منذ عقد من الزمن انطلقت مدوية عبوة كتائب حزب الله فزمجرت غضبا كزمجرة الرعد ، لتفتك بالجيش الامريكي المحتل لارض المقدسات فجعلت آليتهم نهباً للنيران وأجساد جنودهم اشتاتا، تلك كانت الانطلاقة الموفقة الأولى لجند الله الغالبين، ومنها توالت الضربات الموجعة حتى طرد الاحتلال من الوطن اواخر عام 2011. كانت العبوة الأولى للكتائب في شهر آب أغسطس من عام 2003 ، الا ان التوفيق لم يكن حليفا لتلك العملية ، وبعد الانطلاقة الفعلية الأولى بشهرين تقريبا نفذت الكتائب العملية الجهادية الثانية وكانت في بغداد - البلديات شرقي العاصمة بغداد في تأريخ 23/10/2003 ، حيث دُمرت فيها آلية همر وقُتل طاقمها المؤلف من 4 جنود ، ومنها رسخت القناعة بإمكانية تأسيس مشروع المقاومة في العراق لقتال جيش الاحتلال وكسر جبروته ودحره من قبل مجموعة صغيرة وبإمكانيات محدودة ولكن بهمم عالية وإيمان راسخ. ان الدرس الذي تلقته امريكا من المقاومة الاسلامية في العراق ما يزال فاعلا مؤثرا على السياسات الامريكية تجاه دول العالم وصارت تحسب لتدخلاتها الف حساب قبل الشروع لأي تدخل في دولة ما ، وهذا الرئيس باراك اوباما يقول قبل تدخله في ليبيا : \" أن الولايات المتحدة لن تكرر تجربة العراق بإرسال قوات عسكرية إلى الأراضي الليبية، وأضاف ، سرنا في هذا الطريق بالعراق، وخسرنا آلاف الأمريكيين ، وأنفقنا قرابة تريليون دولار وهذا أمر لا نتحمل تكراره في ليبيا\" . ولا يخفى على المتتبع ما حصل للمسؤوليين الامريكان في الموضوع السوري حيث ذهبت تهديداتهم هواء في شبك بسبب عدم قدرة اوباما على اقناع مجلس الكونغرس بالتدخل العسكري في سوريا . واعترفت امريكا رسميا: ( ان كتائب حزب الله تستخدم الأسلحة الأشد فتكا بما في ذلك القنابل الخارقة للدروع RPG -29S ، IRAMs ، ضد قوات التحالف في العراق ، وهي تستعمل إجراءات وتقنيات وتكتيكات هجومية متطورة ). بحسب بيان وزارة المالية الأمريكية الصادر في تأريخ 2-7-2009 ان أسلحة الكتائب الفتاكة مزقت اجساد جنود الاحتلال قبل آلياتهم ما جعل قادة أمريكا يأسفون على احتلالهم العراق ، وقد أعرب \"جو بايدن\" في وقت سابق عن أسفه للخسائر التي تكبدتها أمريكا في العراق، اذ قال: \" ان السنوات الطويلة من النزف والألم في العراق قد يكون ثمنها باهظاً، وما كان يجب ان تحدث أصلاً ، وأضاف متسائلا ، هل كان الأمر يستحق 4439 قتيلا في صفوف الجنود الأميركيين ؟ وجرح 32 ألف شخصاً من بينهم 16 ألفاً سيحتاجون للرعاية الدائمة ؟ \". بحسب ما نشرته وكالة فرانس بريس