خلف جيش الاحتلال كميات هائلة من النفايات السامة لأكثر من 170 ألف جندي أمريكي في 500 قاعدة عسكرية انتشرت بكافة أنحاء العراق، إبان ذروة الحرب.
وبلغ حجم المخلفات السامة، التي كشف عنها تحقيق أجرته صحيفة "التايمز" البريطانية، نحو 11 مليون رطل، تسببت بتفشي أمراض السرطان وأضرار بيئية خطيرة.
وأدعى الجيش الأمريكي في أثر تقرير الصحيفة فتح تحقيق وملاحقة المتورطين في انتهاك المعايير البيئية في العراق.
وقال قائد الوحدة الهندسية والبنى التحتية لجيش الأحتلال بالعراق، الجنرال كيندال كوكس في مؤتمر صحفي: "كما تعلمون نحن هنا منذ أكثر من سبع سنوات، وخلال تلك الفترة تراكمت ملايين الأرطال من النفايات الخطرة."
وكان تقرير بثته CNN مؤخراً قد تناول تزايد الولادات المشوهة في العراق، ويقول مسؤولون إن آثار الحروب الثلاثة الأخيرة التي مر بها العراق - وهي حرب الثمان سنوات ضد الجمهورية الاسلامية وحرب الخليج في عام 1991 والغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003 - إلى جانب عدم وجود ضوابط كافية على الانبعاثات والمخلفات الصناعية، قد حولت جميعها العراق إلى أحد أكثر بلدان العالم تلوثاً.
وتحدث المسؤولون عن تلوث الماء والهواء والتربة الناجم عن مخلفات الحرب والقصف باليورانيوم المنضب بالإضافة إلى انبعاثات السيارات والمولدات الكهربائية في المناطق المزدحمة واستخدام الأسمدة الكيميائية دون تخطيط.
يشار الى ان المركبات العسكرية من دبابات وغيرها ملوثة بالمواد المشعة التي يعود تاريخها إلى حربي 1991 و2003، ولكن لم يتم اتخاذ إجراءات للتخلص منها.
وكانت جيوش الاحتلال الذي قادته الولايات المتحدة قد استخدمت اليورانيوم المنضب كمكون أساسي في قذائف الدبابات الخارقة للدروع في حربي 1991 و2003.
وفي منشور صدر عام 2005، حدد برنامج الأمم المتحدة للبيئة 311 موقعاً ملوثاً باليورانيوم المنضب في العراق وقال إن تطهيرها سيتطلب سنوات عدة، فيما قالت صحيفة تايمز اللندنية إن احد مقاولي النفايات العراقيين إن شركات كويتية ولبنانية تعمد إلى خلط المواد السامة بأخرى قابلة للتدوير وترسلها إلى العراق.
وأوضحت الصحيفة أن القوات الامريكية عندما تغادر العراق ستخلف وراءها كمية كبيرة من النفايات السامة التي تلقي بها القواعد الامريكية في مناطق البلد.
وكشف تحقيق صحفي اجرته الصحيفة البريطانية غطى سبع محافظات عراقية عن أن "منظرا مرعبا من النفايات يتسبب بأمراض غريبة للعراقيين".
وبينت الصحيفة إن عمال نفايات يشتكون من المواد الكيميائية السامة التي اثرت بحالتهم الصحية.
وقال احد اصحاب ساحات الخردة في العراق للصحيفة إن "بعض العمال ظهرت عليهم اعراض طفح جلدي، وكثير منهم تركوا العمل. لذلك عندما تاتيني مثل هذه المواد ادفنها في مكان بعيد".
المصدر: وكالات انباء