بسم الله الرحمن الرحيم
نستذكر اليوم بفخر وإكبار التضحيات الكبيرة للشهيد السيد محمد باقر الصدر (قدس سره)، حيث أقدم النظام الصدامي البغيض على ارتكاب جريمته الشنعاء بالتصفية الجسدية لهذا العالم الفذ، والمفكر الإسلامي الكبير.
لقد تصدى شهيدنا الصدر منذ أيام شبابه للتوجهات المادية المختلفة، والتي استهدفت المجتمع الإسلامي للتأثير عليه، وتغيير هويته الفكرية، وبُنيته العقائدية، وثوابته الدينية، فكان نتاجه العلمي والفكري المتعدد في مختلف المجالات موضع انبهار الموافق والمخالف، حيث سخّر كل طاقاته للدفاع عن الإسلام، وتحصين المسلمين ضد الأفكار الوافدة.
ولم يكن ذلك الجهاد العلمي مستغربا من نابغة مثله، يعيش هم الأمة وتطلاعاتها، وينتمي بإخلاص لدينه، ويقاوم كل اشكال الحرب عليه.
لقد قدم الشهيد الصدر (قدس سره) دمه الطاهر مقاوما للحكم البعثي البغيض، الذي حاول مسخ هوية الشعب العراقي، وتشويه قيمه، فكانت مواقفه البطولية في قيادته للمجتمع تتجلى بكل وضوح في شجاعته وصبره وتحمله لأنواع الضغوط، حيث الاعتقالات، والتخويف، وفرض الإقامة الجبرية عليه وعلى عائلته في النجف الاشرف، ومن جهة أخرى لم تنفع أساليب الإغراء بالمال والسلطة في إبعاده عن النهوض بمسؤولياته الشرعية والأخلاقية والوطنية تجاه شعبه ودينه، ولم يستطع النظام البائد بكل أساليبه الوحشية أن ينتزع منه كلمة واحدة تعطي شرعية الانتماء لحزب البعث المقيت.
لقد أعلنها الشهيد الصدر صرخة مدوية في وجه النظام الطاغوتي، تحاكي شعار جده سيد الشهداء في رفض الحاكم الأموي حين قال: لو كان إصبعي بعثيا لقطعته، وأوصى المؤمنين بالذوبان في الإمام روح الله الخميني كما ذاب هو في الإسلام.
ونحن اليوم في أمس الحاجة إلى استحضار تضحيات هذه الشخصية الكبيرة من أجل الإسلام وحرية المسلمين وكرامتهم في معركتنا مع محور الاستكبار الذي يقوده التحالف الصهيو أمريكي ومن التحق به من الخانعين والعملاء، لكي نستمد القوة والصمود في المقاومة حتى تحقيق الأهداف، النصر أو الشهادة التي عشقها سيدنا الشهيد وسار إليها بثبات.