بسم الله الرحمن الرحيم
(سُبْحَانَ الَّذِى أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِى بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إنَّهُ هُو السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)
لم تقتصر مكانة القدس على أنها محرابا لعقيدة التوحيد، وعاصمة الرسالة، وموطن الصلاة، بل أصبحت معيارا للمواقف الشجاعة والأبية، ففي زمن تسيد المطبعين على رأس هرم السلطة في دول عربية، وخضوعهم وخنوعهم لمن سلب شرف عروبتهم، أبت القدس أن يحمل رايتها إلا الأحرار، فالقدس مسؤولية المقاومة وكل الاحرار في العالم.
إنه ومنذ انطلاقة الثورة الإسلامية المباركة ودعوة الإمام الخميني "رضوان الله عليه" الأمة الإسلامية لاتخاذ آخر جمعة من شهر رمضان المبارك يوما للقدس، تحول هذا اليوم العالمي إلى نهج راسخ يجدد فيه المؤمنون والأحرار ثبات موقفهم مع القدس، والشعب الفلسطيني الصابر، ليؤكدوا استعدادهم الدائم للتضحية من اجل تحريرها، وتطهيرها من دنس المحتلين وسراق الأوطان.
إن يوم القدس صار ميقاتا للإمة الإسلامية وشعوبها ومجاهديها ولكل الأحرار في العالم ليرجموا فيه الشيطان الأكبر، وليعيدوا ضبط بوصلة المبدأ، في زمن الزيف والجبن والتطبيع والعمالة.
إن معطيات الواقع تثبت يوما بعد يوم أن ما يمتلكه محور المقاومة من إمكانات وقدرات وإرادة صلبة قد جعل من تحقيق أمل الأمة الإسلامية بتحرير القدس وفلسطين أقرب من أي وقت مضى.
لقد أدرك العدو الصهيوني ومن ورائه قوى الشر والاستكبار العالمية، وقوى العمالة، أن وجوده بات مهددا، وأن طوق المقاومة بات يطبق الخناق على رقبته، مما جعله يعيش مأزقا وجوديا حقيقيا، لا سيما مع تصاعد مقاومة الشعب الفلسطيني بكل صنوفه وعلى جميع مساحة فلسطين المحتلة، بعد أن شعروا بالأمل بتحرير أرضهم ومقدساتهم وأنهم ليسوا وحدهم في ميدان المواجهة.
إننا وفي هذه الأيام الرمضانية المباركة نجدد العهد للقدس بأننا سنكون في مقدمة الركب السائر نحو تحريرها ونجدد التأكيد أننا جزءا من معادلة القدس مهما بلغت التضحيات فنحن مؤمنون بوعد الله (أن القدس ستحرر) وستزول الغدة السرطانية الصهيونية لا محالة، ولن يخلف الله وعده.