توقع محللون في الشأن الامريكي, ان وزارة الدفاع الأميركية سوف تجري خلال اسابيع تغييرات أساسية في هيكيلية البتاغون الإدارية, وذلك بمغادرة روبرت غيتس الموقع الأول في الوزارة, وإحالة رئيس الاركان الادميرال مايك مولن الى الاستيداع.
ومن المتوقع ان ينقل بترايوس الى الپنتاغون في موقع رئيس الأركان, إلا ان هذا الاقتراح لايزال يواجه بعض الصعوبات لاسيما في الدوائر السياسية في واشنطن, فهناك من يعتقد ان بترايوس طموح جداً, وانه يتدخل في امور ذات طابع سياسي, وان كان بصورة غير مباشرة, ولايزال هناك فريق يعتقد ان بترايوس قد يقبل بإحالته الى الاستيداع بسبب رغبته في دخول معترك السياسة.
اما بالنسبة لمنصب روبرت غيتس في البتاغون, فان هناك اسمين يجري تداولهما الآن في الپنتاغون, الأول: هو مدير المخابرات المركزية ليون بانيتا, والثاني: هو جون هامر نائب وزير الدفاع في إدارة الرئيس الأسبق بيل كلينتون.
ويخشى محللون عسكريون ان تؤدي التغييرات التي ستحدث بوزارة الدفاع الى تزايد الاضطراب في أداء الوزارة في فترة تخوض خلالها القوات الأميركية حربا في افغانستان, ولاتزال تتعرض في العراق لهجمات مميتة من قبل المقاومة في العراق.
يشار الى إن الجنرال بترايوس لم يتمكن من تحقيق الأهداف التي جاء من أجلها، وفي مقدمتها القضاء على المقاومة في العراق، التي نجحت منذ ايام الاحتلال الاولى وحتى هذا الوقت في تدمير دروع العدو بالعبوات الناسفة, وإحالة قواعدهم الى ركام بالصواريخ الكلاسيكية والمطورة, مثل سلاح كتائب حزب الله المطور كـ "الاشتر" وجيله الثاني "الكرار" الذيّن إحالا قاعدة كالسو في الحلة وقواعد ليبرتي وسلير وفكتوري الى حطام في 3-1-2011 ".
وقد أثارت هذه العمليات الرعب في جنود لاحتلال وقياداته العسكرية والسياسية في واشنطن, التي سرعان ما تُرسل لهم البرقيات عما لحق بهم من خسائر مادية وبشرية من قتلى وجرحى واضطرابات عقلية ونفسية لحقت بجنوده . وقد ارسل البيت الابيض نائب الرئيس جو بايدن بعد ما يقارب اسبوع من قصف قواعد الاحتلال في (كالسو - سلير - فكتوري- ليبرتي) للاطلاع عن حقيقة الموقف وخسائر الاحتلال عن قرب .
يشار الى ان ارتباك وضبابية القرار الأميركي، الذي دخل في دهاليز الخوف من صورة المستقبل في العراق، هو ما جعل بترايوس يعتلي منصب أعلى رغم فشله في العراق, ولانهم يدركون ان مستقبل اميركا بات مرهونا بما ستؤول اليه أحوال جيشهم في العراق. وبدلا من تحجيم قوة المقاومة، فان الحقيقة في ميدان المعركة تؤكد دخول المقاومة مرحلة جديدة أكثر تأثيراً على المحتل وجنوده وقواعده ، مايؤكد فشل بترايوس ومن على شاكلته من ضباط الاحتلال في تحقيق أمانيهم بإنهاء المقاومة الاسلامية في العراق.
يذكر ان بترايوس اضاف اثناء قيادته قوات الاحتلال في العراق- بالاضافة الى فشله في القضاء على المقاومة الاسلامية- ازدياد مساحة السرقات من الاموال العامة كما ان الخدمات الاساسية في العراق، وصلت الى حد الانهيار, وبما ان يد الاحتلال تتدخل حينها في دقائق الاموار فان قيادة الجنرال بترايوس، قدمت اسوء وابشع نماذج الفساد على هذا الصعيد.
المصدر: وكالات انباء+موقع كتائب حزب الله