بسم الله الرحمن الرحيم
تستقبل الأمة الإسلامية اليوم، بل الإنسانية جمعاء، بقلوب تملؤها البهجة، ذكرى ميلاد منقذها، ومحقق آمالها بتأسيس دولة العدل المطلق، المخلص المهدي من آل محمد (عليهم السلام).
ونحن في هذه المناسبة العزيزة إذ نبارك لجميع الشرفاء والأحرار وطالبي العدل في هذا العالم ميلاد المؤمل الموعود، المدخر لإخراج الناس من ظلمات الاضطهاد والهيمنة إلى نور الحرية والكرامة، نذّكرهم بأن تأييد منجي البشرية لا يكفي فيه الانتظار السلبي، بل لابد من العمل على تهيئة مقدمات نجاح مشروعه، وهو ما يعرف بالانتظار الإيجابي الذي يتناسب مع مشروعه الأممي في إقامة دولة العدل الإلهي.
ويتصدر قائمة واجبات الأحرار في صفحة الانتظار الإيجابي الدفاع عن القيم الدينية والإنسانية من خلال الصمود في جبهة الحق، وصد هجمات الاستكبار العالمي في كافة ساحات الصراع، العسكرية، والفكرية، والثقافية، والإعلامية، التي يحاول من خلالها إضعاف الأخيار، والسيطرة على أوطانهم وثرواتهم، وتبديل القيم الخيرة بقيم الشر والفساد، ومسخ هوية الأمم، وزرع الخوف في النفوس.
إن معركة اليوم بين محور المقاومة وقوى الاستكبار العالمي متمثلة بالمشروع الصهيو-أمريكي السعودي الإماراتي، هي امتداد لصراع الحق ضد الباطل، الذي بدأ بين أبي البشر والشيطان، مرورا بهذه المرحلة من الصراع، وانتهاءً بظهور خاتم الأوصياءِ ليملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا؛ لذلك فإن الأمة مطالبة اليوم أن تقف موقفا مشرفا في الدفاع عن مقدساتها، وقيمها، وحقوقها، في جبهة الشرف والكرامة، وهو الموقف الذي من خلاله تصل إلى الرفعة، وتنال رضا منقذها، وتمهد الطريق لنجاح مشروعه المبارك.
كتائب حزب الله
مجلس التعبئة الثقافي
15 شعبان ١٤٤٥ هجرية
الموافق 25 شباط 2024 ميلادية