أوضح الخبير الاستراتيجي الامريكي أنتوني كوردسمان في تقرير عن مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية، بعنوان "الميزان العسكري في منطقة الخليج" أن هناك 5 قوى رئيسية تتحكم في التوازن العسكري بمنطقة الخليج، وهي: العراق، إيران، وأمريكا كقوى خارجية، إلى جانب قوتين غير رسميتين وهما الجماعات الشيعية وتنظيم القاعدة.
وأشار التقرير الى ان العراق لا يستطيع خوض حربا ولن يكون لديه قوة عسكرية إلا بعد مرور 3 أو 5 سنوات. وفي المقابل، تمتلك إيران قوة عسكرية تساعدها على الدخول في حرب بسهولة، لكنها تواجه مشكلة في تركيبة جيشها وخاصة القوات البرية التي يصعب الاعتماد عليها في أي مواجهة عسكرية مع جيش نظامي ،بحسب وصف التقرير.
أما القاعدة والجماعات الشيعية، فقد أكد التقرير على دورها المحوري فيما يتعلق بالأوضاع الأمنية في المنطقة،لكن لا تزال قدراتها العسكرية محدودة حتى الآن.
يشار الى ان كورستمان لم يدرك في تقريره التمييز بين تنظيم القاعدة الاجرامي وما أسماه الجماعات الشيعية المسلحة والتي تتمثل بثلاث فصائل رئيسية في العراق هم لواء اليوم الموعود الجناح العسكري للتيار الصدري المشارك والداعم للعملية السياسية وعصائب اهل الحق المقاومة للاحتلال والداخلة في هدنة مع الحكومة العراقية وهي داعمة للعملية السياسية وكتائب حزب الله التي ترى الحكومة العراقية بديل افضل من الاحتلال لتلبية حاجات العراقيين ومن ثوابتها تحريم الدم العراقي عسكرياً ام مدنيا ،اما تنظيم القاعدة فيهتم اولا بإثارة الطائفية والتركيز على العمليات الارهابية وأستهداف المدنيين والجيش والشرطة العراقية التي تحرم استهدافها الجماعت الشيعية المقاومة .
واشار التقرير إلى أن أمريكا لا تزال تتحكم بشكل كامل في ميزان القوى العسكرية في الخليج، وتشاركها حليفتها البريطانية، مستنداً على ذلك بقوات المشاة الأمريكية التي تتحكم بشكل كامل في العراق وأفغانستان، لكنها في الوقت نفسه غير قادرة على خوض حرب العصابات التي تواجهها في العراق وأفغانستان.
في المقابل يمكن القول ان حرب العصابات التي تنتهجها الفصائل الشيعية بالخصوص انهكت قوات الاحتلال في العراق وأكد ذلك تصريحات قادتهم ومنها: قول بترايوس " ان 85% من الهجمات المسلحة ضد قواتنا تنفذها الجماعات الشيعية " وقول اوديرنو"مازالت عبوات كتائب حزب الله ولواء اليوم الموعود تستهدفنا يومياً "ومنها ما تناقلته الصحافة الامريكية "قيادة كتائب حزب الله ما تزال غامضة لدى الاستخبارات الامريكية"
ويوضح التقرير أن الحرب الأمريكية على العراق واستمرار الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، ساهما بشكل كبير في خفض شعبية الولايات المتحدة الأمريكية عالميا، لكن استطاعا أن يجعلا كلا من البحرين والكويت وعمان وقطر والسعودية والإمارات، تنجح في العثور على بدائل أكثر فعالية من الاعتماد على أمريكا، في إشارة إلى إبرام اتفاقيات عسكرية وصفقات تسليح مع بريطانيا وفرنسا وروسيا.
وفيما يتعلق بالقدرات العسكرية لدول الخليج، فقد أشار التقرير إلى أن معظم دول الخليج ركزت على تدعيم قدراتها الدفاعية من خلال الحصول على صواريخ سام القصيرة والمتوسطة والطويلة المدى، لكنها بدأت مؤخرا في الاهتمام بأجهزة الاستشعار وأجهزة المخابرات، والقدرات اللازمة للاستطلاع الجوي والدفاع الصاروخي.
وأكد التقرير أن عملية تطوير القوات العراقية تتحكم فيها أمريكا بشكل كامل، ولن تستطيع بغداد التخلص من هذه الحالة، إلا عبر توحيد البلاد والقضاء على الجماعات المسلحة والعناصر الإرهابية.
وأعتبر التقرير "أن مستقبل قوات ايران يبدو غامضا، فبالرغم من إظهار قدرتها على امتلاك أسلحة وتكنولوجيا متقدمة من الصين، وكوريا الشمالية وروسيا،لكن تظل إمكانية الاعتماد على جيشها النظامي في أي مواجهة عسكرية، أمر يحتاج إلى إعادة تقييم، خاصة وأنها ـ بحسب التقرير ـ تعتمد على الحرس الثوري، وحلفائها مثل حزب الله اللبناني وحماس في فلسطين، والمليشيات المسلحة في العراق،على حد زعم التقرير.
المصدر:وكالات انباء+موقع كتائب حزب الله