بسم الله الرحمن الرحيم
في ظلال ذكرى شهادة الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) نتقدم بآيات المواساة للناحية المقدسة، مولانا المهدي من آل محمد (صلوات الله وسلامه عليهم)، والفقهاء والعلماء الذين نهلوا من علوم صادق العترة المطهرة، والأمة الإسلامية بهذه المناسبة الحزينة.
لقد عاصر الإمام الصادق الشهيد ظروفا معقدة ومتغيرة وحكاما مختلفين في البطش والطغيان، ولكنه استطاع أن يتعاطى مع كل هذه المشاهد بحكمة في القرار وتأنٍ في الحركة، وصبر على المكاره، حتى وصل إلى تحقيق المهم من أهدافه في ترسيخ الإمامة الإلهية والحكومة العلوية في أذهان الناس، وتأسيس مجاميع سرية يديرها الخُلص من أصحابه، تعمل على رفض نهج الحكومات الظالمة.
لقد كان الإمام الصادق (عليه السلام) صاحب مشروع صناعة العقول من خلال البناء الفكري والعلمي لأصحابه في المجالات العلمية المختلفة، حتى أصبحت الجوامع العلمية ترجع إليه في علومها، إما مباشرة أو من خلال تلاميذه.
لقد أعاد الإمام الصادق (عليه السلام) صياغة شخصية المجتمع الإسلامي، وتغيير الأفكار المنحرفة فيه؛ عقيدة، وفقها، وتفسيرا، من خلال تصديه لنشر العلوم المحمدية العلوية، فكان قائد الأمة وعالمها الذي يجلس بين يديه فقهاء المذاهب الأخرى جلسة الصبي بين يدي معلمه، فكان يفيض علما على كل طالب له.
حتى ضاق المنصور العباسي ذرعا من حركته السياسية والثقافية والعلمية، فدس أعوانه له السم، ليمضي إلى ربه مجاهدا عالما شهيدا.
كتائب حزب الله
مجلس التعبئة الثقافية
25 شوال 1444 هـ
16 أيار 2023 مـ