السيد الخآمنئي: التعويل على امريكا لحل المشاكل خطأ واذا مُنع تصدير نفطنا سنمنع تصدیر نفط اي بلد فی المنطقة

قال سماحة قائد الثورة الاسلامیة ایة الله العظمى السید علي الخامنئي، السبت ، ان الزّعم بانه یمكن حل مشاكل البلاد عبر العلاقات مع امریكا یشكل خطأً جلیّا، مؤكدا ان امریكا لدیها مشكلة اساسیة وبنیویة مع صلب النظام الاسلامي.
واشار سماحته خلال استقبال مسؤولي وزارة الخارجیة الایرانیة، والسفراء والقائمین بالاعمال، الى اهمیة الحفاظ بشكل حقیقي على المصالح الوطنیة، لكونه یشكل الهدف الرئیس فی السیاسة الخارجیة للجمهوریة الاسلامیة الایرانیة، مشددا، على توظیف الروح الثوریة السلیمة، والدبلوماسیة الرسالیة الذكیة، لتطویر العلاقات الخارجیة وتعزیز عناصر القوة وتحویلها الى دعامة للانجازات السیاسیة والدبلوماسیة فی البلاد.
ونوّه سماحته الى ضرورة الحفاظ على العقیدة السلیمة والصفاء الروحي والمعنوي لدى العاملین فی وزارة الخارجیة الایرانیة، لاسیما السفراء واعضاء البعثات الایرانیة فی الخارج وذویهم، مؤكدا على الخارجیة والسفراء خاصة، بأن یوثقوا التزامهم بالقیم الاسلامیة والثوریة، وان یجسدوا هذه العقیدة فی تصرفاتهم وتصریحاتهم.
ولفت قائد الثورة الاسلامیة الى ان المصالح الوطنیة منبثقة عن السیاسات المبدئیة للجمهوریة الاسلامیة فی ایران، مؤكدا على الجهاز الدبلوماسي الایراني بضرورة الحفاظ وضمان المصالح الوطنیة فی البلاد.
وتطرق ایة الله العظمى الخامنئي الى تصریحات رئیس الجمهوریة الاخیرة في اوروبا، من انه ، (في حال عدم تصدیر النفط الایراني، سوف لن یتم تصدیر نفط اي بلد في المنطقة)،واصفا ایاها بانها تصریحات هامة تظهر مواقف الجمهوریة الاسلامیة. 
وتابع سماحته قائلا : مسؤولیة الخارجیة تكمن فی المتابعة الجادة لهكذا مواقف من جانب رئیس الجمهوریة.
ونوّه قائد الثورة الاسلامیة، الى ان الهدف من تأسیس نظام الجمهوریة الاسلامیة یكمن فی الدفاع عن المصالح الوطنیة، والسیادة والحریة والعدالة الاجتماعیة والقوة والامن القومي.
واكد سماحته، على ارساء علاقات رسالیة قائمة على الحكمة والوعي والمنطق مع العالم، وذلك انطلاقا من الرؤیة الاسلامیة لنظام الجمهوریة الاسلامیة وبما ینطبق تماما مع اسس الدبلوماسیة المبدئیة.
واستطرد قائلا، انه ینبغي على الدبلوماسي الایراني ان یعتزّ بالثورة الاسلامیة، ویجسد بوضوح عبر اجراءاته الشعور بالعزة والقوة والثقة بالذات، وان یرد بحزم على اتهامات الاعداء ویواجه التحدیات انطلاقا من عقیدته الحقة والوعی والقوة.
واشار ایة الله العظمى الخامنئي الى ان توجیه الاتهامات المستمرة ضد ایران تحوّلت الیوم الى قضیة سلبیة مدرجة على سلم برامج الاعداء فی حربهم النفسیة المستدامة ضد الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة، لافتا سماحته الى مخططات (ایرانوفوبیا)، والعداء ضد ایران، والهروب من ایران، واتهامها بنقض الدیمقراطیة وانعدام الحریة ونقض حقوق الانسان، التی تتكرر على الدوام فی برامج الاجانب الدعائیة.
كما اشار الى جرائم الاوروبیین والغربیین فی المستعمرات السابقة، وتقیید الدیمقراطیة الغربیة فی اطار قوانین واراء مراكز خاصة، والاستبداد الحزبي فی امریكا وعدد من الدول الاوروبیة وایضا جرائم الغرب الحالیة بما یشمل تعاونهم مع السعودیین فی قتل الشعب الیمني، مشددا سماحته على ان الغربیین الذین یجسدون نموذجا لانتهاك حقوق الانسان، لكنهم بكل صلافة یكیلون الاتهامات الى ایران.
ووصف قائد الثورة الاسلامیة، الزعم بامكانیة حل مشاكل البلاد عبر العلاقات مع امریكا، بانه خطأ جلیّ، مصرحا ان هناك العدید من الدول فی افریقیا واسیا وامریكا اللاتینیة التي تجمعها علاقات مع امریكا، لكنها مازالت تواجه مشاكل كثیرة.
واضاف، ان الامریكان یسعون وراء استعادة مكانتهم التی كانوا علیها فی مرحلة ما قبل الثورة الاسلامیة داخل ایران، ولن یرتضوا بأقل من ذلك؛ مبینا ان معارضة امریكا لـ 'القدرات النوویة وقوّة التخصیب العالیة وایضا تواجد ایران فی المنطقة، تنجم عن عدائها العمیق مع مكوّنات القوة لنظام الجمهوریة الاسلامیة فی ایران.
ونوّه سماحته الى ان التواجد الاقلیمي من مكوّنات الاقتدار والامن والدعامة الاستراتیجیة فی ایران، مبینا ان ذلك یظهر اسباب معارضة الاعداء لها.
واستطرد سماحته قائلا، "لقد سبق وان اكدتُ على هذه النقطة بانه لا یمكن التعویل على حدیث وتوقیع الامریكان، وعلیه فإن التفاوض مع هؤلاء لن یجدی نفعا".
وفی جانب اخر من تصریحاته، اكد سماحته اهمیة توظیف طاقات البلاد ، التی لم تستخدم حتى الآن او تم استخدامها بشكل ضئیل، وعدم وقف المفاوضات مع الاوروبیین، وایضا مواصلة الاجراءات الكثیرة فی الداخل دون التوقف عنها حتى وصول الرزمة الاوروبیة.
واكد قائد الثورة الاسلامیة على تنمیة العلاقات الثنائیة ومتعددة الاطرف للجمهوریة الاسلامیة والتركیز فی هذا الخصوص على المنظمات الاقلیمیة؛ لافتا الى التواصل مع العلماء والسیاسیین غیر الحكومیین ورجال الاعمال فی سائر البلدان، لكون ذلك من الاسالیب الدبلوماسیة المعهودة فی العالم.
وقال سماحته، ان استخدام هذه الاسالیب یسهم في تعزیز نشاطات السیاسة الخارجیة، داعیا الى تجنید كافة عناصر القوة وتحویلها الى فرص سیاسیة واقتصادیة في البلاد.

المصدر: وكالة ارنا

آخر مقالات السيد القائد