السلام عليكم ، نشكر جنابكم على قبولكم حوارنا في موقعكم موقع كتائب حزب الله على رغم مشاغل العمل وكثرة إرتباطاتكم ، نبدأ بالسؤال من حيث بدأت كتائب حزب الله عملها ضد الإحتلال الأمريكي .
*قيادات التنظيم ذكرت في أكثر من مناسبة ،أن أول عمليةٍ نفذتها الكتائب كانت في 23/10/2003 ،هل بالإمكان الحديث عن ظروف تنفيذ العملية الأولى ،سيما أنكم كنتم أحد المنفذين ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبي الرحمة محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين.
الأهم من ظروف تنفيذ العملية هي الظروف الموضوعية التي كانت تسود الساحة العراقية فترة دخول الإحتلال . وأبرز ملامح تلك الظروف هو دخول العراق تحت الإحتلال من أقصاه الى أقصاه وكان الشعب منقسما ً بين فرحِ ٍ لإسقاط النظام غافل عن عواقب الإحتلال ، وبين من يراقب الإحتلال يُطبق على العراق ويدرك معنى الإحتلال والواجب الملقى على إنسان يقع بلده تحت الإحتلال .
كنا من القسم الثاني الذي راقب دخول الدبابات الأمريكية الى شوارع مدننا وكنا نراقب الجندي الأمريكي عن قربٍ وهو يشعر بالزهو حيث إستطاع أن يهزم نظاما ً وجيشا ً في ثلاثة أسابيع ، معتقدا ً أن الحرب قد وضعت أوزارها وأن العراق أصبح مستعمرةً من مستعمرات أمريكا وأن الشعب العراقي سيكون مسرورا ً بقدوم جنود الإحتلال وتخليصه من النظام الدكتاتوري .
أدركنا منذ البداية - وقبل الإحتلال- : أن أمريكا حتما ً في طريقها الى إحتلال العراق وعلينا أن نكون على جهوزية للتعاطي مع هذا الواقع وكان تعاطينا هو بناء تشكيل مقاوم يعتقد بالوجوب الشرعي والوطني والاخلاقي ويأخذ على عاتقه مقاومة الإحتلال عسكريا ً وإغراقه في وحل العراق وهزيمته وإفشال مشروعه الإمبراطوري, مشروع الشرق الأوسط الجديد .
إنطلاقا ً من تلك الخلفية كان الإعداد للعمليات وتم تجهيز العمليه الاولى بالإعتماد على كفاءة شبابنا في الجانب الفني على الصعيدين الميكانيكي والألكتروني وتم التجهيز للعملية ميدانيا ً من خلال رصد إحدى الدوريات التابعة للإحتلال في بغداد - شرق القناة- قرب مخازن الإسمنت , في الشارع الخلفي لمقر الأمم المتحدة , وتم زرع العبوة ليلا ً في حين تم إستهداف تلك الدورية صباحا ً في تمام الساعة الحادية عشر تقريبا ً وتم تدمير الآلية بالكامل وقتل جميع من فيها.
*سمعنا أن العملية الأولى فشلت عدة مرات ،ممكن توضيح الأسباب ؟
كانت هناك محاولاتٌ للعمل قبل 23/10/2003 ولم نكن موفقين بها, لكن العمليه التي نعتبرها هي الأولى والتي جاءت في تأريخ 23/ 10 لم يعترها أي فشل بل كانت ناجحه بكل المقاييس.
*هل كنتم المقاومين الوحيدين في الساحة حينها ؟
بعد إحتلال أمريكا للعراق بدأت مجاميعٌ مختلفةٌ من أبناء الشعب العراقي وفي مختلف محافظات العراق برفع السلاح بوجه الإحتلال, وكان أسلوب العمل يختلف من مجموعة الى أخرى.ونحن كنا نعمل في الساحة منذ الأيام الأولى للإحتلال, ونعتقد أن الكتائب كانت في مقدمة تلك المجاميع في أسلوب العمل وضوابطه , اذ تم إنتقاء الافراد على اساس التقوى والكفاءة، وإعتمدت السريه في التنظيم , والدقه في تحديد الهدف, وتطبيق الضوابط الشرعية والأخلاقيه في العمل ، والتي كانت قائمة ًعلى حرمة الدم العراقي , وإستهداف قوات الإحتلال لاغير, فضلا ًعن العمل في الأماكن التي لم يعتد الآخرون العمل فيها.
*قلتم كنا في مقدمة المجاميع ،هل من الممكن تسمية بعضها ؟
لم تكن تلك المجاميع ذات أسماءٍ وهويات واضحة, وكنا نرى أثارٌ على الأرض لتلك المجاميع. ومنها أستنتجنا على وجود مجاميع مقاومةٍ عاملةٍ ضد الإحتلال.
*العبوة التي إستخدمتموها في تدمير الهمر ، كيف حصلتم على موادها وفكرة تصنيعها؟
كان الإعتماد بالكامل على السوق المحلية في تصنيع العبوات ,أما فكرة تصنيعها فإننا لم نأتي من الفراغ لنخوض غمار العمل الجهادي بل كانت لنا أعمالٌ متعددة ٌ ضد النظام السابق وبالتالي فإن عامل الخبرة حاضرٌ في بلورة القدرة على تصنيع تلك العبوة وإستعمالها .
*ما الموانع التي حالت دون إستخدام العبوة في مواجهة نظام البعث المجرم ؟ إذا ما عرفنا أن معظم قيادات التنظيم هم من المجاهدين العاملين آنذاك ؟ لماذا أستُخدمت فقط ضد الإحتلال الأمريكي ؟
ذكرت ُ في الإجابة عن السؤال السابق أن شبابنا كانت لديهم الخبرة في العمل, وتلك الخبرة متأتية من العمل الجهادي ضد النظام السابق, لكن تلك الجهود التي كانت تبذل في مقارعة ذلك النظام الدكتاتوري و تقدم الشهداء والمعتقلين كانت تصطدم بوحشية ذلك النظام وقسوته والدعم الغير محدود له من قبل أمريكا والغرب والمحيط العربي وخاصة الخليجي منه. لكن رغم كل ذلك دفع النظام وفي أكثر من موقع ثمنا ً كبيرا ً على أيدي الشباب العاملين في الميدان الجهادي فترة وجود النظام.
*ذكرتم في جواب هذا السؤال والسابق ان جهود الشباب تبلورت في تصنيع العبوة ،هل نفهم أنها لم تكن موجودة في محاربة النظام البعثي ؟
لقد تم إستخدام سلاح العبوات في زمن النظام السابق ولكن بشكل محدود ويعود السبب الى عوامل عدة , منها: قوة الأجهزه الأمنية القمعية وإنتشارها بين الناس وبفاعلية شديدة حيث كانت عواقب من يوجد في بيته بندقية او مسدس تكون مجهولة فكيف بمن توجد في بيته مواد متفجرة أو عبوات.
*هل هذا يعني أن الإحتلال أقل إجراما ً من نظام صدام ؟
لا .. عفوا ً .. كلاهما مجرمان ولكن عدم وجود الخبرة لدينا في بناء مخابئ لتلك الأسلحة تكون بعيدة عن أعين أزلام الأجهزة الأمنية هو من الأسباب الرئيسية في عدم إستخدامها بقوة .
ومن الأسباب أيضا ًعدم ثقة العاملين بالسوق المحلية لوجود هاجس المصادر التابعة للأجهزة الأمنية في كل مكان (إذ كما ذكرنا اننا اعتمدنا في مواد تصنيع العبوة على السوق المحلية) والذي كان يشكل عائقا ً للإقدام على مثل هذه الأعمال. وهناك أسبابٌ اخرى ليس المقام مناسبا ً لذكرها .
إذن فالإحتلال لم يكن أقل إجراما ً من نظام صدام ولكنه فشل في بناء منظومةٍ إستخبارية ٍ أمنيةٍ قمعية ٍ, متغلغلة ٍ بين الناس إلا بشكل ٍ محدود ٍجدا ً. وهذا هو السبب الرئيسي في فشل الإحتلال في الحد من بناء وتطور عمل المجاهدين .
*هل لمستم تغييرا ً في سياسة الإحتلال العسكرية بعد تدمير أول عربةٍ لهم ؟هل غيروا إجراءاتهم ؟ قللوا من حركتهم في الشارع مثلا ً ؟
بعد العمليه الأولى لم يُلحظ تغييرٌ واضحٌ في حركة المحتل في الشارع, لأنه لم يكن يدور في خلده أن من الممكن أن تقوم مقاومة ٌ ضد جنوده في هذهِ المنطقة خصوصا ً- منطقة شرق القناة- لأنه يعلم بأن هذهِ المنطقة كانت الأكثر تأثرا ًومعاناةً من كافة أبناء الشعب العراقي وبالتالي فإنه كان يتوقع من أهلها المؤازرة والترحيب به ومساعدته وحمايته , بل كان يعتقد أن من قام بهذا العمل هم من الغرباء على هذه المنطقة وبالتالي علاج هذا الموضوع ليس في هذا المكان بل في مكان اَخر .
*ماذا يعني اسم ابي الفضل العباس "ع" لكم ؟
في بداية التأسيس كان أحد أساليب عملنا أن نكون مجاميعا ًمستقلة ًبعضها عن الآخر استقلالا ً تاما ً ، وطبعا ً، جاء نتيجة ً لتحسباتٍ أمنيه كنا نخشاها مستقبلا ًولأجل ذلك كنا عبارة ًعن كتائبٍ منفصلةٍ كل كتيبةٍ لا تعلم بوجود الكتيبة الاخرى الى حدٍ ما , وكنا نختار لكل كتيبة إسما ً وكان إسم أبي الفضل العباس (ع) حاضرا ً بين تلك الأسماء ؟ لأنه سلام الله عليه كان حاضرا ً في كربلاء الى جانب أخيه الإمام الحسين "ع" بعنوانه الحامي والمدافع والفدائي والمضحي, وصاحبُ الجود بأعز ما يملك, وحامل لواء الحسين عليه السلام, وعنوان الإباء. وبالتالي فالإمام العباس "ع" كان رمزا ًمتكاملا ً لكل الصفات الالهية, ونحن في مواجهتنا مع الإحتلال كنا مرتكزين وبقوة على إستحضار تلك القيم والشمائل والوفاء , إذ أن المجاهد كي يكون مجاهدا ًحقيقيا ً لا بد له أن يقف على تلك القيم والمثل ليغترف منها فهي متاعه الحقيقي الذي يجعله يصمد ويواجه ويجود بأعز ما يملك وهو أن يقدم روحه وجسده مضرجا ً بدمه في سبيل الله ولأجل وطنه وشعبه.
*يعني ، هناك خطأ شائعٌ أن إسم التنظيم كان كتائب أبي الفضل العباس (ع) قبل تسميته بـ كتائب حزب الله .
نعم ، قبل أن يكون إسم كتائب حزب الله هو الإسم الجامع والمعتمد, كنا نعمل بأسماءٍ متعددةٍ, أي لكل كتيبة إسمٌ خاصٌ بها وكان إسم أبي الفضل العباس "ع" هو الأكثر شيوعا ً لذلك جاءت بعض بياناتنا وإصداراتنا بإسم كتائب أبي الفضل العباس .
*لماذا إستبدلتم إسم "كتائب أبي الفضل العباس" الأكثر شيوعا ً بـ " كتائب حزب الله" ؟
في مرحلة من مراحل العمل بدا عملنا واضحا ً وبفضل الله جل وعلا ، وقد إشتدّ عوده وصلب, وإستوعب الهدف الستراتيجي والأهداف التكتيكيه وعرف عدوه جيدا ً ووقف على ارض صلبة, يستطيع أن يقول ويفعل وكان بناءه الأمني في مستوى جيدٍ جدا ً,عندها كان من الضروري جمع تلك الكتائب تحت عنوان واحد ؟ لأن العمل أصبح مشروعا ً، ووقف على أعتاب أن يكون مؤسسة ً وهذا بفضل الله سبحانه وتعالى .لأجل ذلك كان لابد من إسم ٍ جامع ٍ لتلك الكتائب فكان إسم كتائب حزب الله تيمنا ً بالآية الكريمة (فإن حزب الله هم الغالبون ) .
*هل يوجد تلازم أوعلاقة بين إسم كتائب حزب الله و ولاية الفقية ؟
نحن ننظر لولاية الفقية على أنها مشروع إستنهاض أمةٍ قد تخلت عن تأريخها وحاضرها ومستقبلها بل تخلت عن مشروعها الإسلامي الكبير، ونراها هي من أزاحت الغبار عن الإسلام المحمدي الأصيل لتُقدّمه الى العالم في نهاية القرن العشرين بعد الفٍ وأربعمائة عام على نهاية الدولة المحمدية العلوية الاصيلة، وعندما جاء بها الإمام الخميني العظيم (رض)عشقناها بشغف، ونحن لم نكن نعرف من هو الإمام الخميني، لأننا كنا في دولة البعث الصدامي، بعد ذلك تعرفنا عليها فإكتشفنا أنها أصل عقائدي يمتد من الإمام المعصوم الى الولي.
*هل ترون ان العمل بالولاية من ضروريات العمل الجهادي ؟ هل يحرز - العمل بالولاية - التقليل إذا لم نقل الخلاص من الوقوع في أشكالاتٍ شرعيةٍ مثلا ً ؟
العمل الجهادي, ويجب التركيز على مفردة الجهادي , نعم هو عملٌ مقاومٌ مسلحٌ ولكنه يختلف بحيثيةٍ مهمة وهي الإرتباط بالإسلام , أي أن الإنسان عندما يكون مجاهدا ً فإنه بالضرورة يجب أن يستحضر أنه يمثل الإسلام قبل أن يمثل نفسه وقبيلته ووطنه , وبالتالي لابد له أن يكون واقفا ًعلى الأحكام الشرعية للإسلام , ولكي يكون واقفا ًعلى تلك الأحكام وحسب مدرسة أتباع أهل البيت "ع" فإنه لابد أن يكون عاملا ً برأي الفقيه الجامع للشرائط في أفعاله وتروكه , وهذا الفقيه يجب أن يكون لديه الإستعداد لتحمل هكذا عمل ، وأن يكون لديه حضورٌ في ساحة المواجهة لحل أي مشكلةٍ تعترض العامل في جميع تفاصيل عمله . هذه هي النقطة الأولى التي تفرض العمل تحت الولاية.
أما النقطة الثانيه والتي تعتبر مركزية ً جدا ً في حفظ التشكيلات الجهادية من التصدعات والإنشقاقات ،هي وجود القيادة ذات الكفاءة والشرعية لهذا العمل,أما الكفاءة فيمكن الحصول عليها من خلال الساحة , لكن الشرعية لايمكن الحصول عليها الا بغطاء ٍ شرعي ٍ من ذلك الفقيه, والتي تمكن القائد من إتخاذ القرارت الميدانية التي تتعاطى مع الامور بشكل أكثر إطمئنانا ً.
كتائب حزب الله ترى أن العمل بالولاية ضرورة ٌ من ضروريات العمل وخاصة ً أن الولي يتمتع بتلك اللياقات و بشهادة أصحاب الإختصاص سواءً في جانب العلوم الشرعيه أو الوضعية .
*هل وقع مجاهدو التنظيم في إشكالات شرعية - فيما يخص ديات القتل الخطأ - ؟ هل دفع التنظيم دياتٍ نتيجة الأخطاء في التنفيذ ؟ إذا ما عرفنا كثافة عمليات الكتائب والتي نُفذ معظمها قرب المدنيين .
كما ذكرتُ سابقا ً أن أحد عناصر قوة كتائب حزب الله هو عنصر الضبط ,وهذا الضبط شمل مختلف الجوانب منها الشرعي والأمني و التنظيمي و العملي ....الخ.
ففي الجانب العملي التنفيذي لدينا ضوابط ٌ واضحة ٌ لجميع أبناء التشكيل وإحدى أهم تلك الضوابط هي اجتناب المدنيين بالمطلق , وعندما عرف الإحتلال بأن ذلك من أخلاقيات أبناء كتائب حزب الله في العمل , إعتبر ذلك فرصة ً يجب إغتنامها والاستفادة منها بأبشع صورة، فقام بالإحتماء بالمدنيين حيث جعلهم دروعا ً بشرية ً في حركته من خلال تسير دورياته بين السيارات المدنية وأحيانا يجبر الإحتلالُ أصحاب السيارات المدنية أن يكونوا بين آلياته , ولا تتوقف تلك الآليات إلا قُرب البنايات وبين المدنيين , وعندما تترجل أي دورية له فإن أفرادها يختلطون بالمدنيين , وهذا الإجراء الذي قام به العدو أدى الى توقف عمليات كتائب حزب الله ضد تلك الدوريات, الى أن أدخلنا بعض التكتيكات التي كانت كفيلة بإفشال هذا الإجراء منها : إدخال سلاح القنص واستهداف آلياته بقاذفات ((RBG7 و((B29, وكذلك طورنا من قدرات العبوة فاصبحت موجهة ً بإحكام, بحيث تستهدف الآلية التابعة للإحتلال دون انتشار الإنفجار الذي قد يسبب الأذى للسيارات المدنية . ولكن لتداخل دوريات الإحتلال مع المدنيين , نعم وقع بعض الضحايا من المدنيين ولكن - بشكل محدود جدا ًجدا ً- بالمقارنة مع كثافة العمليات ، وكان موقفنا الفوري وإنطلاقا ً من واجبنا الشرعي والأخلاقي والوطني هو التواصل مع عوائل الضحايا بحيث نوصل لهم الديات الشرعية ونوفر لهم ما نستطيع من الرعاية ونديم معهم التواصل ما أمكن ذلك.
*نشاهد في عمليات الكتائب تأثير ضغط إنفجار العبوة على الهمر المصفحة ، الامر الذي يؤدي في أكثر الأحيان الى فتح أبوابها ، وهذا حتما ً سيؤثر على سيارات وممتلاكات المدنيين القريبة من الإنفجار , فكيف يعالج التنظيم مثل هذه الحالات - من ناحية التعويضات - ؟
في مرحلة من المراحل وصل بنا الحال الى إيصال التعويضات حتى الى من يتأثر زجاج بيته نتيجة الإنفجار وأكثرعملياتنا كانت موفقة ضد آليات الإحتلال دون إلحاق اي أذىً بسيارةٍ او شخص ٍ أو بيتٍ, لكن جنود تلك الدورية وبعد أن يرون كيف تحول رفاقهم في الآلية المستهدفة الى أشلاء محترقة, يقوم جنودٌ من الآليات الاخرى بإطلاق النار العشوائي ضد الناس الأبرياء فتصاب السيارات أو ممتلكات المدنيين بالضرر بل يذهب احيانا ً الأبرياء ضحايا لردود الفعل الهمجية الوحشية التي تصدر من باقي الجنود , ورغم ذلك نؤدي واجبنا تجاه هؤلاء المتضررين فنقوم بإيصال التعويضات عن الأضرار المادية أو الديات الى عوائل الشهداء الأبرياء .
*لطالما سمعنا من الإحتلال وأبواقه جملة "كتائب حزب الله المدعومة من إيران "، لكننا لم نر ولم نسمع ولو لمرة واحدة من قناة العالم او الكوثر (الإيرانيتين) خبرا ً يخص الكتائب، فكيف تفسر هذه الإشكالية ؟
حكومة جمهورية إيران الإسلامية ومنذ الأيام الأولى لسقوط النظام السابق دعمت تشكيل حكومةٍ عراقيةٍ, وكانت داعمة ً رئيسية ً للعملية السياسية والحكومة التي أفرزتها تلك العملية . وضمن هذا السياق يكون سلوك قناتي العالم والكوثر سلوكا ً طبيعيا ً.
*ما مشكلة الإعلام العربي مع كتائب حزب الله ؟ سيما أنهم ينقلون عن الإحتلال أخبار إعتقالات مجاهدي الكتائب ، ويتغافلون عن نقل خبر الصحافة الأجنبية في إختراق الكتائب لأنظمة طائرات تجسس الإحتلال ، مثلا ً .
الإعلام العربي وبشكل لا يحتاج الى العناء لمعرفة ذلك هو إعلام مسيس ومرتبط بالنظام العربي القائم ، وكما تعلمون أن النظام العربي وبغالبيته وخاصة في المشرق العربي مرتبط ارتباطا ً مباشرا ً ووثيقا ً بالمشروع الأمريكي ، وقد طلب الإحتلال من الإعلام العربي أن يظهر المشهد العراقي على النحو التالي, وهو أن الشيعة أغلبية وهم راضون بمشروع الإحتلال وكذلك الأكراد وتبقى أقلية وهم العرب السنة, وهولاء لا يقاومون إعتراضا ً على الإحتلال بل لفقدانهم السلطة في العراق ، إضافة ً الى ذلك فإن النظام العربي كان يبذل الجهد الجهيد كي يظهر أن الأكراد والشيعة عملاءٌ للإحتلال فيما يقف السنة في موقف مقاومة الإحتلال ، وبما ان الإعلام العربي إما مرتبط بالنظام الرسمي العربي أو بالمشروع الأمريكي فكان لزاما ً عليه أن يكون موقفه هو مقاطعة المقاومه الشيعية بل وبذل الجهود الجبارة للتعتيم عليها.
*هل عرض الإحتلالُ التفاوضَ مع كتائب حزب الله ؟
نحن نسمع عروضا ً كثيرة ً تصلنا من قبل الإحتلال ومن طرق ٍ مختلفةٍ , لكننا لم نكن بحاجة للرد لأن قرار التفاوض مع الإحتلال لم يكن ضمن ثقافتنا, والإحتلال يعي ذلك جيدا ً.
*ما هي رسالة الكتائب الى الحكومة العراقية في خضم ضغوط اوديرنو وسفيرالإحتلال لإرجاع البعثيين للعمل السياسي ؟
كتائب حزب الله تعتقد : أن على الحكومة القائمة الآن اوالتي ستأتي بعد الإنتخابات أن تلتزم بحفظ وصيانة كرامة العراقيين, وما إرجاع البعثيين إلا إساءة ٌ للشهداء والثكالى وعوائل الشهداء ممن نالهم بطش وغطرسة النظام السابق, وهذه الإساءة تتحقق في حال أقدمت أي حكومة على تأهيل البعثيين وإستيعابهم ضمن العمل السياسي, وعندها لن تكون حكومة الشعب العراقي بل حكومة البعث والإحتلال ، أما خطر البعثيين فإن الحكومة إذا ما إحتضنت الشعب ومقاومته فإن خطر البعثيين سيكون هامشيا ً إن لم يكن معدوما ، وإن ورقة البعثيين الآن هي بيد الإحتلال الذي يحاول رفعها بوجه الحكومة بين حين ٍ وآخر في محاولةٍ منه للضغط وإبتزاز الحكومة.
*ماذا تقولون لعناصر "الفرقة القذرة" العميلة للإحتلال سيما بعد تورطهم في مجزرة قرية الدويجات في ميسان ؟
أن مشروعنا تكون ونما بفضل الله سبحانه وتعالى لقتال الإحتلال وأذنابه, ونحن نعتقد : أن الفرقة القذرة سبق لها أن إرتكبت جرائما ً كثيرة غير جريمة قرية الدويجات ، لذلك فعناصر هذه الفرقة مطلوبون للشعب العراقي ولابد أن ينالهم العقاب العادل الذي سينزل بهم يوما ً ما ((وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ))
*بماذا تقيّمون اليوم وضع كتائب حزب الله في مقاومة الإحتلال في العراق ؟
نعتقد أن المعادلة التي تحكم وجود الإحتلال والمقاومة بشكل عام وكتائب حزب الله بشكل خاص معادلة ٌ واضحة المعالم تقوم على أساس ٍ يقول: إن كل يوم ٍ يمر في العراق فأنه يضعف الإحتلال اكثر ويقرّبه من الهزيمة النهائية, في حين أن كتائب حزب الله تزداد قوة ً وتقترب من النصر أكثر .
كتائب حزب الله اليوم أكثر معرفة ً بالعدو وأكثر قدرة ًعلى التطور وأكثر قابلية ً للعطاء والتكيف مع واقع الإحتلال المتغير ، نعم ربما إنسحاب الإحتلال الى قواعد كبيرة تقلل العمليات, ولكنها قطعا ستجعل منها عملياتٍ نوعية ً, مركزة ً و أكثر ايلاما ً للعدو .
*هل تعتقدون ان إجراءات الكتائب الأمنية تمنع من ظهور الناطق الرسمي لكتائب حزب الله ؟
ليس لدى الكتائب مشكلة في الإجراءات الأمنيه وليس لديها تخوف من تمكن الإحتلال من أي أخ ٍ يتكلم عبر الإعلام كناطق إعلامي لكتائب حزب الله , لكن ما يمنع الكتائب من ذلك أسبابٌ منها خاصة ٌ لانستطيع الكلام بها, ومنها خوف الكتائب على عوائل واقرباء واصدقاء الأخ الذي يتصدى لمثل هكذا موضوع, نخشى ملاحقة الإحتلال والأجهزة الأمنية المرتبطة بالإحتلال لتلك العوائل والمحيطين بهم.
*ما هو مشروع التنظيم بعد هزيمة الإحتلال العسكريه من العراق؟
مشروع الكتائب الإستراتيجي يقوم على أساس قتال الإحتلال وطرده من العراق منكسرا ً خانعا ً، وقد فشل مشروعه الشرق أوسطي الجديد ، وليس لدى قيادة الكتائب الآن - على حد علمي - ما تقوله حول سياستها ما بعد هزيمة الإحتلال .
ختاما ً،إدارة موقع الكتائب ومجاهديه يودون شكركم على هذا الحوار راجين المولى أن يوفقنا جميعا ً لخدمة العمل الجهادي وأن يقر عيون العراقيين بالنصر ، بطرد المحتل من أرض المقدسات .