بسم اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيم
الحمدُ لله ربّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على سيدنا محمد وآله الطاهرين.
يُحيي مجلسُ التعبئة الثقافية اليوم، العشرين من جمادى الآخرة، الذكرى المباركة لولادة سيدة نساء العالمين، الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء (سلام الله عليها)، بضعة النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله)، ورمز النقاء والجهاد والقداسة، وأمّ الأئمة الأطهار عليهم السلام.
لقد وُلدت الزهراء (عليها السلام) في عامها الخامس من البعثة الشريفة، في لحظة كان فيها نور الرسالة يتوهّج رغم قسوة الظروف، فكانت ولادتها إشراقة إلهية عمّت أنوارها أرجاء مكة، وبشّر جبرائيلُ النبيَّ الأكرم بأنّها النسلةُ الميمونة التي سيجعل اللهُ تعالى منها الامتداد المبارك لرسول الإنسانية.
ويؤكّد مجلس التعبئة الثقافية أنّ شخصية الزهراء (عليها السلام) ليست حدثًا تاريخيًا فحسب، بل هي مدرسةٌ متكاملة في الإيمان، والوعي، والصبر، والعبادة، والجهاد، وفي الدفاع عن نهج الرسالة والإمامة. فقد أضاءت (عليها السلام) طريق الإنسانية في عمرٍ قصير لا يتجاوز الثامنة عشرة، لكنها بلغت فيه أسمى مراتب الكمال، حتى خاطبتها الملائكة كما ورد في الروايات الشريفة: «يا فاطمة إنّ الله اصطفاك وطهّرك واصطفاك على نساء العالمين».
إنّ سيرتها العطرة في مكة والمدينة، ومواقفها في بيت أمير المؤمنين (عليه السلام)، وبلوغها أعلى مراتب العبادة والخشوع حتى تورّم قدماها في محراب الطاعة، وتربيتها للحسن والحسين وزينب (عليهم السلام)، وصمودها في الدفاع عن الحق والولاية… كلّها تشكّل نموذجًا خالدًا للمرأة المسلمة المجاهدة والواعية.
ويستحضر المجلس في هذه المناسبة كلمات الإمام الخامنئي (دام ظلّه) في وصفها، حين أكّد أنّ الزهراء (عليها السلام) تمثّل قمّة الكمال الإنساني، وأنّ الإسلام أظهر من خلالها قدرة التربية الإلهية على صناعة الإنسان الرباني رغم كل القيود والظروف الصعبة، وأنّ حياتها القصيرة تجسّد أعظم دروس الولاء والجهاد والعبادة.
وبهذه الذكرى العطرة، فإن مجلس التعبئة الثقافية يدعو:
1. إلى تعزيز الوعي الفاطمي في المجتمع، عبر إحياء قيم الطهارة والعفّة، والعدل، والإيثار، والالتزام بخدمة الناس.
2. إلى دراسة سيرة الزهراء (عليها السلام) بمنهج معرفي رصين، يقدّمها نموذجًا عمليًا للمرأة والشباب في زمن التحديات.
3. إلى استلهام روحها الجهادية التي دفعت بها إلى أن تكون المدافِعة الأولى عن رسالة النبي (صلى الله عليه وآله) وعن حقّ الولاية.
4. إلى إحياء يوم الزهراء بأنشطة ثقافية وتربوية تعبويّة تعزّز الانتماء الأصيل لهوية الأمة وولائها لأهل البيت (عليهم السلام).
إنّ محبتها وولايتها نورٌ تهتدي به القلوب، ودعاؤنا الدائم أن لا يحرمنا الله من شفاعتها، وأن يثبتنا على حبّها وولائها في الدنيا والآخرة.
نسأل الله تعالى، بحقّها وبحقّ أبيها وبعلها وبنيها، أن يحفظ عراقنا وأمتنا من كل سوء، وأن يوفق أبناء التعبئة الثقافية لحمل رسالتها النورانية بكل إخلاص وثبات.
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
مجلس التعبئة الثقافية
11 كانون الاول 2025 ميلادية
الموافق 20 جمادى الآخرة 1447 هجرية






