محللون: لقاء اعضاء الكونغرس بالضاري هو رسالة للعراقيين بعودة الطائفية لتوفر ادواتها وتفعيلها ممكن في أي وقت

 اكدت مصادر عراقية مطلعة في العاصمة الاردنية بحسب ما نشرته بعض المواقع الكترونية ، ان سفارة الكيان الصهيوني ، هي من اعدت اللقاء بين وفد الكونغرس الامريكي وبين المجرم حارث الضاري رئيس "هيئة علماء المسلمين في العراق", وبناءا على ارشادات مقترحة من السفارة الامريكية في عمان لم يكن لقاء الضاري يتضمن جدول اعمال الوفد، ، لان مثل هذا اللقاء قد يسبب للوفد مشاكل لدى زيارته للعراق، لوقوف وراء دعم تنظيمات اجرامية في العراق ، بالاضافة الى انه مطلوب للقضاء العراقي بتهمة دعم عمليات قتل مدنيين عراقيين .
وقد اثار محللون في الشأن العراقي عدة تساؤلات عن سر ومغزى توقيت قيام واشنطن بفتح قنوات حوار مع الضاري المعروف بعلاقاته وارتباطاته وتحالفه مع تنظيم القاعدة والجماعات المتشددة التي تبنت منهج الارهاب في العراق، ونفذت مئات العمليات الإرهابية التي أودت بحياة الكثير من العراقيين.
واشارو إلى أن لقاء وفد الكونجرس الاميركي بحارث الضاري جاء في وقت يحتدم فيه الجدل والسجال حول مصير القوات الأميركية بعد نهاية العام الجاري، ومع أن مجمل المؤشرات تذهب الى أن واشنطن مصرة على إبقاء بضعة آلاف من جنودها تحت عناوين ومسميات مختلفة، كالتدريب وحماية مقرات بعثاتها ودبلوماسييها في العراق، الا أن عدم تبلور موقف عراقي واضح ومحدد ومطمئن، يجعل الإدارة الاميركية تتحرك باتجاهات متعددة لخلط الأوراق ولزيادة الضغط على العراقيين ليقبلوا بالخيارات المطروحة, وإلا فإن خيار العودة الى العنف الدموي الذي ساد المشهد العراقي خلال عامي 2005 و 2006 قابل للبحث والنقاش وغير مستبعد، وأدواته متوافرة وتفعيلها ممكن ومتاح في أي وقت.
من جهته اشارعضو مجلس النواب عن التحالف الكردستاني محمود عثمان فيقول "ان الولايات المتحدة الاميركية تبحث دائماً عن مصالحها في المنطقة، ولا يوجد لديها خطوط حمراء على ذلك، وإن الادارة والكونجرس عقدا في أوقات سابقة لقاءات عديدة مع فصائل إرهابية وحتى قيادات في حزب البعث المنحل، وبالتالي فإن لقاءهم بالضاري أمر طبيعي ولا جديد فيه".
وقال عضو مجلس النواب العراقي عن التحالف الوطني صادق اللبان في الموضوع نفسه, "ان زيارة وفد الكونجرس للضاري لا تمثل أي اعتبار لنا، وإن الاخير ورقة انتهت واحترقت منذ زمن، وهذه الزيارة محاولة يائسة لاستفزاز الحكومة، والمعروف عن الضاري أنه شخصية انتهازية، فبعد أن سقطت الانظمة التي كانت تدعمه في مصر وليبيا، وجدت واشنطن أنه من الضروري استغلاله واستخدامه كورقة ضغط على السياسيين في العراق".
وتبدو القراءات التحليلية التي تعتبر تصعيد وتيرة الإرهاب والعنف في مدن عراقية مختلفة خلال الأسابيع القليلة الماضية، لا يبتعد عن الأجندات الأميركية، وهي الاقرب الى الواقع سواء كانت تلك القراءات مستندة إلى أرقام ومعطيات مؤكدة ومحددة أو تتحرك في إطار الاستنتاجات والفرضيات.
فتصعيد العنف والارهاب بطريقة تشبه في الكثير من جوانبها ما حصل عامي 2005 و2006، لا يرتبط بالتجاذبات والاحتقانات السياسية وتدني الواقع الخدمي في البلاد، فهذه موجودة وقائمة منذ وقت طويل، لذلك فإنه لا بد أن تكون هناك عوامل ومؤثرات خارجية، كما إن الأطراف العربية التي كانت تدعم وتساند الجماعات الارهابية في العراق بصورة مباشرة أو غير مباشرة، لم تعد تتمتع بأوضاع طبيعية تتيح لها مواصلة ذات النهج، وتحديداً بعد سقوط بعض الانظمة بفعل الثورات الشعبية العارمة.
واضاف المحللون, " أن واشنطن بادرت الى فتح قنوات اتصال وحوار مع قياديين في تنظيم القاعدة بأفغانستان قبل فترة، كما حصل مع الضاري، وهذا ربما يعكس توجهاً الى اجراء تعديلات وتغييرات على بعض الجوانب التكتيكية والاستراتيجية الاميركية في تعاطيها مع الوقائع والاحداث في هذا البلد أو ذاك، وخصوصا العراق, لانه نقطة ارتكاز هامة ومحورية بالنسبة لواشنطن لامتلكها عدد غير قليل من العملاء واستخدامهم في تحريك تفاعلات حادة وأزمات خطيرة، ما دام الساسة العراقيون يتحركون باتجاهات متقاطعة ويتبنون أجندات إن لم تكن غامضة فإنها مرتبكة ومشتتة.
يشار الى ان كتائب حزب الله وصفت الضاري في بيان لها بتأريخ 17-1-2010 بالـ "المتاجر" الذي يعتاش على دماء الأبرياء و يتاجر باسم المقاومين المدافعين عن الشعب و حقوقه .
واضاف البيان , " وكيف يمكن لمن لم يتبرأ يوماً من أفعال القاعدة والزرقاوي رغم كل ما ارتكبوه من مجازر  وقتل بحق الشعب العراقي ولا يزال إلى يومنا هذا يدافع عنهم ،أن يدّعي المقاومة و الدفاع عن هذا الشعب المظلوم ،وهو الذي يقسّم الشعب بحسب رؤيته الطائفية المتطرفة إلى شيعة روافض وسنَّة صحوات مرتبطين بالمحتل وأكراد عملاء يستحل دماءهم جميعاً ".
 

المصدر: وكالات انباء

 

اترك تعلیق

آخر الاخبار