قالت صحيفة نيويورك تايمز الامريكية انه في الوقت الذي وصف فيه البعض مرحلة الانسحاب بأنها نهاية حرب استمرت سبع سنوات على العراق تجنب اوباما اطلاق صفة النصر على هذه النهاية, حيث حاول البيت الابيض ايجاد طريقة لاحياء هذه اللحظة بالتذكير بأنه أوفى بعهده بسحب القوات القتالية من العراق.
وأوضحت الصحيفة أن التقارير التي صورت انسحاب الجنود ونشرت على الشبكات المتلفزة أخفت الحقيقة المعقدة التي كانت على ارض الواقع لانه حتى في الوقت الذي سيتم فيه خروج اخر جندي من القوات القتالية من العراق في 31 اب الحالي سيبقى ما لا يقل عن 50 الف جندي آخرين مدة 16 شهرا اضافيا في حالة استعداد وجاهزية تامين لخوض عمليات قتالية ودهم.
من جهته .. قال انطوني اتش كورديسمان الباحث العسكري في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن إن المواقف السياسية هي المعيار في واشنطن وإن الاعلان عن الانتصار وانتهاء الحرب في العراق حققا شعبية أكبر من مسألة تولي القيادة والتعامل مع الواقع في العراق. وأضاف أن الحرب في العراق لم تنته ولم يتم تحقيق النصر فيها لان هذه المرحلة عصيبة كغيرها من المراحل منذ بداية الحرب عام 2003.
وأضافت الصحيفة أن الانتقال الرسمي الى عملية انسحاب القوات الامريكية من العراق هو تغيير في المسميات وفي المهمة بحد ذاتها فمع انخفاض اعمال العنف في عامي 2006 و2007 تركت القوات الامريكية مهمة الدفاع لوحدات الامن العراقية.
وتساءلت الصحيفة حول ما اذا كانت الاموال الطائلة التي صرفت في هذه الحرب وعدد الجنود الامريكيين والمدنيين العراقيين الذين قتلوا فيها تستحق كل هذا العناء.
وأضافت الصحيفة أن هذه اللحظة هي تذكير للرئيس اوباما بالدرس الذي تعلمه سلفه جورج بوش بعد انتهاء العمليات القتالية الرئيسية عام 2003 وهو أن حرب العراق هي حرب فوضوية ولا تحمل نهاية منظمة.
وكان اوباما أعلن في 18 آب الجاري انتهاء مهام القوات الامريكية في العراق فيما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية فيليب كراولي ان هذا الانسحاب لا يمثل نهاية الامر بل هو انتقال لشيء مختلف.
ومضت نيويورك تايمز بالقول إن التغطية الإعلامية لرمزية انسحاب القوات الأمريكية من العراق غطت على الحقيقة، ووضعت قناعاً إزاء الوقائع المعقدة على الأرض.
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" إنه بعد سبع سنوات وخمسة أشهر على التدخل في العراق فقد انسحبت آخر وحدة قتالية سراً وليلاً ومن دون وداع وفي توقيت أبقي سراً كي لا يتعرض طابور الوحدة لهجوم المسلحين.
وفي سياق متصل قال مصدر امني إن رتلاً للاحتلال الأمريكي تعرض لانفجار مزدوج بعبوتين ناسفتين وهو في طريقه إلى الانسحاب من محافظة البصرة على طريق الأكاديمية.
و كشف بيان لجيش الاحتلال الأمريكي الأحد 22 آب، أن جندياً امريكياً قُـتل في البصرة وهو اول جندي يقتل بعد اتمام عملية انسحاب القوات الامريكية المقاتلة من العراق، وثاني جندي امريكي عموماً يقتل خلال أسبوع.