هذه الدنيا والشهادة هي انتقاء من الله ولا ينالها الا ذو حظ عظيم .
خير عون للضعفاء
أما محمد صديق الشهيد فتحدث عن بعض مواقفه قائلا: كنت أنا والشهيد أصدقاء منذ أيام الدراسة الابتدائية وقد عرفت أخلاقه الطيبة فكان محبوبا من الجميع ومتسامحا ، فلم يختلف في يوم ما مع اي شخص ولم يكن لديه أي أعداء وهذا دليل على أنه متسامح ومحبوب بين الناس. كنا مجموعة من الشباب في المنطقة وتأثرنا بعدد من رجال الدين منهم الشيخ قاسم السوداني فتأثرنا به وبأخلاقه لكن الشهيد علي كان أكثرنا تأثرا فكنا نأخذ الدروس في المنزل وكانت هذه هي اولى خطوات الشهيد في بداية مسيرته الجهادية، فبدأ يلتزم دينيا ثم اضطرته الظروف لان يترك اللعب بكرة القدم بعد ان كان يمارسها تخلصاً من العسكرية فترك الفريق بنصيحة من الشيخ قاسم السوداني، وكان حينها يعمل في مؤسسة أمنية فتحدث الى الشيخ قاسم السوداني وقال له: أنا في مفترق طرق فماذا افعل ؟ فرد عليه الشيخ قاسم وقال: أنت أمام خيارين فأما أن تبقى وتساعد المظلومين وتكون عونا للضعفاء وهذه لك فيها أجر وثواب أو ان تترك الموضوع لأن فيه أعانة للظالم، ولأن الشهيد كان معروفا بالشجاعة والنخوة فقال أنا أفضل الطريق الاول فبقي في ذلك المكان وساعد الكثير من الفقراء والمظلومين وأخرج الكثير من الناس من السجون وتعرض للخطر فكان خير عون للضعفاء . وأذكر مرة بأن شخصا أعتقل في كربلاء عند ذهابه للزيارة ففقد والده عقله بسبب اختفاء أبنه الوحيد ، وكان الشهيد يداوم في كربلاء في حينها فقلت له ذلك فدخل الى الزنزانات الداخلية وتلك لم يكن أحد يدخلها فأطمأن على الرجل وذهبت لأب المعتقل وأخبرته بذلك فشعر بالسرور لكنه أراد رسالة منه فأخبرت علي بذلك ورغم صعوبة الامر فقد جلب لي رسالة من المعتقل لوالده الذي فرح وعاد له عقله وشكرنا كثيرا وكانت هذه أحدى المواقف الكثيرة للشهيد الذي ساعد الكثير من السجناء والمعتقلين في سجون النظام البائد.