نقلت وكالات أنباء وصحف عربية عن وكالة فرانس بريس تقريراً لخبراء ومحققين عسكريين أميركيين، يعملون في العراق على تتبع مصادر الصواريخ اليدوية الصنع التي تستهدف قوات الاحتلال الأميركية المنتشرة هناك. " لم يوضح التقرير منذ متى وهم عاكفون".
ويقوم فريق خاص يحمل مسمى «قوة طروادة الخاصة» مختصة بالتحقيقات الجنائية المرتبطة بهذه المسألة في معسكر «فيكتوري» الأميركي قرب مطار بغداد، مستندة في بحثها المضني "حسب تعبير الوكالة" إلى وسائط الطب الشرعي التي تكشف هوية منتج الصاروخ وتدل على المكان الذي صنع فيه. التقرير لا يخلو من عدم الوضوح فهو يشير إلى بحث الفريق الأمريكي عن مصادر الصواريخ, في حين يقر التقرير " بعد كلمة الصواريخ مباشرة" بأنها يدوية الصنع " ( أي أنها منتج محلي).
ويسعى هذا الفريق "جاهداً" إلى إبراز دور لطهران في هذه الهجمات "بحسب التقرير" ويزعم هؤلاء المحققون, إلى أن إيران تحديداً تعتبر مصدر أساسي لهذا النوع من الأسلحة. (أي أن هنالك مصادر اخرى إلا أن قوة طروادة "الخاصة" لا تبالي بهذا).
وقد عرض هؤلاء "المحققون" في المعسكر أنواعاً من الصواريخ التي تسببت مؤخراً بزيادة أعداد قتلى قوات الاحتلال الأميركي. وعرض أفراد الفرقة جهازاً إسطوانياً بطول 60 سم وعرض 40 سم لف بغطاء أبيض، وفيه أيضاً جهاز إسطواني أصغر حجماً.
إلا أن احد المحققين قد اعترف ضمناً بأن المقاومة الاسلامية تقوم بتصنع هذا النوع من الاسلحة محلياً, حيث قال هذا المحقق الأميركي وقد حجبت ملامح وجهه الأساسية نظارات شمسية قاتمة "يفضل العاملون في هذا المشروع إخفاء هوياتهم لأسباب أمنية"
إن «ما يقومون (المقاومون) به هو نزع رأس صاروخ ووضع رأس حربي جديد مكانه يحتوي على محرك صغير». (اي أنها صناعة يدوية). ويتابع بالقول, وغالباً ما تكون الرؤوس الحربية عبارة عن سخان للمياه محشو بعشرات الكليوغرامات من المواد المتفجرة.!؟ ويوضح ضابط في الوحدة ذاتها أن «هذه الصواريخ والرؤوس الحربية لا تحمل شعار (صنع في إيران)، غير أنه من الممكن التعرف على المصدر من خلال العلامات الأساسية التي يحتويها الصاروخ أو من شكله».
ويقول المتحدث باسم القوات الأميركية في العراق، الجنرال جيفري بيوكانن إن الهجمات الصاروخية المماثلة ظهرت أولاً في عامي 2007 و 2008، لكنها أصبحت أكثر فاعلية الآن. وتابع القول, ويبلغ معدل الهجمات اليومية في العراق حالياً 14، بينها ستة موجهة ضد القوات الأميركية. ويشير بيوكانن إلى أن عدد هذا الهجمات كان يبلغ 49 يومياً في 2008.
وتابع التقرير بالقول, مع ذلك، فإن يونيو/ حزيران الماضي كان أكثر الأشهر دموية بالنسبة للقوات الاحتلال منذ ثلاث سنوات حين كانت تخوض مواجهات مباشرة، حيث قتل ... ستة في يوم واحد بصاروخ بدائي الصنع.
ويقول قائد القوات الأميركية في العراق، الجنرال لويد أوستن «نرى قذائف خارقة للدروع أكثر قوة، لكن الأخطر أنهم (المقاومون) طوروا قدرتهم على الإطلاق وإصابة الأهداف بدقة أكبر».
"أوستن" اعتبر أن «هذا الأمر يشير إلى أن هناك أشخاصاً بخبرة استثنائية يساعدون الجماعات المسلحة على تطوير هذه التقنيات والإجراءات التي تتبعها لاستخدام هذه الأسلحة». وتناسى الجنرال أوستن, أن الخبرة القتالية للمقاومة الاسلامية "بعد أكثر من سبع سنوات من المنازلة" قد اختلفت كثيرا عما كانت عليه في 2003 , فقد تنامت القدرات وابدعت الكوادر الفنية, واضحت أكثر خبرة في معرفة حركات العدو وسكناته, وبالتالي كيفية استهدافه.
ويتابع التقرير, وبعد وقوع هجوم ما، تخرج فرقة التحقيق الخاصة لتجمع كل ما يمكن من أدلة تعثر عليها قبل أن تنقلها إلى المعسكر الأميركي بهدف تحليل معطياتها، وفقاً لضابط في «قوة طروادة الخاصة».
وتؤخذ على الأخص بصمات الأصابع وآثار الحمض النووي حيث يتم تحليلها، فيما يجري فحص التركيبة الكيميائية للمتفجرة، بحسب ما يقول المصدر ذاته، مشيراً إلى حوالي خمسين قارورة صغيرة محشوة كل منها بنوع مختلف من المتفجرات. وتتحدث امراة بلباس مدني عن «علامات محددة تساعدنا على تحديد مصدر المتفجرة».
ويشير بيوكانن إلى أن «العديد من الهجمات التي رأيناها مؤخراً تنسب وفقاً لخبراء الطب الشرعي إلى كتائب حزب الله، وغالباً ما تتبناها هذه الكتائب بالفعل».
ويضيف التقرير, وتقول كتائب حزب الله على موقعها الإلكتروني إنها «منظمة جهادية» تتبنى «ثقافة المقاومة» وتشن في هذا الإطار «عمليات عسكرية جهادية» ضد القوات الأميركية في العراق. فيما يزعم الأميركيون أن هذه المجموعة تتلقى الدعم بالأسلحة والتمويل من إيران.
ويضيف بيوكانن «لعلها المجموعة الأصغر، لكنها الأكثر انتظاماً فيما يتعلق بكيفية شن عملياتها».
تجدر الأشارة إلى أن وزير حرب الاحتلال "الجديد" ليون بانيتا قد أكد "الاثنين"، أن الجيش الأميركي يخوض مجدداً معركة ضد المتمردين (المقاومين) الشيعة المدعومين من إيران (حسب مزاعمه). وقال بانيتا متحدثاً أمام 150 جندياً في معسكر الاحتلال "فيكتوري" قرب مطار بغداد «علينا أن نتحرك في شكل أحادي ضد تهديدات (المجموعات الشيعية) وإننا نقوم بذلك».
وأضاف «نحن قلقون جداً حيال موضوع إيران والأسلحة التي يقدمها هذا البلد للمتطرفين (المقاومة الاسلامية) في العراق. وأضاف, خسرنا جراء ذلك عدداً كبيراً من الأميركيين ولا يمكننا أن نسمح باستمرار ذلك».
وتزايدت الهجمات ضد القوات الأميركية قبل أشهر قليلة من الانسحاب المقرر للجيش الأميركي نهاية هذا العام "حسب الاتفاقية الامنية" بعد ما بدأت الولايات المتحدة بالضغط على الحكومة العراقية من أجل تمديد احتلالها للعراق. ولا يزال الجيش الأميركي ينشر أكثر 46 ألف جندي بحسب تقارير امريكية حكومية.
وقد رفض المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، رامين مهمانبرست "الاثنين الماضي" اتهامات وزير الدفاع الأميركي، قائلاً إن «الولايات المتحدة ليست في وضع جيد في العراق وأفغانستان. إنهم يحاولون بكل السبل تمديد وجودهم (العسكري) في هذين البلدين».
في حين اعتبر وزير الخارجية الإيراني، علي أكبر صالحي أن الولايات المتحدة «تدلي بهذا النوع من التصريحات منذ ثلاثين عاماً. ولا نرى أن الولايات المتحدة قادرة على أن تقرر ما هو جيد وما هو سيئ».
كما رفضت إيران، الأربعاء، المزاعم الأمريكية التي تتهمها بتزويد فصائل المقاومة العراقية بأسلحة لمهاجمة القوات الأمريكية المنتشرة في العراق، ووصفتها بأنها "مزاعم لا أساس لها" وتعكس الفشل الذي لحق بالولايات المتحدة في تلك الدولة الشرق أوسطية.
وقال وزير الدفاع الإيراني، العميد أحمد وحيدي، في تصريحات نقلتها الـ CNN الامريكية عن وكالة أنباء "فارس" إن الولايات المتحدة تحاول زرع الشقاق بين بلدان المنطقة.
وعلقت الـ "سي ان ان" وجاء تعقيب وحيدي رداً على تصريح وزير الدفاع الأمريكي، ليون بانيتا، أثناء أول زيارة له للعراق منذ توليه المنصب، الاثنين، بأن على العراق اتخاذ إجراءات صارمة ضد المليشيات المسلحة (المقاومة الاسلامية) التي تستهدف القوات الامريكية، بأسلحة مقدمة من إيران.
وتابعت "الوكالة الامريكية": من جانبه، رد عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بمجلس الشوري الإيراني، برويز سروري، على بانيتا قائلاً إن "جميع الجماعات الإرهابية التي تقتل المسلمين بالعراق هي من صنع الأمريكان وتريد زعزعة الأمن في هذا البلد"، بحسب المصدر ذاته. وفند سروري تصريحات وزير الدفاع الأمريكي بقوله: " المقصود من هذه تصريحات هو الهروب من الفشل الذي لحق بالأمريكان بالعراق وليس لها شيء من الصحة."
وكان بانيتا قد صرح في كلمة أمام الجنود الأمريكيين بالعراق، الاثنين: "نحن قلقون للغاية بشأن إيران والأسلحة التي تزودها للمتشددين هناك.. والواقع أننا شهدنا نتيجة ذلك.. ففي يونيو فقدنا الكثير من الأمريكيين."