بسم الله الرحمن الرحيم
(إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ)
أعظم الله أجورنا وأجوركم بمصاب سيد الشهداء، الإمام الحسين بن علي، وجعلنا من السائرين على دربه، والمتمسكين بنهجه، والطالبين بثأره، مع وليه المهدي من آل محمد (عليهم السلام).
ونحن نُحيي أنفسنا بإحياء ذكرى شهادة الفاتح العظيم، قائد محور الأحرار والأُباة، نستشعر الفخر بالانتماء إلى مشروعه المبارك، مشروع التحرر من مهانة هيمنة المستكبرين والظالمين على الرغم من صور المأساة التي تمزق القلوب حزنا على ما جرى في واقعة كربلاء بحق أهل بيت النبوة.
تمر الذكرى هذا العام في ظروف تشبه إلى حد ما الظروف التي عاشها سيد الشهداء، من حيث امتهان المقدسات، وقلة الناصر في مواجهة الانحراف، فضلا عن مشاريع الأشرار الخبيثة ضد الإسلام.
وإننا إذ نهيب بالشعوب الإسلامية أن تأخذ دورها في الدفاع عن القرآن، وأن تتبنى مواقف صارمة بحق الدول التي تتكرر فيها التجاوزات على القران الكريم، بترخيص وإعانة وحماية، فإننا نؤكد إن استمرار هذه الدول في معاداتها للإسلام يُرتب عليها ما يترتب على العدو في ساحة المعركة.
إننا إذ نستثمر إحياء ذكرى عاشوراء الفداء والإباء، نجدد العهد مع سيد الشهداء على مواصلة مسيرة جهاد المحتلين، الغاصبين للأوطان والحقوق والحريات، أعداء الدين والإنسانية، التزاما بمنهجه القويم الذي خطه بالدماء الزاكيات، ليكون خارطة طريق للأحرار في كل زمان ومكان، حيث لا يكون الموت في سبيل المبادئ إلا سعادة وحياة الذل والاستعباد مع المحتلين إلا برما، مستنيرين في ثباتنا بهدي خطابه العظيم هيهات منا الذلة.