الجعفري : وجود القوات الأجنبية على الأرض العراقية لطخة عار في جبين العملية السياسية

 أكد الدكتور إبراهيم الجعفري رئيس التحالف الوطني خلال حضوره مؤتمر الصحوة الإسلامية المنعقد في إيران من إن موقف التحالف الوطني يرفض تواجد القوات الأجنبية على الأراضي العراقية تحت أي اسم كان ومهما كانت المدة والعدد ومهما كانت المبررات لان أصل الوجود هو مس للسيادة الوطنية ويعتبر وجودهم لطخة عار في جبين العملية السياسية.
 وأشار الجعفري إلى أن الصحوة بمفهومها العام تحتاج إلى وسط اجتماعي و أهداف محددة و آلية تتولى حركتها كي نمشي بفعل ومبادرة قبل أن نفكر بردود الفعل واستجابات حتى يكون المارد الإسلامي قوي في حركته متحضرا و مؤثرا و متفاعلا ليس منفعلا أمام الآخرين.
 و نوه الجعفري إلى إن الثورات يجب أن تحافظ على أفكارها وقيمها حتى وان تبدلت شخصيات الثورة بشخصيات الدولة لان عقل الثورة قد يختلف عن عقل الدولة وان رجل الحكم قد يكون غير رجل المعارضة لكن الفكر والقيم في الثورة يجب أن تبقى ذات الفكر وذات القيم بالدولة و تتبنى صناعة النظام الجديد وإلا تسرق.
 
واليكم نص الخطاب كاملا ...
 
بسم الله الرحمن الرحيم
 الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين وصحبه المنتجبين وجميع عباد الله الصالحين والسلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته...
 قال الله في محكم كتابه العزيز بسم الله الرحمان الرحيم ( أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها ) عندما نطلق كلمة الصحوة يجب أن نعي إن الصحوة تعني إن فصل السبات الذي دام مدة طويلة من الزمن قد انتهى .. وان الوعي قد بدأ وان هذا الوعي الذي يصل إلى حد يسبر غور المجتمع بكل ما فيه من تحديات وبكل ما فيه من أهداف اخذ يحرك مفاصل المجتمع ، وهكذا تنتقل الصحوة في بلد ما ، من كونها صحوة إلى انتفاضة أو إلى ثورة أو إلى دولة ولذلك تبقى الصحوة مطلوبة على كل الصعد لا نستطيع أن نتصور صحوة جامدة وجثة هامدة ليس فيها حراك من هنا اقترنت الصحوة بالثالوث الحركي ( وسط اجتماعي كان غافلا في نومةٍ عميقة مطلوب تحريكه .. وأهداف ومستوى بعيد الأمد مطلوب الوصول له حتى ينتقل هذا المجتمع من الصف المتخلف إلى الصف المتقدم .. وآلية تتولى عملية الحراك فهي الحركة ) هذا هو الثالوث الحركي الذي يرتبط عادة بالصحوة لا قيمة للصحوة ما لم تقترن بهذا الثالوث الحركي والثورة أحيانا تتحول إلى انتفاضة عندما تكون أهدافها محدودة كثورة الطحين أو حرب الطحين في فرنسا عام 1775 أو انتفاضة الخبز أو الكناسين في فرنسا وأحيانا تكون الثورة مفهوم الثورة يختلف عن مفهوم الانتفاضة عندما يتحرك الشعب كل الشعب من اجل تغيير النظام كل النظام عندئذ تبلغ الثورة مداها نحن اليوم نعيش عصر الثورات ومن وحي عنوان المؤتمر الأول للصحوة الإسلامية إن الصحوات التي اندلعت واجتاحت منطلقة في هذا العام من تونس واستلهمتها ارض الكنانة في مصر ثم ذهبت إلى ليبيا ثم اجتازت اليمن ثم إلى البحرين وهي تستعر .. إنها ثورة إسلامية بالمعنى الدقيق لكلمة الإسلامية .. لا مشاح في الألفاظ والمصطلحات إذا أردنا أن نسميها إنها ثورة فطرية (فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم) وهل الدين و الفطرة إلا الدين لا مشاح في الألفاظ والمصطلحات نحن معها وهي ثورة إسلامية لكننا لا نريد اسلاموية تختنق في الذات وتقصي الآخر نريدها إسلامية بالمعنى الإنساني الذي تنفتح فيه كل الآفاق وتحتضن الآخر وتجيد تطبيق القران الكريم عند ما يقول بسم الله الرحمن الرحيم (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء) تتحدث من موقع إسلاميتها مع غير المسلمين فكيف بك عندما تتحدث مع أبناء القران ، القران الكريم يبعثنا إلى ميدان التعاطي مع أبناء الديانات الأخرى فكيف بأبناء الكتاب الواحد وأبناء القران الواحد لابد أن ننطلق بقوة وبثقة من أننا نؤكد الهوية ، أذا فقدت الثورة هويتها تسرق لذلك قيمة الصحوة إنها غير قابلة للسرقة القادة الذين سرقوا منا والثورات التي سرقت لأنها فقدت الهوية عندما تصل الهوية إلى حد الصحوة تحضر في وجدان الشعب خطابا وخطيبا وشعارا و أداءً ومصداقا ومنهجية عمل ونمطية تطبيق يصعب إن لم نقل يستحيل أن تسرق هذه الثورة لذلك يجب أن نعمق الصحوة في نفوسنا أولا من أين نبدأ ( إن الذين قالوا ربنا الله ) نقطة البداية هي الحد الفاصل بين أن ترتقي وان تنتكس بعد ذلك قال ثم استقاموا (او من كان ميت فأحييناه ) معنى جديد للحياة في القران الكريم ( وجعلنا له نورا يمشي به )ليس بين الناس يمشي به في الناس يدخل إلى عقولهم وقلوبهم فيحولهم من جثث هامدة إلى حراك تتفاعل وترتقي إلى المستوى المطلوب من القلب تبدأ هذا القلب عندما ينفتح على الله تبارك وتعالى توجد فيه طاقة هائلة لا حدود فيها تبدأ هذه القوة المغناطيسية المعنوية بشد الوجود فيستجيب الوجود بشد القلب هذا هو التضاهي القلبي الكوني ( ولو ان أهل القرى امنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون ) الصحوة انطلقت من قلوب عامرة ربما لم يقرأ الغالبية من الذين انخرطوا في الثورات كتباً ولم يتخرجوا من أكاديميات لكن اسألوا قلوبهم اسألوهم هؤلاء الذين يمشون على الأرض بثقة ( وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما ) تواضع وعظمة بدون غرور من أين جاءوا بهذا الارتقاء ؟؟ ( الذين يبيتون لربهم سجدا وقياما في الليل) وأخذت الآية تراتبية غير تقليدية ما قالت قياما وسجدا قالت سجدا وقياما لان الساجد اقرب إلى الله تبارك وتعالى وهو في السجود ومنه في القيام الليل الذي يمنحهم هذه الطاقة الهائلة وإلا بماذا نفسر هؤلاء الشباب في عمر الورد يقدمون بصدور عزلاء ؟؟ بنات في ميدان اللؤلؤة .. حتى تتحول ميدان اللؤلؤة إلى لؤلؤة الثورات من أين جاءوا بهذه الطاقة الهائلة ؟ قلوب عامرة بالإيمان ولا يقفون عند هذا الحد .. بعد ذلك يسألون أنفسهم أين الطريق كيف نلتمس الطريق ( أفمن يمشي مكب على وجهه أهدى أم من يمشي سويا على صراط مستقيم ) عندما يرفع الإنسان قدمه من الأرض يجب أن يفكر كثيرا أين يضع قدمه أين تكمن مواطن القدم الصحيح حتى نرتقي خطوة بعد خطوة ونخطو الطريق شوطا بعد آخر ونبني كيان الثورة مكمادا فوق مكماد نمشي بوعي .. نمشي بفعل ومبادرة قبل أن نفكر بردود الفعل واستجابات حتى يترك المارد الإسلامي قوة في الحركة متحضرا مؤثرا متفاعلا ليس منفعلا أمام الآخرين لذلك هذا الذي تروه الآن هذه حالة طفو هذه مرتبطة بعملية تجذرت بالتاريخ ما نشهده اليوم على السطح الليبي في طرابلس له علاقة بعمر المختار وما نشهده في المغرب العربي له علاقة بعبد الكريم الخطابي وما نشهده في الجزائر له علاقة بالشهيد عبد القادر الحسيني الجزائري وما نجده في مصر له علاقة بالشهيد حسن البنا وسيد قطب وما نجده بالعراق له علاقة بالسيد الصدر وما نجده في فلسطين له علاقة بالشيخ القسام كل هذه ليست معزولة عن السابق وهو هذا معنى الآية القرآنية الكريمة ( الم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ) هذا هو العلاقة بين الأصل والفرع .. الأصل تلك الأفكار والقيم نحن نتقبل أن تتبدل شخصيات الثورة بشخصيات الدولة لان عقل الثورة قد يختلف عن عقل الدولة وان رجل الحكم قد يكون غير رجل المعارضة لكني أقول لكم إن الفكر والقيم في الثورة يجب أن تبقى ذات الفكر وذات القيم بالدولة وإلا تسرق .. نتقبل تراتبية في المعارضة غير تراتبية الحكم أما الفكر والقيم التي تصنع ثورة والتي تحطم النظام المقبور لابد أن تتبنى صناعة النظام الجديد.
 
إخواني الأعزاء لأنني اليوم جئتكم من العراق لابد أن أقف وإياكم وقفة ولو سريعة عما يحصل في العراق خصوصا وان مظلومية العراق بلغت حدا يشيب له الجنين ظلم العراق وظلم الشعب العراقي ولان الفضائيات لم تزل تعيش عقدة الغيتو والحصار ولان إخواننا وأشقائنا لا يعرفون عما يحصل في العراق اليوم .. لا يدركون إن العراقيين قدموا قطارا من الشهداء وأي شهداء ؟؟ الشعب الذي يقدم قرابة المليون شهيد وهم ققم بالفكر محمد باقر الصدر والشيخ عبد العزيز البدري والشيخ ناظم العاصي وعارف البصري والبضعة الأولى من آل الحكيم والكثير من هؤلاء الشهداء حدث ولا حرج الشهيد هو الشهيد لكن عندما يرتقي على السلم العلمي والله تبارك وتعالى يقول ( قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ) ( يرفع الله الذين امنو منكم والذين اوتو العلم درجات ) الشهيد هو الشهيد لكن بأي طريقة كان يستشهد؟؟ يستشهدون بالتيزاب و بالماكنة التي تقرض ابدآنهم قطعة قطعة يحرقونهم أحياء .. بعض شاشات التلفزيون برزت هذا الدور .. يموت الأطفال ويقتل الأطفال في العراق ويستكثرون علينا أن يسمونهم شهداء إخواننا وأعزائنا وأشقائنا لذلك أنا اعتقد من بركة هذه الدولة المباركة التي أسسها الإمام الخميني قدس الله نفسه الزكية ويواصل قيادتها الإمام الخامنئي حفظه الله ورعاه إننا نجلس تحت هذا السقف هذا العدد الكبير والنوعي نجلس سوية لنتحدث .. لا يمكننا أن نزور بلدانكم كلها وأصعب من ذلك إننا لا نستطيع أن نلتقي وان نقضي هذا الوقت حتى نستمع كلماتكم كلها ولكني تنورت بالكثير من الحقائق وبنفس الوقت أقول لكم إن العراق مظلوم و ورث تركة ثقيلة .. إحدى هذه التركات هو الاحتلال وان يتعرض الشعب العراقي إلى الحرب .. انتم لا تدركون إن الفصائل الإسلامية كانت لا تريد الحرب لا لأنها لا تريد التغيير، قدمت سيل من الشهداء لكنها ما كانت تريد أن تحل المشكلة بمشكلة اعوص ، لكن الحرب أصبحت تاريخ والاحتلال أصبح واقع على الأرض ماذا نصنع ؟؟ تضافرت جهودهم من اجل تتغير قوانين الأمم المتحدة ومجلس الأمن وفعلا تحولت بجهود وليس بأدب الشعارات والتلاعن ، أرادوا أن يشعلوا فتنة طائفية بالعراق وأبوا العراقيون جميعا أنهم يمسكوا النسيج العراقي مع بعضهم ويحافظوا على وحدتهم وحافظوا عليها ما كان أمرا سهلا أن يقطع القطار العراقي محطات الطريق السياسي ويتجاوز هذه التحديات ويصل إلى ما وصل إليه.
 
إخواني اليوم يجب أن نتعلم من كل احد ، ندرس ثورات العالم كلها ليس عيب إننا ندرس الثورات وليس عيب إننا ندرس القادة حتى نستفيد منهم ندرس الثورات الكبرى في التاريخ ندرس الثورات التي سبقتنا ونتعلم من أخطائها ونتعلم من ايجابياتها .. الثورة الإسلامية المباركة في إيران حصلت عام 1979 لماذا الواحد يستحي منها ؟؟
مادلين اولبرايت وزيرة خارجية أميركا الأسبق تصف الثورة الإسلامية في إيران في كتابها ( الجبروت والجبار .. في صفحة 47 ) انه كانت المعلومات تشير ان هذه ليست ثورة وإنما شغب ثم اكتشفنا أنها ثورة في عداد الثورة الفرنسية والثورة الروسية ، اليوم مصطلح الثورات الكبرى كان خمس أصبح ستة ( الثورة الانكليزية 1677 والثورة الأميركية عام 1783 والثورة الفرنسية عام 1789 والثورة البلشفية عام 1917 والثورة الصينية عام 1949 والثورة الإسلامية في إيران عام 1979 ) ما هو السر؟ الجمهورية الإسلامية لا تريد أن تصدر مفخخات إلى دول العالم لكنها لا تستطيع أن تمنع شعارات الثورة الجماهيرية التي اكتسبت وتغلغلت في قلوب الناس ولا تستطيع أن تمنع انعكاساتها على العالم لذلك أخذتها الشعوب لان منطقها مشترك جمهور بيد عزلاء وصدر عاري يواجهون المدفعية والأسلحة وقائد يتبسط ولا تستحوذ عليه العقدة النخبوية يعيش مع شعبه و يواسي شعبه يطبق ما يقول ولا يوجد ثمة تناقض بين الخطاب وبين الخطيب تماما و ثقافة المرئي في قيادتهم كانت هي ذاتها ثقافة المسموع يسمعون ويرون بأم عينهم فيشعروه انه موجود) يجب أن ندرس هذه الحركة لا إيران محتاجة لنا ولا نحن نسمح بأحد أن يتدخل في سيادتنا.. الشعب العراقي واجه مشاكل كثيرة و واجه شدة و واجه عنف و واجه إرهاب .. تطايرت أشلاء الكثير من أبنائنا في الفضاءآت في الحسينيات والمساجد والكنائس أبا إخوانكم وأخواتكم في العراق إلا أن يحفظوا وحدة الصف ويجمعوا شملهم جميعا ، أما ما يتعلق بالاتفاقية الأمنية فكلمة التحالف التي تعبر عن الكم الشيعي الكبير في البرلمان وكثير من إخواننا وأعزائنا من إخواننا أبناء السنة وحتى بقية المذاهب ينسجمون معنا في هذا الاتجاه لذلك قلناها أكثر من مرة إن وجود القوات الأجنبية على الأرض العراقية لطخة عار في جبين العملية السياسية ولا زلنا نكرر مهما كان الاسم ومهما كانت المدة ومهما كان العدد ومهما كانت المبررات نحن لسنا مع الوجود الأجنبي على الأرض العراقية و أصل الوجود نعتبره مس بالسيادة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 

المصدر: الموقع الرسمي للدكتور الجعفري

 

اترك تعلیق

آخر الاخبار