بسم الله الرحمن الرحيم
(فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ)
إن من حرر أرض العراق في الحقبة الأولى من الاحتلال الأمريكي، وهزم صنيعته القاعدة وداعش، ودافع عن كرامة الإنسان، وحمى المقدسات والأوطان، هم مجاهدو المقاومة الإسلامية، ومنهم شهيدنا الغالي القائد الكبير أبو باقر الساعدي.
إن العيون عَبْرى، والصدور حَرّى، والقلوب شُحنت غيظا وغضبا، (وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ) إلا كلمات وعدنا بها فوفينا العهد، غير أن عدونا الأمريكي -كان وما زال وسيبقى-عدواً خسيساً غادراً، لا يفقه من شرف منازلة الرجال شيئاً، فزاد من طغيانه، وتمادى بغدره، بعد أن (ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ)، بفعل ضربات المقاومة الإسلامية.
إن صُناع الأمن والاستقرار هم من حاربوا الغزاة لبلادنا، وقاتلوا داعش المستبيح لمقدساتنا، (رِجَال صَدَقُوا مَا عَـٰهَدُوا ٱللَّهَ عَلَیهِ فَمِنهُم مَّن قَضَىٰ نَحبَهُ) قرابيناً للسيادة، وصوناً للكرامة، وما تزال أمريكا الشر ماضية بارتكاب جرائمها، مصرة على استكبارها، لتثأر من فرسان المقاومة ومجاهديها، الذين أبوا إلا العيش بكرامة، وهذا ما لا يرضاه محور الشر الأمريكي.
إن مسؤولية سفك دماء قياداتنا ومجاهدينا تتحملها أمريكا، ومن يرفض أو يُسوّف إخراج قواتها المحتلة المجرمة من أرض البلاد وسمائها، وليعلموا بأن أمتنا لن تترك دماء شهدائها، وما زال رجالها ثابتين على النهج الجهادي، (لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ).
الرفعة والمجد لشهداء المقاومة الإسلامية والحشد الشعبي، ونسأل الله أن يلحق شهيدنا العزيز الحاج الساعدي بركب أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) في قافلة النور، وأن يلهم عائلته ومحبيه الصبر ويجبر مصابهم، (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ).