بعد الاستهداف الصهيوني للدوحة.. كتائب حزب الله: من يركن إلى وعود أمريكا فقد سلّم نفسه طوعا إلى غدر محقّق 

بسم الله الرحمن الرحيم

(وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ ۗ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ)

  إنَّ الاعتداء الإجرامي الذي أقدم عليه العدو الصهيوني، بمحاولة اغتيال قيادات سياسية من حركة حماس في الدوحة، لا يعبِّر عن الوجه الحقيقي لهذا الكيان فحسب، بل يكشف أيضاً زيف الادعاءات الأمريكية والغربية بشأن ما يُسمّى الحماية الممنوحة لحلفائها في المنطقة، فقد تجلّى بوضوح الدور الأمريكي في رعاية خديعة (التفاوض) التي استُدرجت إليها قيادة حماس السياسية، بهدف تحويلها إلى كمين دموي.

ويُلزِم هذا الاعتداء الغادر الحكومة العراقية بأن تعيد النظر في مجمل الاتفاقيات المبرمة مع الولايات المتحدة، بدلالة هذه الأعمال الغادرة؛ فقد تبيَّن أنَّ ما يُسمّى بالضمانات الأمريكية المقدَّمة لدول المنطقة ليس إلا غطاء لفرض الهيمنة، وإدامة السيطرة، ولعلَّ أحدث الشواهد هو ما جرى اليوم في دولة قطر التي تؤوي على أرضها أكبر قاعدة أمريكية، فإذا بأمريكا نفسها تُسهِم في هتك سيادتها عبر دعمها للكيان الصهيوني باستهداف الفلسطينيين على ترابها، وهو ما يؤكد أنَّ من يركن إلى وعود أمريكا إنما يسلّم نفسه طوعا إلى غدر محقّق وخيانة محتومة.

  إنَّ هذا التطاول الصهيوني المدعوم أمريكيا يضع حكّام دول المنطقة أمام حقيقة مفادها: إنَّ الركون إلى الوعود الأمريكية يمثّل انتحارا سياسيا، وما عبّر عنه أبناء المقاومة وقادتها بشأن ديدن الولايات المتحدة في الغدر، وعدم الإيفاء بالعهود، هو التشخيص الأكثر وعياً بسنن التاريخ، والأصدق استعداداً لمواجهة التحديات والصمود أمام دول الاستكبار العالمي.
 

اترك تعلیق

آخر الاخبار