في اربعينية الشهيد الكبير أبو باقر الساعدي.. كتائب حزب الله: دماؤنا لا تسفك وتترك في الطرقات دون ثمن

اكدت المقاومة الإسلامية كتائب حزب الله ، اليوم الثلاثاء، في كلمة القاها متحدثها الرسمي الحاج محمد محي بمناسبة اربعينية الشهيد الكبير أبو باقر الساعدي، "إن أمريكا كانت وما تزال رمزا للطغيان والإجرام العالمي"، وفيما تحدثت عن دخول تعليق العمليات ضد الاحتلال يومها الخمسين، أشارت الى استمرار العدو بالمراوغة والكذب وانتهاك سيادة العراق.

ولفت محي الى تفاني الشهيد أبو باقر وتضحياته في مواجهة الظلم والاحتلال"، قائلا " عندما نعود إلى تاريخ المقاومة واستشهاد وسامها نستحضر بطولات مجاهديها الذين خاضوا منازلة الكرامة بشرف، عندما كانت قوات الاحتلال في كامل جهوزيتها، سواء في قواعدها المحصنة أو في آلياتها المدرعة، أما عدونا الغادر فلم نعرف منه غير الغدر والإرهاب والمجازر، وقتل النساء والأطفال، واغتيال القادة في مراحل احتلاله للعراق، وزادها اليوم بهدم البيوت، والحصار والتجويع في غزة الصمود ويمن الإباء، هذه هي أدوات المعركة القذرة عند المحتل الأمريكي".


وفي ادناه نص الكلمة:

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، أبي القاسم محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين وصحبه المنتجبين. 

  في هذا اليوم من شهر رمضان المبارك، إذ نلتقي على الإيمان وطاعة الله وقبول الأعمال، محفوفة ببركات شهدائنا الأحبة، نحتفي بذكرى أربعينية (الشهيد القائد الكبير أبو باقر الساعدي)، أربعون يوما مضت على استشهاده، ولم نجد في رفاقه وإخوته وعائلته الكريمة إلا المزيد من العزم والإرادة على مواصلة دربه، ومقاومة محور الشر في معركته الأزلية ضد محور الخير التي لن تنتهي بوقت أو مرحلة ما، إلا بظهور منقذ البشرية (سلام الله عليه). 

  إن أمريكا كانت وما تزال رمزا للطغيان والإجرام العالمي.. تعمد الى تجوّيع الشعوب لتتمكن من ترّكيعها، فقد أشرفت بالأمس القريب على الإبادة الجماعية بحق العراقيين حينما قدمت دعمها الكبير للنظام البعثي الصدامي، وتُشرف اليوم على الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين بأياد صهيونية، وترتكب أخرى بحق شعوب ودول.. لتستحوذ على أرضهم وتسرق خيراتهم، وتخلق الفتن، فتقتل الأطفال والنساء، وتغتال الرجال الأحرار، لتتمكن من تنفيذ مخططاتها الخبيثة، كي تقول للعالم: لا يمكن أن تواجهوا بطشي، أو تقاتلوا جُندِي، أو تهزموا جيشي.

  في بدء عمليات المقاومة الإسلامية ضد الاحتلال الأمريكي عام 2003 كان السؤال السائد في الأوساط الشعبية حينذاك بل حتى في الأطراف المقاومة، هل يمكن أن نقاوم الاحتلال الأمريكي ونهزم جيشه الذي لا يقهر؟!

فكان الجواب من المقاومين بنفس العام بعبواتهم التي مزقت آليات الاحتلال المدرعة، وقذائفهم التي دمرت قواعد المحتل المحصنة، كانت خسائر العدو الأمريكي تتوالى كل يوم وعام، حتى خضع مرغما تحت ضربات المقاومة الإسلامية فوّقع على ما تسمى بـ (الاتفاقية الأمنية)، فانهزم الجيش الذي لا يقهر، وخرج مدحورا مذلولا من العراق، وتحرر البلد على يد المقاومة الإسلامية نهاية عام 2011، وكان من المقرر بحسب الحسابات الأمريكية بقاء قواتهم المحتلة لمدة (مئة عام) إلا انها خرجت مُجبرةً بفعل ضربات المقاومة الإسلامية وأساليبها القتالية التي فاجأت العدو، وكسرت هيبته، وهزمت جنوده وجيشه، في غضون (ثمان سنوات) من بدء الاحتلال عام 2003.

وبعد أن عجز الاحتلال الأمريكي عن مواجهة حرب المدن التي شنتها فصائل المقاومة ضد قواته، حرّك صنيعته (تنظيم القاعدة ) ودعمه بالسلاح والمعلومات، ليزداد إجراما وارهابا للمدنيين وقتلهم؛ وبعد خروجه مدحورا مهزوما من العراق قام بالتخطيط لصفحة داعش السوداء  وعطّل اتفاقات تزويد القوات العراقية بالأسلحة والذخائر، لتمكين العصابات التكفيرية من اجتياح المدن العراقية وارتكاب المزيد من التخريب وجرائم الإبادة بحق الأبرياء، وليجد العدو الأمريكي بذلك مسوغا لإدخال قواته إلى العراق، واحتلاله مرة أخرى وبطريقة مختلفة.    

فهب رجال المقاومة الإسلامية للدفاع عن البلاد والعباد –بتكليف من القائد العام للقوات المسلحة ورئيس الحكومة العراقية منتصف عام 2014- بعد انهيار أغلب قطعات قواتنا الأمنية، فانبرى المجاهدون يتصدون لقوى الظلام الوهابي المدعوم أمريكيا، كي يحموا بغداد عاصمة العراق ومطارها من السقوط بيد داعش، فحرروا المدن والمناطق الواحدة تلو الأخرى، لا سيما بعد صدور فتوى المرجعية في النجف الأشرف، والتحاق معظم متطوعي الحشد الشعبي بالفصائل ذات التاريخ الجهادي والعسكري، لتُشِرف على تدريبهم وتجهيزهم وإعدادهم لمسك الأرض، أو للمشاركة بمعارك تطهيرها من دنس داعش.

وابتداءً من عام 2014 وفي غضون ثلاث سنوات من قتال المقاومة الإسلامية والحشد الشعبي والقوات الأمنية العراقية -بعد إعادة تنظيم وتفعيل معظم قطعاتها- وبالتنسيق العالي بين هذه القوى الثلاث، تمكنت من تحرير الأرض المغتصبة من داعش الإجرامي عام 2017، وكانت المقاومة الإسلامية مسنودة بقوات من الحشد والقوات الأمنية هي رأس الرمح الذي بطش بقلب تنظيم داعش وأجبره على الهزيمة من أرض الوطن، إلا أن القوات الأمريكية التي تدعي أن الحكومة العراقية دعتها للمشاركة بالحرب ضد داعش، وعلى الرغم من انتصار العراقيين، وهزيمة العدو الداعشي، ما تزال تصر على ابقاء قواتها مستبيحة أرض العراق وسمائه، وتأبى إلا مواصلة تنفيذ خططها التآمرية الخبيثة لترسيخ احتلالها للعراق بأسلوب جديد، ولكي تنتقم لما جرى لقواتها عندما مرغ انفها في وحل الهزيمة والاندحار في مرحلة الاحتلال الأولى.

  وها نحن ندخل على اليوم الخمسين منذ تعليق المقاومة الإسلامية عملياتها العسكرية ضد قواعد الاحتلال الأمريكي في العراق وسوريا، ولم نشهد منهم غير المراوغة والكذب واستمرار انتهاك سيادة العراق أرضا، وسماء ومصادرة قراره السياسي والهيمنة على مقدراته، ونحن على يقين أن العدو المحتل لم يدخل عصاباته الوهابية الإجرامية بدعم من السعودية والإمارات إلى مدن العراق إلا ليعيد احتلاله، ليضمن أمن الصهاينة، بتشديد الحصار على محور المقاومة، وتنفيذ سياساته الخبيثة عن قرب، وهو لا يخرج من البلاد إلا بلغة السلاح والتاريخ يشهد على ذلك.

عندما نعود إلى تاريخ المقاومة واستشهاد وسامها (الحاج القائد ابو باقر الساعدي) نستحضر بطولات مجاهديها الذين خاضوا منازلة الكرامة بشرف ضد قوات الاحتلال، عندما كانت في كامل جهوزيتها، سواء في قواعدها المحصنة أو في آلياتها المدرعة فاستطاعوا أن يهزموا أعظم قوة في العالم شر هزيمة نهاية عام 2011، ولحقتها هزيمة صنيعتهم داعش، ولم يكن ذلك ليكون إلا ببذل المُهج، وفقد الأحبة، وبذل الدماء لتطهير ارض العراق من دنس التكفيريين وحفظ مقدساته.

أما عدونا الغادر فلم نعرف منه غير الغدر والإرهاب والمجازر، وقتل النساء والأطفال، واغتيال القادة في مراحل احتلاله للعراق، وزادها اليوم بهدم البيوت، والحصار والتجويع في غزة الصمود ويمن الإباء، هذه هي أدوات المعركة القذرة عند المحتل الأمريكي. 

ولذلك بنبغي المبادرة الى كتابة هذا التاريخ بأمانة من قبل الكتاب المنصفين، المهنيين، لتقرأ الأجيال كيف قاوم رجال المقاومة الإسلامية، وكيف استبسلوا لحماية بغداد، وبمن ضحوا لأجل العراق ومقدساته وأهله، لإننا نخشى أن يأتي يوم يُسمى فيه العملاء والسراق والفاسدون في بلدنا رجال السيادة والحرية والاستقلال.

عهدا اننا ثابتون على طريق المقاومة ونقولها وليسمعها العالم: عندما يُقتل الليث منا يعرف أقرانه وأشباله عدوهم جيدا، ولن يهدأ لهم بال حتى يأخذون بثأره ولا يتنازلون عنه ما دامت الحياة، وليعلم العدو بأن دماءنا لا تسفك وتترك في الطرقات دون ثمن، (فَيَوْمَئِذٍ لَا يَنْفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ)

الرحمة والخلود لشهدائنا الأبرار، لا سيما شهيدنا الغالي الحاج أبو باقر الساعدي، سائلين المولى القدير ان يرفعه في اعلى الدرجات وأن يمن على عائلته ورفاقه ومحبيه بالصبر والسلوان 
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

   8 رمضان 1445 هـ                         
19 آذار 2024 مـ                         
 

اترك تعلیق

آخر الاخبار