قال الامام اية الله السيد علي الخامنئي في كلمة افتتاح المؤتمر الاول للصحوة الاسلامية المنعقد في الجمهورية الاسلامية, " أن الصحوة الاسلامية التي تشهدها المنطقة تبشر بانتصار الشعوب على الاستكبار وسيادة الاسلام في المنطقة والعالم.
وأكد سماحته, " أن الشعوب هي التي دخلت بنفسها في الساحة لتحقيق مطالبها في الحرية والكرامة والعزة، ولن يستطيع المستكبرون وعلى رأسهم اميركا وحلفاؤها بعد ذلك فرض هيمنتهم على الشعوب.
واضاف سماحته أن المؤامرات التي حاكها الغرب ضد المسلمين منذ عشرات السنين لن تجدي نفعا، وأن الانتصار النهائي للاسلام، هو قادم لامحالة.
واكد سماحته ان الصحوة الاسلامية التي تدل على حالة النهوض والوعي بين شعوب المنطقة هي التي جمعتنا هنا اليوم وان هذا الوعي وحالة النهوض في الامة الاسلامية الحقت الهزيمة بالاستكبار.
واضاف ان ما جرى في بعض البلدان الاسلامية كالعراق وافغانستان كان مقدمة للنهضة الاسلامية في المنطقة ضد الاستكبار، موضحا ان طرد العدو جاء بفضل تصدي الشعوب باجسادهم واردتهم وايمانهم بوجوب التخلي عن الاستبداد.
وقال السيد الامام ," ان المعسكر الشرقي قد انهار والغربي يحاول البقاء والصحوة الاسلامية هي التي ستنتصر. ورأى ان الاحساس بالخوف من أميركا والغرب هو خطر يجب التصدي له وطرده من قلوب شباب العالم الاسلامي، معتبراً ان الجيل المعاصر من البلدان الاسلامية له قدرة النهوض والتصدي وهو مبعث افتخار.
واضاف من الممكن التغلب على كل هذه الموانع والآفات بالإتكال على الله وحسن الظن من وعد بالنصر والتحلي بالعزم والشجاعة، مشدداً على أن شعارات الثورات الاسلامية يجب أن تؤكد على الاستقلال والعزة ورفض الكيان الصهيوني، مؤكداً ان تحقيق أهداف الصحوة الاسلامية لا ينسجم مع رغبة الغرب والكيان الصهيوني.
واشار سماحة الامام الخامنئي الى ان مبادئ الصحوة الاسلامية تتجلى في احياء العزة الاسلامية، مضيفا ان تحقيق اهداف الصحوة الاسلامية لا يسنجم مع رغبة الغرب والكيان الصهيوني, مؤكداً ان مواجهة الاخطار التي تعترض التحركات الاسلامية كفيل بابطال المخططات الغربية التي تريد النيل منها، وتابع سماحته "يجب معرفة الاخطار التي تواجه الصحوة الاسلامية للوقاية من انحرافها".
واشار سماحته الى ان الخطر الاول الذي تواجهه الصحوة الاسلامية هو ثقة النخب السياسية بالعدو والانخداع بوعوده، موضحا ان التبعية الاقتصادية والسياسية للغرب يعنى عودة هيمنة الاجانب على البلدان التي اطاحت بالديكتاتورية.
وحول ما يدور في ليبيا قال الامام السيد الخامنئي ان التدخل الاميركي والغربي في ليبيا قد ازهق الكثير من الارواح ودمر البنى التحتية، مؤكدا ان الشعب الليبي هو الذي يحق له ان يرسم عجلة النصر ولا يحق للذين كانوا يدعمون القذافي ابدا التدخل في مستقبل ليبيا.
واكد سماحته ان اهم مطالب الشعوب الاسلامية هي الحضور الفاعل والدور الحاسم في ادارة بلدانهم دون استنساخ للديمقراطية الغربية.
واضاف "ان تونس واليمن والبحرين سوف تجري على منهاج واحد من احياء العزة والكرامة الوطنية لنيل مطالبها كما ان ما نعرفه عن مصر تاريخا وشعبا هو الذي دفع الشعب المصري الى النزول الى الساحة لقول كلمته".
وشدد الامام الخامنئي على ان التوجه الإسلامي يجب ان يكون بعيدا عن التطرف والتعصب و"على الشعوب الاسلامية التخلي عن الخلافات المذهبية والطائفية والتصدي لها ومحاربتها"، مشددا على ان من يكفر هذا وذاك هو جند الشيطان. وقال سماحته ان الانحراف عن اهداف الثورة يبدأ من الشعارات.
وأوضح مستشار الامام الخامنئي ومدير المؤتمرعلي اكبر ولايتي في وقت سابق، أن المؤتمر الذي سيستمر على مدى يومين سيناقش خمسة محاور رئيسة، وهي اسس ومفاهيم الصحوة الاسلامية، ودور الاشخاص المؤثرين فيها، وتعريف التيارات، ودراسة المخاطر التي تهدد الصحوة الاسلامية، وتوحيد صفوفها، بالإضافة الى مناقشة أهداف وتداعيات الصحوة الاسلامية ومستقبلها. وقال ولايتي ان العالم متأثر بالصحوة الاسلامية وان الغرب يحاول الحؤول دون انتشار هذه الصحوة، منوها الى تحركات اميركا والـ "ناتو" في الدول الاسلامية، ومضيفا ان الغرب ركز جل مساعيه للتاثير على العالم الاسلامي والنيل من صحوته.
ويشار الى ان مؤتمر الصحوة الاسلامية انطلق بمشاركة اكثر من 700 مفكر وعالم من ثمانين دولة منها مصر والعراق ولبنان واليمن وأفغانستان والجزائر واندونيسيا وآذربيجان وتاجيكستان والسودان وسورية والصومال وباكستان وتنزانيا وتركيا وتشاد وفلسطين وخاصة البلدان التي تشهد الصحوة الإسلامية والتي شهدت إسقاط بعض الأنظمة الإستبدادية, كما حضرت وفود من دول غربية كثيرة منها بريطانيا وايطاليا واميركا وروسيا ورومانيا والارجنتين والبرازيل وبلجيكا والبوسنة وبوليفيا وتشيلي وصربيا وفرنسا.
وسيتركز اهتمام المجتمعين علی محاور مهمة ربما تميزه عن کل المؤتمرات التي عقدت سابقاً منها "دراسة مفاهيم وأسس وجذور الصحوة الإسلامية" وکذلك "الدور الذي تؤديه القيادات والتيارات في هذه الصحوة" و"دراسة المخاطر التي تهدد الصحوة الإسلامية في المنطقة" و"مناقشة أهداف وتداعيات الصحوة الإسلامية".
المصدر:وكالات انباء