بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ
في رحابِ الذكرى الأليمةِ لاستشهادِ بضعةِ المصطفى وروحِ النبوةِ السيدةِ فاطمةَ الزهراءِ (عليها السلامُ)، نقفُ خاشعينَ أمامَ عظمةٍ لا يحيطُ بها وصفٌ، ونورٍ لا تنطفئُ إشعاعاتهُ على مدى الدهورِ.
فاطمةُ الزهراءُ لم تكنْ ابنةَ نبيٍّ فحسبْ، بل كانتِ السرَّ الإلهيَّ الذي انبثقَ منهُ نسلُ الإمامةِ، ومعدنَ العصمةِ، وقطبَ الطهارةِ الذي دارَ عليهِ فلكُ الولايةِ.
فهي المثالُ الأعلى للإنسانِ الكاملِ، التي جمعتِ العلمَ والعملَ، والعبادةَ والموقفَ، والعاطفةَ الثائرةَ والإيمانَ الراسخَ. ففي صمتِها نطقَ الحقُّ، وفي مظلوميتِها انكشفَ وجهُ الباطلِ، وفي دمعتِها تجسدَ وجدانُ الرسالةِ. فهي لم تكنْ امرأةً تعيشُ في زمانِها، بل كانتِ الزمانَ كلَّهُ وهو يتهيَّبُ خطاها.
لقد خاضتِ الزهراءُ (عليها السلامُ) حربَ الوعيِ في وجهِ الانحرافِ، بالكلمةِ الصادقةِ والموقفِ الرساليِّ، لتعلِّمَ الأجيالَ أنَّ الدفاعَ عن الحقِّ لا يكونُ بالسيفِ وحدَهُ، بل بالفكرِ والإرادةِ والبصيرة.
إنَّ مجلسَ التعبئةِ الثقافيةِ إذ يعزِّي الأمةَ الإسلاميةَ بهذهِ الفاجعةِ العظمى، يدعو إلى جعلِ الزهراءِ منهجًا في بناءِ الوعيِ، ومثالًا في الطهرِ والجهادِ، ورايةً تهدي في ظلماتِ هذا العصرِ.
سلامٌ على فاطمةَ يومَ وُلدتْ نورًا، ويومَ استشهدتْ مظلومةً، ويومَ تُبعثُ شفيعةً للأمةِ.
مجلس التعبئة الثقافية
4 تشرين الثاني 2025 ميلادية
الموافق 13 جمادى الأولى 1447 هجرية





