قالت صحيفة "يو إس إيه توداى" الأمريكية في وقت سابق ان أكثر من ألف ومائة محارب بالعراق وأفغانستان , 13% منهم يعانون إصابات خطيرة, وسيخضعون لعمليات جراحية فى العيون ، وقالت إن تلك النسبة هى الأعلى بالنسبة لاصابات العين فى أى صراع كبير منذ الحرب العالمية الأولى .
وأضافت أن تلك الارقام تعكس حقيقة أن اصابات العيون باتت أكثر العواقب خطورة لحرب شاع فيها استخدام القنابل المزروعة على جانب الطريق وقنابل الهاون ضد الجنود الأمريكيين , مشيرةً الى أن الامراض العقلية وبتر الاوصال كانت هى الاكثر شيوعا ولكن الجيش أقر الاسابيع الاخيرة بأن إصابات العيون الخطيرة زادت ضعفى معدل الإصابات التى تتطلب البتر.
وأشارت الى أن الدروع الواقية للجسم توفر الحماية للأعضاء الحيوية بالجسم والجمجمة ولكن أعين الجنود وأطرافهم تبقى عرضة للاصابة بفعل الشظايا التى تتسبب فيها التفجيرات.
واوضحت أن العديد من المصابين فى عيونهم حظوا بعودة بصرهم كله أو جزء منه ولكن المئات من الجنود المصابين فقدوا نصف بصرهم الى جانب العشرات الذين فقدوه كلية , وأهم التحديات التى تواجه هؤلاء الجنود الذين يعودون إلى ديارهم بهذه الاصابات أنهم يكافحون من أجل التأقلم من الناحية العاطفية والمالية.
وقد أعدت منظمة طبية أمريكية تدعى "أطباء من أجل مسئولية اجتماعية" تقريرا بعنوان "الصدمة والرعب يضربان الوطن", كشفت فيه أن إجمالي تكلفة علاج الجنود الأمريكيين الذين شاركوا في حرب العراق بعد عودتهم سوف تفوق قيمة الإنفاق على العمليات الحربية بالعراق.
وأكد التقرير الذي أجري برعاية السيناتور الديمقراطية باتي موراي أن التكلفة المالية للرعاية الصحية ورعاية الإعاقات بين الجنود الأمريكيين الذين شاركوا بالحرب سوف تتجاوز التكلفة التي تم تخصيصها للعمليات القتالية في العراق، وستتجاوز 650 بليون دولار, كما أظهر التقرير أن الصدمة العقلية والاجتماعية من الحرب سوف تظل مع الجنود الأمريكيين الجرحى طوال حياتهم.
ومن جانبه قال إيفان كانتر الطبيب النفسي المتخصص في اضطرابات ما بعد الصدمة " هذا التقرير ينبغي أن يمثل صيحة تحذير للأمريكيين والإدارة ، ففي حين نتجادل إلى ما لا نهاية عما نربحه من العراق، فإن مئات الآلاف من الجنود وعائلاتهم يسقطون ضحية الموت وصدمة ما بعد الحرب, فضلاً عن الجروح النفسية والبدنية ".
وأضاف مدير منظمة أطباء من أجل مسؤولية اجتماعية الدكتور مايكل ماكولي " أعتقد أن الأمريكيين الآن على وعي بالخسارة المالية والبدنية والعاطفية لهذه الحرب, ونأمل أن يطلق التقرير جهودا أقوى نحو إنهاء هذه الحرب وتوفير الرعاية اللائقة للمحاربين القدماء ".
وفي بريطانيا ذكرت صحيفة الجارديان أن وزارة الدفاع البريطانية تجري دراسة موسعة حول الاصابات العقلية لدى الجنود البريطانيين العائدين من الخدمة في العراق وافغانستان وسط مخاوف من ان يكون الالاف منهم يعانون من اضرار بعد تعرضهم للانفجارات ذات القوة العالية ، وقالت الصحيفة ان مسئولي وزارة الدفاع البريطانية يعتريهم التردد في تطبيق الخبرات الامريكية على الجنود البريطانيين مشيرين الى ان الخبرات القتالية البريطانية والامريكية في العراق وافغانستان مختلفة .
وأكدت وزارة الدفاع البريطانية أن نسبة حالات الانتحار بين الجنود البريطانيين في العراق وأفغانستان ارتفعت ووصلت الى نسبة 10 بالمائة مقارنة بعدد الجنود الذين قتلوا أثناء العمليات ، وقالت صحيفة "ديلي تلجراف" البريطانية ان الوزارة اكدت حدوث 17 حالة انتحار بين الجنود بينهم 15 ممن أدوا الخدمة في العراق .
وأشارت الصحيفة الى مخاوف من أن معدل الانتحار أعلى بين الجنود السابقين الذين خرجوا من الخدمة وقالت ان المعدل بالتأكيد أعلى بكثير من 17 حالة لكن الجيش لا يحتفظ بسجلات فيما يتعلق بالجنود بعد ترك الخدمة.
وحذرت الصحيفة من أنه اذا لم يتم ايجاد حل سريع لهذه المشكلة فان الجيش سيعاني من نتائج الاهمال كما حدث للجنود السابقين الذين شاركوا فى حرب الفوكلاند عام 1982 حيث وصلت حالات الانتحار الى 300 حالة وهو ما تجاوز بكثير رقم 258 عدد الجنود الذين قتلوا خلال المعارك.
وقد كشفت صحيفة "ديلي تليجراف" البريطانية أن عائلات الجنود البريطانيين الذين قُتلوا في العراق وأفغانستان تدفع من جيوبها الفواتير القانونية المترتبة علي الأسئلة التي توجهها خلال التحقيقات القضائية حول الظروف التي قادت الى مصرع أبنائها، في حين تحصل عوائل المجرمين الذين يموتون في السجون على مساعدات حكومية لتغطية هذه التكاليف.
وقالت الصحيفة البريطانية أن الكثير من العائلات العسكرية تضطر للاتكال علي إحسان المحامين الذين يتعاطفون مع قضاياها ويشعرون بأنها وقعت عرضة للإجحاف والظلم ، وأضافت الصحيفة أن بعض العائلات اضطرت للانتظار أكثر من ثلاث سنوات لمعرفة الظروف التي قادت الى مقتل أبنائها الجنود في العراق وأفغانستان، في حين ظلت استفسارات عوائل أخرى شأن مقتل أبنائها الجنود بلا أجوبة جراء فشل السلطات المعنية في تقديم أدلة مقنعة .
وقد اعترف رئيس الارکان البريطاني الجنرال ريتشارد دانات بانخفاض معنويات الجيش البريطاني بسبب تصاعد حجم الخسائر البشرية في صفوفه ، وقال في تقرير نشرته صحيفة "صنداي تلجراف " البريطانية إن مستوى المساهمة الحالي في العمليات المطلوب من الجيش لا يحتمل وأن عديده لا يکفي، مضيفا إن القوات تشعر بالتعب نتيجة الوضع في العراق وبأنه لا يتم تقدير جهودها.ويؤکد تقرير وضع استنادا الى شهادة آلاف الجنود أن عددا متزايدا من العسکريين لم يعد يؤمن بالحياة العسکرية وأن النوايا الحسنة بدأت تتراجع في حين أخذ عدد کبير من الجنود يفکر في ترك صفوف الجيش.
وفي استراليا ايضا كشفت مصادر مطلعة أن عددًا من أفراد الجيش الإسترالي ممن عملوا بالعراق وأفغانستان قد تم تسريحهم لأسباب تتعلق باضطرابات في الصحة العقلية ناجمة عن خدمتهم ، ونقل عن مسئول رفيع بالجيش انه أخبر لجنة بمجلس الشيوخ الأسترالي قوله " إن 48 من أفراد الجيش ممن عملوا بالعراق وأفغانستان قد تم تسريحهم لأسباب عقلية" .
وأضاف قائد قوات الدفاع الأسترالية وسلاح الجو المارشال "أنجوس هوستون" أن حالات اضطرابات الصحة العقلية بين الجنود الذين يتم نشرهم تعد أقل من تلك الموجودة بين قوات الدفاع الأسترالي بشكل مجمل، مشيرًا إلى أنه في نهاية التسعينات كان هناك نحو تسعة جنود يقدمون على الانتحار سنويًا.
وطالب السيناتور "جون هوج" من حزب العمل الأسترالي المعارض من الحكومة توضيحًا مفصلاً لأعداد الأفراد الذين خدموا بأفغانستان، وأعداد من تم تشخيص حالاتهم بأنها مشكلات بالصحة العقلية، وكذلك أعداد من أقدموا على الانتحار.