بسم الله الرحمن الرحيم
ونحن نعيش الأيام الحسينية الحزينة تأتينا كل عام ذكرى شهادة الإمام علي بن الحسين زين العابدين (عليهما السلام)، هذا الإمام الذي عمل على توسعة مفهوم العبادة في الإسلام، ليشمل بناء الإنسان، والمجتمع، في ظل ظروف هي الأقسى بعد واقعة كربلاء الدامية، وتسلط الطواغيت من آل أمية الطلقاء، واستباحتهم المدينة المنورة، وهدمهم الكعبة الشريفة، والاستهتار بكل القيم السماوية.
لقد سعى (عليه السلام) إلى إكمال صفحات الفتح الإصلاحي الحسيني المبارك، في المجتمع الإسلامي، بتعرية منهج الزيف الذي نزا على منبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) من خلال:
أولا: سلب الشرعية عن الحكومة بإبراز مظلومية الإمام الحسين في أوساط المسلمين، وترسيخ شعورهم بالتقصير عن نصرة الحق، بغية إيقاظ الضمائر التي انكفأت عن القيام بواجب المعارضة للجور.
ثانيا: بث الأفكار الحقانية في المجتمع المتدين الذي غُيب عن معارف التوحيد الخالص، والنبوة المعصومة، والإمامة الإلهية، بأسلوب جديد لايشكل حساسية في ظاهره، وهو الدعاء.
ثالثا: مواجهة الانحلال والتفسخ السلوكي بمشروع يعتمد على البناء القيمي والأخلاقي، يعيد الإنسان إلى ربه.
رابعا: مقاومة الفساد الأموي الذي انتشر في المجالات كافة، بتصديه (عليه السلام) لمحاربة العنصرية، والتمييز، والطبقية، والفقر، والاستعباد، وتبيين المنهج العادل لحقوق الإنسان، برسالته المعروفة.
خامسا: إعادة صياغة مفهوم الجماعة الصالحة، وترميم صفوفها، بتربية جيل يؤمن بإمامة أئمة الهدى (عليهم السلام) بعد أن انفض الناس عنهم، نتيجة التضليل، وقسوة السلطة، تمهيدا لقبول علومهم، في مرحلة الباقرين (عليهما السلام).
كل هذه التدابير، والجهود العظيمة، من صبر، وكفاح، ومقاومة، وحسن خلق، وجهاد، وتحمل للمسؤولية، هي التي بعثت الإسلام حيا في الأمة، بعد أن تعرص للاستئصال من قبل خلفاء الجور.
فسلام عليه مع كل أذان يرفع، ومع كل حركة مقاومة للباطل تسعى لإعلاء كلمة الله في الأرض، لأنها من نوره تستمد قوتها.
كتائب حزب الله
مجلس التعبئة الثقافية
25 محرم الحرام 1445 هـ
12 اب 2023م