بسم الله الرحمن الرحيم
(وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ)
في الوقت الذي يحتفل فيه شعبنا العراقي بالانتصار التاريخي على داعش التكفيرية، نستذكر دور فصائل المقاومة الإسلامية وتضحياتها، في تصديها للمشروع الصهيو-أمريكي دفاعا عن الوطن والمقدسات.
إن ما تعرضت له القوات الأمنية من انهيار كبير في عام 2014 كان مؤامرة خططت لها أمريكا وأدواتها من أعراب الخليج، ومع سقوط المحافظات في الشمال وفي غرب العراق، واقتراب مجرمي تنظيم القاعدة من أطراف بغداد، استعانت الحكومة برجال المقاومة لحماية الدولة العراقية، وإنقاذ عاصمتها من السقوط، فنزلوا إلى الميدان، وأوقفوا زحف الإجرام تدريجياً بتأمين خمسة محاور استراتيجية في بداية عام 2014.
وفيما كانت فصائل المقاومة تخوض معارك قل نظيرها في العصر الحديث، قلبت بها الموازين، عززت فتوى المرجعية (دامت بركاتها) جبهات القتال بسيل جارف من متطوعي الحشد الشعبي، وقد أشرف قادة النصر لا سيما الحاج المهندس، والمقاومة، على تنظيمه، وتدريبه، وتأسيسه، لما يمتلكون من خبرات قتالية ساهمت بمباغتة أوكار العدو، وتحرير المناطق، بمشاركة وإسناد القوات الأمنية، بعد إعادة تنظيم صفوفها، فأضحى النصر نصرين، هزيمة داعش، وإفشال مخططات دوائر الشر الأمريكية.
إن العراقيين الذين حموا البلاد، وصانوا مقدساته، وأذلوا أمريكا في 2011، وربيبتها داعش عام 2017، وأذاقوهم مرارة الهزيمة والانكسار في مختلف ميادين النزال، لا زالت أسلحتهم في أيديهم وأصابعهم على الزناد، حتى إخراج كامل قوات الاحتلال الأمريكي، واوكاره التجسسية من أرض المقدسات في العراق.
نعاهد الله، وقادة النصر وجميع شهدائنا، وشعبنا، وأمتنا الإسلامية، بإننا سنبقى سيوفا بتارة لكل يد تمتد للتعدي على أهلنا ومقدساتنا، وإن طريق ذات الشوكة دربنا الوحيد الذي لا نحيد عنه أبدا، ولن نسمح للعدو أن يستقر على أرضنا وفينا عرق ينبض.
طوبى للشهداء أصحاب البصيرة، وتحية فخر لجرحى الكرامة، و(الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ).