بسم الله الرحمن الرحيم
إن فاطمة (عليها السلام) صديقة شهيدة، بهذه الكلمات النورانية المعصومة نستقبل فيض ذكرى شهادة سيدة النساء التي يكفيها فخرا أن يقف خير خلق الله تعالى، وخاتم رسله، على بابها ليستأذن الدخول إلى بيتها المبارك، قائلا: هكذا أمرني ربي!
تغيرت الظروف، وحالت الأحوال، فأصبح بيتها مداهما لإيوائه الرافضين، وصار صاحب الحق بالنص الإلهي متهما بالباطل! فأحرق الدار، وأعتُدي على الحوراء الأنسية، وكُسر الضلع، في أول حادثة اقتحام لبيت آل النبي بعد رحيله إلى الرفيق الأعلى بفترة قصيرة!
لتقود الصديقة الشهيدة حركة المقاومة للاستكبار، وتكون بذلك أول مقاوم شهيد في سبيل إحقاق الحق، والدفاع عن الإمامة الإلهية، ولتخط للإنسان منهجا رافضا للخضوع والاستسلام في معركة الكرامة.
إننا اليوم بأمسِ الحاجة إلى معرفة واتباع منهجها المبارك في الثبات، والتضحية، والصمود في طريق تحرير عراقنا المحتل من القوات الأمريكية المتجاوزة لكل الأعراف، والقيم، والمخترقة لسيادة البلد، بقتل شبابه من أبناء المقاومة، والحشد، الذين قدموا التضحيات صونا للأرض والعرض.
إن الأمة الإسلامية محتاجة إلى المضي قدما في الاقتداء ببضعة المختار في مواجهة الكيانات الغاصبة لإرادتها، وخصوصا الكيان الصهيوني الذي يقتل المدنيين من النساء والأطفال في فلسطين بشكل مروع، مظهرا وجهه البشع، أمام صمت ضمير العالم.
ونحن نستذكر الصديقة الشهيدة فكأنها تهتف بنا أن أكملوا المسيرة في مواجهة محور الباطل، وقاوموا مهما غلت التضحيات، ولكم في تضحياتي أسوة.
كتائب حزب الله
مجلس التعبئة الثقافية
13 جمادى الأولى 1445 هـ
27 تشرين الثاني 2023 مـ