شهد الكونغرس الثلاثاء جلسة استماع مخصصة للجنرال ديفيد بتريوس، بعد تسلمه منصبه الجديد في قيادة القوات الأمريكية بأفغانستان، قام خلالها بتريوس بإثارة نقطة خلافية حول موعد الانسحاب العسكري من كابول.
إذ أشار الجنرال الأمريكي إلى أن البيت الأبيض لم يقل بأن الانسحاب سيبدأ في يوليو/تموز 2011، بل أشار إلى أن "العملية" الآيلة إلى ذلك ستبدأ في هذا التاريخ، وتوقع أن تتزايد الخسائر البشرية في صفوف القوات الأمريكية بأفغانستان، بينما هاجم المرشح الرئاسي السابق، جون ماكين، دعاة الانسحاب المبكر، واصفاً إياهم بـ"الانهزاميين."
واستدعت مواقف بتريوس مداخلة من رئيس لجنة العسكريين في الكونغرس، كارل ليفين، الذي شدد على وجوب أن يبدأ الانسحاب من أفغانستان في يوليو/تموز من العام المقبل، معتبراً أن هذا الأمر يضع المسؤولين الأفغان أمام الأمر الواقع الداهم.
وأشار ليفين إلى أن تحديد البيت الأبيض لتاريخ مغادرة القوات الأمريكية لأفغانستان كان له مردود إيجابي على الصعيد الأفغاني الداخلي، إذ أنه تسبب في موجة تطوع كبيرة في الجيش الأفغاني، لم يشهدها في تاريخه من قبل.
غير أن السيناتور الجمهور جون ماكين، المرشح السابق للرئاسة الأمريكية، دافع عن موقف بتريوس، قائلاً إن على الولايات المتحدة عدم تحديد مواعيد مسبقة لخطواتها العسكرية، بل اختيار لحظة مغادرة أفغانستان وفقاً لـ"الأوضاع على الأرض."
وأضاف ماكين أن قيام واشنطن بإعلان رغبتها في مغادرة أفغانستان العام المقبل قلل من الدعم الدولي الذي كانت تحظى به على الصعيد العسكري، باعتبار أن المهمة قاربت على الانتهاء، وانعكس ذلك سلباً على الوضع الميداني، فباتت السيطرة على الأمور "أكثر صعوبة،" ما يدل على الحاجة للمزيد من الوقت.
واتهم ماكين من وصفهم بـ"الانهزاميين خلال الحرب في العراق،" بالعمل على الترويج لانسحاب قريب من أفغانستان.
وكان بتريوس قد تطرق في إفادته إلى موضوع موعد الانسحاب المنتظر من أفغانستان، فقال إن الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، استخدم مصطلح "بداية عملية الانسحاب" من أفغانستان في يوليو/تموز 2011، عوض الإشارة إلى الانسحاب نفسه.
وأضاف بتريوس أن القوات الأمريكية ستضطر إلى تقديم المساعدة لأفغانستان "لسنوات طويلة مقبلة،" مضيفاً أن القوات الأفغانية بحاجة لأعوام عديدة قبل أن تتمكن من السيطرة على الأمور بمفردها.
ولدى سؤاله عن الأهداف الأمريكية في أفغانستان قال بتريوس: "المهمة واضحة.. وهي العمل لمنع تنظيم القاعدة وسائر الحركات المتطرفة من إيجاد ملاذ آمن في هذا البلد يتم فيه التخطيط لشن هجمات على الولايات المتحدة أو الدول المتحالفة معها.
وتطرق بتريوس إلى الوضع العسكري في مواجهة حركة طالبان، فأقر بأن الحركة واصلت طوال السنوات الماضية توسيع رقعة نفوذها وسيطرتها على الأرض، ولكن ذلك توقف اعتباراً من 2010، مع وصول التعزيزات العسكرية الأمريكية.
وشرح قائلاً: "هناك تقدم في العديد من المناطق، والهدف الرئيس اليوم هو وسط ولاية هلمند، والقوات الأمريكية والبريطانية والأفغانية تعزز تواجدها في هذه المناطق، ولكن "المتطرفين" يقاومون، وليس هناك من أمر سهل في هذا الموضوع."
ورأى بتريوس أن تزايد الخسائر البشرية في صفوف القوات الدولية بأفغانستان "أمر طبيعي" يترافق مع تزايد العمل على دحر المليشيات المسلحة، وتوقع أن ترتفع حصيلة الخسائر قبل أن تعود لتتراجع مع انكسار شوكة المسلحين.
وفي سياق متصل، علمت CNN أن وزارة الدفاع الأمريكية قررت إعفاء بتريوس من منصبه على رأس القيادة الأمريكية الوسطى، كي يتفرغ للمهام في أفغانستان، وسيقوم وزير الدفاع، روبرت غيتس، بترشيح ضابط جديد على رأس تلك القيادة بمجرد أن يوافق الكونغرس على تولي بتريوس زمام الأمور بأفغانستان.
المصدر: CNN