في الذكرى السنوية السابعة لإنتصار المقاومة على العدو الصهيوني في حرب تموز 2006 أطل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في بلدة عيتا الجنوبية وتوجه بالدعاء بطلب الرحمة للشهداء المظلومين الذين قضوا بالتفجير الإرهابي في الضاحية الجنوبية يوم أمس وتوجه بطلب الشفاء لكل جرحى هذا الاعتداء الإرهابي الكبير والخطير معزيا عوائل الشهداء وكلّ من اصيب جسديا ونفسيا وروحيا وماديا .
وقدّر سماحته عاليا صبر الناس واهل الضاحية وتحملهم للمسؤولية ووعيهم الكبير وسلوكهم المنضبط والحضاري.
وتوجه السيد نصر الله بالشكر لكل من تضامن ودان هذه الحادثة الاليمة وقال "يجب ان ندين ايضا صمت الدول الساكتة والتي قد تكشف الايام انها داعمة للإرهاب والقتل والجريمة التي تجري في منطقتنا".
وأضاف سماحته"كلامي اليوم سيكون قسمين الاول حول حرب تموز والقسم الثاني عن الاوضاع الداخلية إنطلاقا من المجزرة الإرهابية في الضاحية أمس وما سبقها من اعتداءات صاروخية و تفجيرية".
في القسم الاول، احببنا هذه السنة ان نحيي الذكرى في بلدة عيتا الواقعة على الحدود المطلة على فلسطين المحتلة وهواؤها هواء فلسطين ومن حيث انتم تشمّون عبق رائحة فلسطين المحتلة ، انتم الآن الذين تحتشدون في هذا المكان على مرمى حجر من العدو".
وتابع سماحته"احببنا ان نجتمع في عيتا لاحياء الذكرى كرمز، فعيتا كبقية المناطق اللبنانية رمز بأهلها الطيبين الصامدين ومقاوميها الابطال الشجعان وشهدائها الاحياء عند ربهم واسراها المحررين ، هي رمز لكل البلدات التي قاتلت 33 يوما وصمدت ولم تنهزم".
وأردف السيد قائلا"عيتا هي رمز هذا الثبات وهذه الشجاعة وهذا الإصرار بل هي عنوان للقتال ، ما جرى في عيتا خلال 33 يوما كان من حيث قيمته المعنوية ما فوق الواجب الوطني او الديني ، ما فوق التكليف كان يعبّر عن قيمة هذه المقاومة وشعبها وارضها ولذلك خلفية هذا الصمود والقتال كانت المعرفة والعشق ولا انسى في تلك الايام عندما دُمرت اغلبية بيوتها وكانت تتعرض لقصف وحشي وكانت في خطر شديد وكان مقاتلوها واهلها في خطر شديد ، وقلنا لهم لستم مجبرين البقاء في عيتا لكن هؤلاء المقاتلين الابطال قرروا البقاء في هذه البلدة الحدودية والقتال حتى آخر نفس ليقدموا رسالة عن الهوية المعنوية والقيمية الحقيقية لهذه المقاومة وهذا الشعب.
وأضاف السيد نصر الله"عيتا هي رمز للقرية التي عاد اهلها كما عاد كل الاهالي عند اول ساعة لوقف اطلاق النار،عادوا الى بيوتهم المهدمة ونصبوا خيهم وسكنوا بين الدمار واصروا على البقاء في ارضهم واعادوا الحياة الكريمة التي قدمها لهم الشهداء ، عيتا هي البلدة الجميلة الوفية الشامخة ككل بلداتان الوفية الشامخة".
واعتبر سماحته أن"الإنتصار التاريخي في 25 ايار 2000 كان اجهازا على مشاروع اسرائيل الكبرى لأن جيش العدو الإسرائيلي الذي لا يستطيع البقاء في لبنان الدولة العربية الاضعف لا يستطيع اقامة دولة من النيل الى الفرات، وكان انتصار 14 آب 2006 إجهازا على مشروع اسرائيل دولة عظمى التي كانت تريد ان تجعل نفسها دولة مهيمنة تفرض قرارها على كل المنطقة وعلى ايران وان تكون قوة مخيفة ومرعبة ، وهذا سقط في 14 آب 2006".
وأضاف"انتم اليوم تثبتون ان هذا سقط، اسرائيل خرجت من حرب تموز باعتراف قادتها وشعبها ضعيفة مهزومة وما زالت تعالج جراحها حتى اليوم لكن في محصلة هذين الانتصارين الكبيرين هناك نتيجتان استراتيجيتان: الاولى ان المقاومة المسلحة والمحتضنة من شعبها قادرة على فعل التحرير والدليل 25 ايار 2000 وما حصل في غزة لاحقا".
وتابع سماحته"النتيجة الثانية المترتبة على الانتصار الثاني اوضحت ان المقاومة الشعبية المنظمة المحتضنة من شعبها قادرة ان تكون قوة دفاع حقيقية في زمن لا يملك البلد الامكانات والتكنولوجيا التي يملكها العدو المهاجم والدليل ما حصل في حرب تموز التي قدمت مدرسة كاملة تدرس في اكاديميات العالم وان كان البعض هنا يريد التخلي عنها".
وأكد السيد نصر الله الإلتزام بمدرسة وطريق المقاومة لتحرير ما تبقى من ارضنا المحتلة وللدفاع عن شعبنا واهلنا وقرانا ووطنا وارضه ومياهه وسيادته، ونؤكد ايماننا القاطع واعتقادنا الجازم الذي اثبتته تجارب السنوات الطويلة وعلى مدى 65 سنة، بان اغلى ما يملكه لبنان الان وافضل ما يملكه واقوى ما يملكه هو المعادلة المذهبية التي تقول الجيش والشعب والمقاومة.
وتابع"نقول للعدو والصديق باقون هنا عند الحدود فضلا عن الاعماق والمناطق الخلفية، باقون هنا نبني بيوتنا عند الشريط الشائك وليس فقط عند الحدود، وسوف نحفظ مياه انهارنا ولو غارت في الارض ولكن لن نسمح ان تسرق من قبل العدو ودولتنا ستستخرج الغاز والنفط ".
وأضاف سماحته "لن نتسامح في الدفاع عن قرانا وارضنا واهلنا واقول للاسرائيليين زمن السياحة العسكرية الاسرائيلية على الحدود مع لبنان وداخل ارض لبنان انتهى بلا عودة".
وأردف القول "مع رسالة الكمين النوعي في اللبونة اجدد ما قلته قبل ايام لم يعد مسموحا لاي جندي اسرائيلي تحت اي عنوان من العنوان او تسامح ان يخطو خطوة واحدة ليدنس ارضنا اللبنانية التي طُهرت بدماء شهدائنا وهذه الاقدام ستقطع مع الرقاب".
وأكد سماحته ان"هذه المقاومة اقوى من اي زمن مضى واكثر عدة واوفر عديدا من اي زمن مضى واكثر ارادة من اي زمن مضى".
وفي القسم الثاني، قال سماحته"ان يستهدف هؤلاء الناس والاهالي في الضاحية وغيرها ليس امرا جديدا، العدو دائما عندما كان يفشل في المواجهة يلجأ الى ضرب الناس حتى الناس الذين ليسوا مع المقاومة وتاريخ الحروب الاسرائيلية في قانا والضاحية والشياح وغيرها من الاماكن في حرب تموز شاهد واضح، العدو يتصرف بهذه النقطة بانها نقطة ضعفنا عندما يفشل في مواجتنا عسكرياً".
وأضاف سماحته"هذه المقاومة لم تتصرف في اي يوم كانها مستوردة كبعض المقاتلين في هذه الايام، وطوال سنوات سلوك المقاومة لم تكن تقوم بعمل عسكري ومقاوم بمعزل عن ردات الفعل وحماية الناس الى ان جاء تفاهم نيسان الذي استطاع الى حد كبير ان يحمي الناس".
ولفت سماحته إلى ان ما جرى بالامس كان استهدافا للناس، لم يكن عملية اغتيال، لم يكن هناك كادر من حزب الله مستهدف ولا مقر مستهدف لحزب الله انما من ارتكب المجزرة في الضاحية كان يريد ان يلحق اكبر قدر ممكن من الاصابات في صفوف الناس ،مشيرا إلى أن
العبوة اكثر من 100 كلغ، وفي هذا المكان بالتحديد، كما كان الحال في متفجرة بئر العبد وكان الهدف قتل الناس .
وأضاف "هذه المجزرة تأتي في سياق هذه المعركة الكبيرة المفتوحة منذ عشرات السنين ، وهذه من ادوات وتفاصيل هذه المعركة، ما دام هناك فريق يقاوم ويرفض الاستسلام للارداة الصهيونية والاميركية فمن الطبيعي ان يتحمل هذا الفريق وبيئته الحاضنة ".
ولفت سماحته إلى ان "الدولة مسؤوليتها ان تكون الى جانب المتضررين ونحن ايضا سنكون الى جانبهم ولكن يجب ان نكون حاضرين لمواجهة الاتي وما حصل حلقة في هذه المواجهة الطويلة".
وأضاف "خلال الاسابيع الماضية سقطت صواريخ على بعلبك وجوارها وكان معروفا من اطلقها، الجماعات السورية المسلحة هي التي اطلقت الصواريخ والفاعل معروف، حصلت امور اخرى وتفجيرات على طريق الهرمل اصابات مدنيين وقوة من الجيش ، حصل تفجير على طريق مجدل عنجر واطلقت صواريخ على الضاحية الى ان كانت متفجرة بئر العبد والصواريخ التي اطلقت باتجاه الجبل ثم الصواريخ باتجاه اليرزة والخاتمة كانت امس بالتفجير،العبوات كانت تستهدفنا على طريق الهرمل ومجدل عنجر وزحلة والصواريخ التي سقطت على الضاحية كانت تستهدفنا، الانفجار الكبير في 9 تموز ايضا يستهدف بيئتنا وناسنا، لم نقم نحن بأي رد فعل متسرع، وهنا يجب التنويه بالناس وبصيرتهم ووعيهم،
لم نتهم احدا وعملنا علميا كما كنا نطالب من يُعتدى عليه بتفجير او اغتيال، وكنا نرى الاتهامات صدرت والاحكام والجريمة في ارضها، حتى بمتفجرة بئر العبد قيل كلام من بعض الاوساط اللبنانية ان هذه السيارة وضعها حزب الله ليأخذها ذريعة لانه يريد قلب الطاولة في البلد، أكثر من هكذا افتراء وظلم، لن تجدوا احدا يحب هؤلاء الناس ويقبل التراب تحت اقدام هؤلاء الناس مثل حزب الله وقيادته، ولكن يأتي بعض السفلة للقول ان متفجرة بئر العبد من حزب الله والدليل ان لا احد قُتل، انتم هكذا تعملون ولكن حزب الله لا يعمل هكذا".
وتابع سماحته "وضعنا فرضيات من وضع هذه السيارة في بئر العبد ووضع لنا العبوات واطلق الصواريخ؟ الاجهزة الامنية وخصوصا المخابرات كانت تعمل على نفس الملفات وقاطعنا هذه المعطيات، وضعنا فرضيات الاولى اسرائيل فتشنا عن مؤشرات تجعل هذا الاحتمال قويا او ضعيفا وعملنا على هذه الفرضية ولم يظهر امامنا شيء ولكن بقيت قائمة،والفرضية الثانية هي الجماعات الارهابية التي اعلنت حربها ليس عند دخول حزب الله الى القصير بل من فترة سابقة، وبحثنا في هذه الفرضية،والفرضية الثالثة ان تكون هناك جهة اخرى دخلت على الخط لكي تأخذ على تصعيد الجو مع الاسرائيلي او الى فتنة داخلية وقتال طائفي،لم نسارع الى توجيه اي اتهام لكن انا اليوم سأتهم، بعد اكثر من 30 يوما على متفجرة بئر العبد واكثر على عبوات والصواريخ التي انفجرت، ومديرية المخابرات اعتقلت اشخاصا ونحن اجرينا تحقيقا وقاطعنا المعطيات ووصلنا الى نتيجة من وضع العبوتين على طريق الهرمل بات معروفا بالاسماء واحدهم معتقل، وبعض ما سأقوله صدر في بيان لوزير الدفاع وهذا البيان يعبر عن شجاعة واحساس كبير بالمسؤولية،احد افراد المجموعة التي وضعت العبوتين على طريق الهرمل اعتقل لدى مخابرات الجيش واعترف على بقية المجموعة واعترف عن الاشخاص الذين قتلوا الشباب الاربعة في جرود المنطقة ،من وضع العبوة في مجدل عنجر بات معروفا من اطلق الصواريخ على الضاحية بات معروفات، ومن وضع العبوة في بئر العبد بات معروفا بالاسماء بنسبة 99,99 بالمئة
من هم هؤلاء؟ لم يثبت بالتحقيقات انهم عملاء لاسرائيل وربما يثبت هذا لاحقا ولا انفي انهم عملاء لاسرائيل لكن مما ثبت انهم مجموعات تنتمي الى اتجاه تكفيري محدد وهم معروفون بالاسماء ومعروف من يدعمهم ويشغلهم ويديرهم،وبيان وزير الدفاع ذكر بعض الاسماء وبضعهم اعتُقل، بعضهم لبنانيون وبضعهم سوريون وبعضهم فلسطينيون، متفجرة الامس كل المؤشرات والخيوط والمعطيات تؤدي الى المجموعات نفسها وكانت هذه المعطيات متوفرة لدى الاجهزة الامنية التي ابلغتنا عن اسماء وجهات محددة كانت تحضر سيارات مفخخة لارسالها الى الضاحية، وكل اجراءاتنا في الضاحية لان معلوماتنا ومعلومات الاجهزة الرسمية ان هناك من يعد لارسال سيارة الى الضاحية".
وأشار سماحته إلى انه "هم علموا بما يستطيعون ونحن كذلك ولكن حصل ما حصل بالامس، لا اريد ان اجزم ان تفجير الامس مسؤولية الجهات التكفيرية لكن الترجيح الاكبر هو هذا، من المؤكد ان هذه المجموعات تعمل عند اسرائيل ولا شك عندنا باختراق بعض المخابرات الاميركية وفي المنطقة لهذه الجماعات ولا شك تشغيل بعض الاستخبارات لهذه الجهات،
حتى فرضية الانتحاري لا زالت قيد البحث ولا نستطيع ان ننفي هذه الفرضية، سيارة مفخخة بأكثر من 100 كلغ من التفجيرات امر محسوم لكن انتحاري او لا فهذا قيد البحث ،هناك هدف وطني هو كيف نمنع تكرار هذه الاعتداءات الارهابية والمجازر، امس وضعوها في الضاحية ولكن غدا اين يمكن ان يضعوا هذه التفجيرات؟ الاسرائيلي لا يهمه اذا كانت الضاحية او لا والتكفيري كذلك وهؤلاء يقتلون السنة كما يقتلون الشيعة ويقتلون المسيحيين كما يقتلون المسلمين ويفجرون المساجد كما الكنائس.
واعتبر السيد نصر الله أنه "مخطئ من يظن ان الجماعات التكفيرية اذا كانت وضعت السيارة المفخخة في الضاحية فلن تضعها بمكان آخر ، والهدف الوطني اليوم منع هذه التفجيرات التي قد تطال كل المناطق،العبوة الاولى تم السيطرة على الوضع المجزرة بالامس تمت السيطرة على الوضع ولكن نحن لا نعلم، اقول للمسؤولين والسياسيين والاجهزة الامنية وكل اللبنانيين ان لبنان اذا استمرت التفجيرات هو على حافة الهاوية ويجب التصرف بمسؤولية من هذا المستوى ومن هذا التهديد بالتحديد الذي يواجه لبنان".
وقال "من يظن ان هذا التهديد هو لمنطقة فهو مشتبه، ومن يدمر المنطقة كلها اليوم اخذ قرارا بتدمير لبنان".