بذكرى ولادة السيدة زينب عليها السلام .. كتائب حزب الله : إننا اليوم بأمس الحاجة لاتخاذ موقف الثبات والمقاومة لنحقق الفائدة العظمى من الاحتفال بمولدها الشريف

بسم الله الرحمن الرحيم

  في ذكرى ولادة أنموذج البصيرة، وركيزة الفتح الحسيني، نتصفّح تاريخ المجد لنطلَّ من نوافذه على ساحة عظمة إمرأة صنعها فيض النبوة، وصاغها منهاج الإمامة، لتستقي المعارف والمآثر بشغف كبير، وتكون عالمة غير معلمة.

  أضاء عالم الوجود بولادة أُسطورة الصمود، وأسطوانة الفتح والخلود، زينب بنت علي (عليهما السلام) التي لم تنل منها عواصف المصائب على قسوتها، ولم تضعف عزيمتها، بل زادتها إصرارًا على مواصلة مسيرة الإباء، وإكمال مشروع الإصلاح الحسيني.

  من عرف زينب من خلال دموع المبادئ، وبكاء العقيدة، والذوبان في حب الفاتح العظيم، لابد له أن يتعرف على المشهد برمته لهذه الشخصية الاستثنائية الكاملة عندما يقرأ زينب على أنها شخصية نافذة البصيرة، تقول للحاكم المنتشي بنصره العسكري المزيَّف، الذي انهار أمام انتصار قيمها الحقة: مارأيت إلا جميلًا.

  تَزلزلَ عرشه، وسقطت هيبته، وتهاوت قواه، عندما تفجرت ينابيع الحكمة من قلبها المنير على لسانها الوحياني، لترسم للأجيال لوحة الخلود والمقاومة للظلم في تلك الظروف التي لاتتحملها الجبال، لتقود مسيرة المقاومين، وإلى الأبد.

  هذا هو الفتح الذي أشار إليه سيد الشهداء والفاتحين عندما اختارها قائدة لقافلة الخالدين من المدينة إلى كربلاء، إلى الكوفة والشام، ثم إلى كربلاء والمدينة، مشاعل فخر ودروس عز وكرامة، ثم تتصدى العالمة إلى إيصال تبليغات الإمامة الإلهية في المدينة، بعد فرض الإقامة الجبرية على الإمام السجاد (عليه السلام).

  تمر ذكرى ولادتها اليوم على الأمة الإسلامية، وهي تنزف دمًا من جرح غزة الأليم، غزة التي تعلمت الصبر والصمود الزينبي لتقاوم العدوان الصهيو-أمريكي الدموي، الذي استهدف كل الحرمات، وفعل كل المحرمات، لتخرج منتصرة أبية.

  إننا اليوم بأمس الحاجة لاتخاذ موقف الثبات والمقاومة، والاستمرار في طريق الجهاد، تأسيًّا بقائدة الركب الحسيني، السيدة زينب (عليها السلام) لنحقق الفائدة العظمى من الاحتفال بمولدها الشريف.

كتائب حزب الله 
مجلس التعبئة الثقافية
5 جمادى الاول  ١٤٤٥ هـ    
19 تشرين الثاني 2023 مـ

اترك تعلیق

آخر الاخبار