شدد قائد الثورة الاسلامية الامام السيد علي الخامنئي (دام ظله)، الاربعاء، على ضرورة ابعاد الشجرة الملعونة ال سعود عن ادارة الحرمين الشريفين، مؤكدا ان اميركا شريكة لجرائم بني سعود في كارثة منى والعراق واليمن والبحرين وسوريا.
وقال سماحته لدى استقباله جمعا من أسر شهداء فاجعة منى، ان “حكام السعودية وقحين ولم يقدموا حتى اعتذارا شفهيا للمسلمين بسبب فاجعة منى واذا لم نقل ان هذه الفاجعة كانت متعمدة فإن سوء التدبير وعدم الكفاءة هذا يعتبر جرما”.
واضاف ان “صمت الأنظمة الإسلامية إزاء استشهاد 7 آلاف حاج بريء يعتبر كارثة عظمى”، مبينا ان “هذا الصمت بلاء عظيم ابتليت به الشعوب الاسلامية، وهذه مصيبة كبرى للأمة الاسلامية”، متسائلا:”عندما يكون النظام عاجزاً عن خدمة ضيوف الرحمن فما هو الضمان لعدم تكرار كارثة منى؟”.
ووصف سماحة قائد الثورة “كارثة منى بأنها إثبات متجدد لعدم كفاءة هذه الشجرة الخبيثة الملعونة في التصدي لإدارة الحرمين الشريفين”، مبينا :”لو كانوا صادقين ولم يكونوا مقصرين في هذه الحادثة، فليدعوا لجنة اسلامية ودولية لتقصي الحقائق ودراستها عن كثب”.
وكما وصف سماحة آية الله الخامنئي حادثة منى واستشهاد الحجاج الايرانيين خلال أدائهم لمراسم هذه العبادة مع معاناتهم من العطش وتحت اشعة الشمس الحارقة، بأنها حادثة مؤلمة ولا يمكن نسيانها، مضيفا ان هذه الحادثة تتضمن ابعادا مختلفة وتتطلب تبيينا من الناحية السياسية والاجتماعية والاخلاقية والدينية، ولا ينبغي نسيان هذه الابعاد.
وتابع سماحته “في العام الماضي، كان من الصعب جدا على الأسر ان تتلقى خبر وفاة اعزائهم وعودة جثامينهم ولكن في مقابل هذه المصيبة، فإن الالتفات الى هذه الحقيقة بأن هؤلاء الاعزاء هم في ظل مغفرة الله ورحمته ونعمته كما الشهداء، قد يكون مدعاة للعزاء والطمأنينة”.
واعتبر قائد الثورة ان “امتناع حكام السعودية عن تقديم ولو اعتذار شفهي يجسد ذروة صلافتهم وعدم حيائهم، مضيفا: حتى اذا لم يكن هنالك عمد في القضية، فإن عدم الكفاءة والتدبير يعد جرما بالنسبة لمجموعة سياسية حاكمة.
وتساءل سماحته: “عندما يعجز نظام عن إدارة شؤون ضيوف الرحمن بينما تدر عليه الكثير من العائدات، فما الضمان لعدم وقوع احداث مشابهة لكارثة منى في اوقات مماثلة؟ مضيفا: ان الشعب الايراني يقف بشجاعة امام حماقة وضلال بني سعود ويبين مواقفه القرآنية الحقة بفخر وصراحة، وعلى الشعوب والدول الاخرى ايضا أن تتحلى بالشجاعة وتأخذ بتلابيب بني سعود”.
ولفت قائد الثورة الى ان “عدم كفاءة بني سعود وانعدام الامن المفروض من قبلهم على حجاج بيت الله الحرام، يشير حقا الى ان هذه الحكومة غير جديرة بالتصدي لإدارة الحرمين الشريفين، وهذه الحقيقة ينبغي ان تروج وتتكرس في العالم الاسلامي”.
وأوضح آية الله الخامنئي ان “جانبا آخر من كارثة منى يتجسد في الصمت القاتل للمتشدقين بحقوق الانسان، وأشار الى الضجة السياسية الاعلامية للمنظمات المتشدقة بالدفاع عن حقوق الانسان تجاه الاحكام القضائية الصادرة في بعض الدول، وقال: ان الصمت المطبق امام تقصير حكومة في أداء واجباتها ومصرع 7 آلاف انسان مظلوم بريء، يفضح الهوية المزيفة للمتشدقين بحقوق الانسان، وعلى الذين مازالوا يبنون آمالهم على هذه المنظمات الدولية ان يتعظوا ويتعلموا الدرس من هذه الحقيقة المريرة”.
واعتبر سماحة آية الله الخامنئي ان “تشكيل لجنة لتقصي الحقائق بأنه من جملة المهام الواجبة والضرورة للدول الاسلامية والمتشدقين بحقوق الانسان، وقال: رغم مضي سنة كاملة على ذلك الحادث المحزن، فإن دراسة الوثائق المكتوبة والمسموعة والمرئية، تكشف حقائق الحادث الى حد كبير، وأكد على مسؤولي البلاد ان يتابعوا بجدية تشكيل لجنة لتقصي الحقائق، واضاف: لو كان بنو سعود غير مقصرين في هذا الحادث كما يزعمون، فلا يكمموا الافواه بالاموال، وليدعوا لجنة تقصي الحقائق ان تتابع القضية عن كثب”
و اشار آية الله الخامنئي الى “محاولات الاجهزة الاعلامية العميلة للإيحاء بأن جريمة منى نموذج من الخلاف الصراع الشيعي السني او العرب وغير العرب، وقال: ان الابواق الاعلامية الداعمة للنظام السعودي وفيما تكرر هذه الاكذوبة، فإن اكثر من 7 آلاف شهيد في منى، بمن فيهم عدد من الحجاج الايرانيين هم من اهل السنة، مضيفا: إن بني سعود وصنيعتهم من المجرمين القساة يقتلون العرب في اليمن وسوريا والعراق لذلك وخلافا للدعايات الغربية الخبيثة، فإن السعوديين لا يدافعون عن الشعوب العربية، وان حادثة منى لا صلة لها بالصراع الاعلامي المزعوم بين العرب وغير العرب.”.