بسم الله الرحمن الرحيم
نهنئ الأمة الإسلامية بحلول ذكرى ولادة السبط الأكبر لرسول الله (صلى الله عليه وآله) الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام)، سيد شباب أهل الجنة وريحانة المصطفى من الدنيا.
لقد كان الإمام الحسن بن علي أشبه الناس سمتا وخلقا وهديا برسول الله (صلى الله عليه واله)، بالتزامه التفصيلي تطبيق سيرته في حياته الخاصة والعامة.
لقد جسّد (سلام الله عليه) الأنموذج الأرقى في السماحة والكرم والبر والتقوى والعبادة والحكمة والشجاعة، فهو المثل الأعلى في كل هذه الميادين، على الرغم من محاولة أقلام السلطة الأموية إعطاء صورة نمطية عنه تتمثل في أنه يطلب السلم والدعة، وهو الذي لم يتخلف عن الحروب الضارية التي خاضها أمير المؤمنين (عليه السلام) بل كان في قيادة الجيش ومقدمته.
إن الحادثة المهمة التي أخذت حيزا كبيرا من حياة هذا الإمام الهمام، والتي تناولها المؤرخون هي قضية معاهدة وقف القتال مع الحزب الأموي المعادي للخلافة الإلهية المنصوص عليها من قبل النبي الأعظم، والتي كانت تمثل الخطة البديلة للإمام، فبعد أن تصدى لمهام الخلافة والإمامة، وجهز الجيش لقمع المتمردين حالت الظروف العسكرية والسياسية والاجتماعية دون ذلك، مما اضطر إلى القبول بالمعاهدة، وقد أدار (سلام الله عليه) المفاوضات بشروط حكيمة، ظهرت آثارها على الأمة في تعرية الزيف الأموي، وحفظ الإسلام المحمدي، وضمان حياة الخُلص من أنصار الحق وحقوقهم، والتهيئة لملحمة كربلاء الكبرى، لتحقيق الأهداف العليا.
لقد واجه الإمام المجتبى مجموعة من التحديات الكبيرة على مختلف الصُعد، أبرزها الانحراف الذي كان يستهدف مسيرة الإسلام من خلال زيف الحاكم المتزيّي بزي الدين، وادعاء منصب الخلافة، فكان هو المقاوم الثابت الصابر البصير، الذي ينظر إلى مستقبل الأحداث، وحركة الصراع الذي أراد له أن ينتهي بفضح زيف المدعين، فخرج منتصرا في هذه المواجهة، وهذا ماعرفته الأمة لكن بعد حين.
وهذه دعوة للمسلمين جميعا للتسلح بالبصيرة والمقاومة والنظرة الحسنية في مواجهة مشاريع الاحتلال، والتطبيع، والتبعية التي يقودها الاستكبار العالمي، المتمثل بالجبهة الصهيو _أمريكية وأتباعهم من آل سعود، وحكام الإمارات، وغيرهم من حكام العرب الذين خذلوا المسلمين العزل في غزة، في أقبح صور الاستسلام.
كتائب حزب الله
مجلس التعبئة الثقافي
١٥ رمضان ١٤٤٥ هجرية
الموافق ٢٦ آذار ٢۰٢٤ ميلادية