السيد نصر الله: الانسحاب الامريكي هو انتصار حقيقي للعراقيين والمقاومة العراقية وهزيمة تاريخية للأميركيين

 قال سماحة السيد حسن نصر الله لقناة المنار في معرض اجابته عن قراءة حزب الله لإعلان الرئيس الاميركي باراك اوباما الاسبوع الماضي وبشكل مفاجئ عن الانسحاب النهائي من العراق نهاية عام 2011 , " الذي حصل هو برأينا وبدون أي مبالغة، هو انتصار حقيقي للشعب العراقي والمقاومة العراقية ولصمود القوى السياسية الغير خاضعة للارادة الاميركية، وانتصار حقيقي لمحور الممانعة والمقاومة في المنطقة، لكل الذين وقفوا الى جانب الشعب العراقي وارادته السياسية وصموده ومقاومته ومنعوا ان يتحول العراق الى لقمة سائغة في فم الاميركيين، وهو في المقابل هزيمة تاريخية للأميركيين ليس هذا ما اقوله انا، هذا ما يقوله الذين شنوا الحرب، الحزب الجمهوري الاميركي الآن هو يعبر عن هذا الامر وان هذه هزيمة تاريخية ونصر لبعض اعدائهم ويضعون في مقدمتهم ايران، طبعا هذا انجاز تاريخي ومبارك وكل التهنئة للشعب العراقي بكل مكوناته ومقاومته وعوائل شهدائه، لأسراه الذين مازالوا في السجون ويأمل من الحكومة العراقية ان تطلق سراحهم، وهذا ما كان ليكون لولا، وهنا عبرة مهمة، لو كان العراق بلدا آمنا للاميركيين يسرحون ويمرحون فيه، هل كان سيضطر اوباما او غيره ليتخذ قرارا باخراج كل القوات الاميركية من العراق؟ أكيد لا، كان سيبقى وسيقيم قواعد عسكرية وكرس هذا الوجود حتى على المستوى القانوني. أولا المقاومة التي حولت العراق الى ارض ملتهبة تحت اقدام الاميركيين وادركوا ان هناك خسائر فادحة لا تطاق ولا تتحمل، خسائر اقتصادية ومالية وبشرية ونفسيه. ثانيا صمود الشعب العراقي وتحمله لتبعات هذه الحرب وهذه المقاومة وهذه المواجهة، وأيضاً دفع تضحيات نتيجة هذه التيارات المتشددة الخاطئة. كان يمكن بخسائر وبتضحيات أقل بكثير تحقيق هذا الانجاز، لا أنكر أن بعض هذه التيارات شارك في المقاومة، لكن لو أنهم بذلوا كل جهدهم في المقاومة لكان الانجاز اعظم واسرع وتضحيات الشعب العراقي أقل. ثم يجب أن ننصف ونقول الدخول الى العملية السياسية، دائما كان هناك نقاش في العراق المقاومة أو العملية السياسية، نحن كنا نقول لأصدقائنا الصحيح هو الدخول في الامرين، الدخول في المقاومة والدخول في العملية السياسية، يعني لو تركت العملية السياسية ليديرها أحزاب سياسية تابعة للاميركيين أو قيادات سياسية مبرمة عقود مع البنتاغون أو السي آي إيه أو وزارة الخارجية الاميركية، هم موجودون في كل العالم العربي ويأخذون معاش وتوجيهات إلى آخره. دخول قوى سياسية عراقية أصيلة ومخلصة الى العملية السياسية وإن كان البعض كفرها وهذا كان خطأ أصبح هناك مجلس نواب عراقي وحكومة عراقية ونظام عراقي غير خاضع لارادة الاميركيين وهو ينظر الى حسابات الشعب العراقي لأن هناك انتخابات وحساب على الانتخابات لان البرلمان شعبي ولأن الحكومة منتخبة من الشعب هي معنية ايضا ان تراعي الارادة الشعبية، إذاً ما الذي اوصل الى هذا الانتصار التاريخي الكبير؟ المقاومة والمشاركة المخلصة في العملية السياسية وليس مشاركة التبعية، صمود الشعب العراقي، وقوف دول الممانعة، هناك دول احتضنت الشعب العراقي ومقاومته وسياسييه ودافعت عن العملية السياسية واحتضنت مهجريه أيضاً، وهذا هو من أهم معالم هزيمه المشروع الاميركي في المنطقة.
واجاب سماحته على سؤال: هل الولايات المتحدة الاميركية سوف تقدم العراق على طبق من فضة الى هذا المحور الممانع؟
قال السيد نصر الله: " لا بطبق من فضة ولا بطبق من ذهب، هي مجبرة وتخرج من العراق مهزومة كما خرجت اسرائيل من لبنان، الاميركيون سعوا بقوة لتمديد الاتفاقية الامنية مع الحكومة العراقية، العراقيون رفضوا وقالوا هذا الاتفاقية انتهينا منها، تحدثوا عن كلام جديد، الاميركيون سعوا من خلال مفاوضات مع العراقيين الى ان يبقى خمسين الف جندي، فلم يقبل بذلك، ثم إلى 30 الف جندي والى 10 الاف جندي بحجة حماية السفارة وفتح قنصليات في المحافظات ومدربين ومستشارين فلم يقبل بذلك، الآن النقاش الذي لم يحسم وصل الى ثلاثة آلاف تحت عنوان مدرب وخبير ومستشار، هذا فيه نقاش بين الكتل العراقية لكن الذي لا نقاش فيه عند العراقيين هو عدم منح الحصانة، وكلنا نعرف ان الادارة الاميركية لا تستطيع أن ترسل ضباطها وجنودها الى بلد دون حصانة، الحكومة العراقية حتى اذا قبلت ب 500 او 1000 او 3000 هي تضع شرط وجود لا تستطيع الادارة الاميركية ان تتجاوزهاه باي ثمن.
 
 
 
وهذا النص الكامل لحوار الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله مع قناة المنار
 
بتول أيوب: بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، حلقة استثنائية بلا قوسين مباشرة هذه الليلة، مباشرة على الهواء، استثنائية لان السيد صاحب الضيافة استثنائي عندما يطل في كل المراحل، وفي كل الازمنة استثنائية في المضمون لان ما تمر به المنطقة اكثر من ظروف استثنائية انها مرحلة تحولات كبرى تحتاج الى كلام استثنائي من رجل يثق بكلامه ورؤيته العدو قبل الصديق، الملفات كثيرة ومتداخلة على الساحتين الاقليمية والمحلية والاحداث تتسارع والخوف من المجهول يعزز القلق لدى جمهور واسع على امتداد العالمين العربي والإسلامي مما يرسم للمنطقة. الحروب الاهلية حاضرة في اذهان الكثيريين. هاجس تقسيم المنطقة لا يغيب عن بال احد، الفتنة الطائفية والمذهبية حاضرة بقوة على أجندة   اللاهثين وراء سرقة الثورات العربية، هذه الاستحقاقات الداهمة تحتاج الى إجابات وحزب الله الرقم الصعب فضلا عن كونه المطلوب الرقم واحد على اجندة العابثين في المنطة معني بتقديم هذه الاجابات لجمهوره، زيادة في عامل الثقة والاطمئنان ولأعدائه زيادة في عامل القلق لديهم، سماحة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله معنا الليلة لشرح معالم المرحلة الراهنة وتقديم رؤية حزب الله حول كل مستجدات الوضع في المنطقة بدءا من نهاية القذافي، الى الانسحاب الاميركي من العراق الى الاتهامات الاميركية لايران بمحاولة اغتيال السفير السعودي في واشنطن، مستجدات الوضع في البحرين ونجاح صفقة تبادل الاسرى بين حركة حماس والعدو الاسرائيلي، وطبعا سوف نضع في هذه الليلة بين قوسين رؤية حزب الله للاوضاع في سوريا وتأثيراتها وانعكاساتها على الأوضاع في لبنان بطبيعة الحال، لبنان المقبل على استحقاقات داهمة تبدأ بملف المحكمة الدولية وتمويلها، مصير حكومة الاكثرية الجديدة، ولا تنتهي بالمخاوف الكامنة على الاستقرار في الداخل وهاجس التهديدات الإسرائيلية من وراء الحدود، هذه الملفات الضخمة والكبيرة يشرفني أن أضعها الليلة بين قوسين مع سماحة السيد حسن نصرالله، سلام عليكم سماحة السيد، نبدأ بالمشهد العام للمنطقة ثورات عربية وصفتموها بأنها تحركات شعبية وحذرتم من محاولات اميركية للالتفاف عليها كيف ينظر حزب الله الى هذا المشهد العام؟
 
السيد حسن نصر الله: بسم الله الرحمن الرحيم، بعد مضي عدة اشهر لإنطلاق الثورات العربية ومن خلال تواصلنا ولقاءاتنا والمعلومات التي جمعناها من مصادر موثوقة اتضحت الوقائع اكثر، مما يؤكد الرؤية التي قلناها من البداية أن ما جرى هو حراك وطني حقيقي في كل بلد. ما بدأ في تونس وأيضا حصل في بلدان عربية اخرى، هو نتيجة ارادة شعبية وإرادة وطنية، لم يكن مشروعا اميركيا ولم يكن منطقيا أن يكون مشروعا اميركيا، لأن هذه الانظمة هي أنظمة اميركية: النظام التونسي والنظام المصري والنظام اليمني والنظام البحريني، حتى القذافي في سنواته الاخيرة كان على درجة عالية جدا من التعاون والتنسيق مع الاميركيين والخضوع للاميركيين، فلا يعقل ان الولايات المتحدة الاميركية تقوم باسقاط أنظمة تابعة لها، موالية لها، خاضعة لها، لعل من بين ما يناقش الان في المنطقة النظام السوري هو النظام الوحيد الذي لايصح توصيفه بأنه نظام خاضع للإرادة الاميركية، في كل الأحوال، نحن قراءتنا التي عززتها المعطيات والمعلومات الاكيدة ان ما حصل ويحصل هو ثورات شعبية عربية حقيقية وليس مشروعا اميركا، نعم، الاميركون ركبوا الموجة ويحاولون مصادرة هذه الثورات وحرفها عن مساراتها المنشودة وأهدافها الشريفة وهذا امر طبيعي. نحن لا نتوقع من الادارة الاميركية ان تستسلم بسهولة أمام انتفاضات شعوب على انظمة استبداد تابعة للادارة الاميركية.
 
بتول أيوب: سماحة السيد بعد اشهر على بداية هذا الحراك من تونس الى مصر وغيرها من الدول هل تتلمسون نجاح الولايات المتحدة في مساعها للالتفاف على هذه الثورات، ففي تونس بدأنا نشهد عملية انتخابات وهناك تحضيرات واستعدادات في مصر لخوض غمار الانتخابات.
 
السيد نصر الله: التقييم ان الاميركيين نجحوا ام لم ينجحوا يرتبط بطبيعة أهدافهم، عندما دخلوا على خط هذه الثورات كان لهم أهداف يريدون الوصول اليها، من جملة هذه الاهداف: أولاً، تقليل الخسائر قدر الامكان. ثانيا، تحسين صورتهم لدى الشعوب العربية والاسلامية، لأن استطلاعات الرأي في كل منطقتنا في السنوات الماضية وحتى قبل أشهر كلها كانت تعطي نتائج واضحة عن مدى كراهية ورفض الشعوب العربية والاسلامية للسياسات الاميركية والادارة الاميركية وللاداء والسلوك الاميركي، هناك توصيف واضح لهذه الادارة انها مجرمة وارهابية. ثالثا الانظمة البديلة، عندما دخل الاميركي بقوة الى هذه الساحات هو يريد ان يكون شريكا في صنع أنظمة بديلة، فإذا أمكنه أن يأتي بنظام بديل خاضع جديد، لكن كل ما هناك انه آت من جديد ويكون عنده غطاء شعبي وإلا فيحاولون ان يكونوا شركاء في صياغة الأنظمة البديلة، هذه الأهداف، هل وفقوا؟ أنا أقول حتى الآن لا يمكننا ان نحسم النتيجة، لأن هذا مرهون بمستقبل الأيام. الآن في تونس مثلا الناس ذهبت الى الانتخابات وهذا شيء ممتاز جداً، نسبة الاقتراع كانت عالية جدا وهناك من يقول بأنها بين 80 و90 %، لنرى ما تفرزه الانتخابات، ثم لاحقاً هذه النتائج هل سوف يتم احترامها من قبل المجتمع الدولي أو لا يتم احترامها، وبالتالي سوف يركب النظام الجديد في تونس على ضوء الارادة الشعبية التي عبرت عنها الانتخابات بالأمس وسوف تظهر نتائجها يوم غد، بالنسبة للليبيا نفس الشيء، بالنسبة لمصر نفس الشيء، اذا نحن لا نستطيع ان نقول الانظمة البديلة جاءت أنظمة شعبية او أنظمة خاضعة للإرادة الاميركية؟ هنا يأتي التحدي.
بتول أيوب: وهنا السؤال كيف يمكن مواجهة هذه الهجمة ومنع الولايات المتحدة من تحقيق اهدافها وتحصين هذه الثورات كي تبقى حراكاً شعبياً خاصاً بكل بلد بعيداً عن الولايات المتحدة الاميركية.
 
السيد نصر الله: اولا من خلال الوعي الشعبي، الانتباه الشعبي بأن الادارة الاميركية هي ليست صديقة لهم، قد تكون استغلت بعض الظروف الصعبة والقاسية في بعض البلدان، حاولت ان تقدم نفسها كصديق ومدافع ومساعد مع أنها الى الأمس البعيد كانت حامياً ومدافعاً عن هذه الانظمة الديكتاتورية ومازالت محاميا ومدافعاً عن أنظمة ديكتاتورية قاسية موجودة حتى الان، فإذاً أولاً الوعي، ثانياُ الحضور الشعبي المباشر والكثيف سواء في الساحات او من خلال الحضور على صناديق الاقتراع والمشاركة في الانتخابات النيابية وعدم الاصغاء لبعض الجهات التي تصدر فتاوى أحياناً بتحريم المشاركة في الانتخابات النيابية، المشاركة لأن صناديق الاقتراع هي أحد الاشكال الحديثة للتعبير عن إرادة الشعوب. اذا الشعب في تونس، لنتحدث عن الدول التي يقال أن الأنظمة سقطت فيها أو فعلاً سقطت فيها، يعني: تونس، مصر، ليبيا، في هذه الدول الثلاث، إذا هذه الشعوب بقيت حاضرة ومتابعة مواكبة مشاركة مساهمة لاتغفل عن أهدافها ومصيرها أعتقد يمكن تفويت الفرصة ويمكن لهذه الشعوب ان تفرض إرادتها من خلال حضور سياسي وصناديق الاقتراع من خلال الوعي والتفاهم والوحدة الوطنية، لأن الأميركيين والغرب عموما عندما يجدون بأن النظام الذي سيقوم هو نظام شعبي وحكومة شعبية تعبر عن ارادة الشعب ولا يخدم مصالحهم سوف يعملون على محاصرة هذا النظام الوليد واسقاطه ودفع البلاد الى الفوضى والفتنة واستغلال اي خلاف داخلي أو تمايز داخلي سواء كان عرقي أو مناطقي أو جغرافي، أو جهوي كما يقولون في شمال افريقيا، مذهبي طائفي هنا يجب ان تكون القيادات لدى هذه الشعوب واعية جدا وحريصة جدا وتعتبر أن الانجاز الحقيقي للثورة ولدماء الشهداء يتوقف الى جانب الحضور في الساحات على التفاهم والوحدة الوطنية والحرص على تجنب اي صدام او المسارعة الى اي صدام.
 
بتول أيوب: هنا يستحضرني كلام لوزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلنتون عندما قالت في خضم الثورات العربية يأتي الخطر على الاقليات، امام هذا المصطلح كان حضور كلام عن تحالف الاقليات بوجه الاكثرية هل تستشعرون في خضم كل هذا المشهد قلقاً على مصير الاقليات وكيف يمكن مواجهة ذلك هل من خلال تحالف الاقليات بمواجهة الاكثرية، هل بهذا التحالف يمكن تجنيب هذه المخاطر؟
 
السيد نصر الله: لأقول في البداية هذا موضوع حساس يعني المنطقة ككل ويعنينا على المستوى اللبناني لأن هذا المصطلح يستخدم كثيرا في لبنان، قبل الحديث عن تحالف ما بين أكثريات أو اقليات لنقل التحالف بوجه من، لنحدد ماهو التهديد لنرى هل هذا التهديد نقيم في مقابله ائتلاف وتحالف وبالتالي طبيعة التهديد هي التي تفرض القوى المتحالفة، لأن التهديد يجعل المستهدفين يتجمعون في مواجهة المستهدف لهم، هذا المنطق الطبيعي. أولا لنقل من هو التهديد؟ لن أقوم بإحصاء، ليس على نحو الحصر، إنما بشكل أساسي أول تهديد في المنطقة هو وجود "دولة اسرائيل"، هذا تهديد لكل شعوب المنطقة، مسلمين، مسحيين، عرب، عجم، شعوب، حكومات، أنظمة، هذا لا نقاش فيه، إذاً أولا وجود دولة اسرائيل هو تهديد، وفي فلسطين واضح كيف كان التهديد، هي قامت بتهديد ديمغرافي لم تستهدف فقط المسلمين، المسلمين والمسحيين، وخصوصا ان "دولة اسرائيل" تريد ان تكون دولة يهودية صافية، دولة عنصرية. ثانيا، التهديد الاميركي، المشروع الاميركي، خصوصا في العشر سنوات الاخيرة عندما جاء الاميركيون لإنشاء شرق أوسط جديد، طبعاً فشل، الآن هناك محاولة لاحياء هذه المشروع، فشل نتيجة الصمود والتضحيات وحركات المقاومة وأنظمة الممانعة، الآن هناك محاولة لإحيائه، أين التهديد هنا؟ ان الشرق الأوسط الجديد الذي كانوا يتحدثون عنه يقوم على إعادة تقسيم المنطقة الى دول قائمة على أساس عرقي وطائفي ومذهبي وأيضاً دول متصارعة، وبالتالي تبقى هنا اسرائيل الدولة القوية المقتدرة، واحة الديمقراطية في محيط متنازع ومتصارع، هذا يشكل تهديد، إذا المشروع الاميركي، مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي يريد تقسيم المنطقة هو تهديد كبير، هذان الاثنان هما تهديد لمن؟ للمسيحيين في لبنان او في الشرق؟! هو تهديد للشيعة، تهديد للدروز، تهديد للعلوميين ، تهديد للاسماعليين، أم هو تهديد للسنة أيضاً، هو تهديد للكل، للمسلمين والمسيحيين، لكل شعوب هذه المنطقة هي تواجه هذا التهديد. وهناك تهديد ثالث ونكون نضيق الدائرة، التهديد الثالث بكل صراحة سوف نتحدث عنه هو التيارات التكفيريه المتشددة التي تأخذ القتل نهجاً وسبيلاً أيضا هذا التهديد هو لا يخص المسيحيين ولا يخص الاقليات في المنطقة أو في لبنان، لا يخص الشيعة أو الدروز أو العلويين أو الاسماعيليين أو الزيدية أو الأباضية أو...يخص الكل. هذه الفكرة تحتاج الى تأكيد لأقول هدفي الذي أريد أن أصل إليه، لا توجد أكثرية سنية، لنسمي الأمور كما هي، نحن لا نعتقد ان هناك أكثرية سنية تستهدف الأقليات الدينية أو المذهبية في المنطقة، وبالتالي الأغلبية السنية ليست تهديداً، الأغلبية السنية هي أيضا مهددة، كما أن الاقليات الدينية والمذهبية في المنطقة مهددة، مهددة بالعامل الاسرائيلي والمشروع الاميركي التقسيمي وأيضا مهددة بالتيار بالعنوان الثالث.
 
بتول ايوب: إذا أخذنا تجربة الاقباط في مصر او المسيحيين في العراق.
 
السيد نصر الله: هذا التيار المتشدد التكفيري التقتيلي هو يسمي نفسه الجهادي هذا غير صحيح، نأخذ مبدأ من العراق، منذ الاحتلال الاميركي للعراق الى الفترة الاخيرة لم يبق في العراق أتباع دين أو أتباع مذهب الا واستهدفوا بالعمليات الانتحارية، لا يصح تسميتها عمليات استشهادية، والسيارات المخففة وعمليات الاغتيال وتصفيات جماعية، هذا الامر يشمل الشيعة، مساجدهم، حسينياتهم، ومقامات الائمة عليهم السلام، زوارهم، المدارس، الأسواق، أماكن التجمعات .. .وهذا يشمل السنة نفذت عمليات انتحارية من قبل تنظيم القاعدة ومن قبل هذه الجماعات داخل المساجد السنية وآخرها كان في شهر رمضان في مسجد من أهم مساجد بغداد مسجد أم القرى، قبل مدة كنت أشاهد إحدى الفضائيات العربية كانوا يستقبلون الشيخ الدكتور أحمد السامرائي على ما أذكر اسمه رئيس الوقف السني في العراق، هو المسجد استهدف وهو أصيب واستشهد ثلاثون مصلياً من المسلمين السنة في هذا المسجد وجرح العشرات، المذيعة وهي تقدم الشيخ تقول: لملعومات المشاهدين حتى الآن قتل في العراق250 إمام مسجد وخطيب سني، الشيخ يصوب لها، يقول: لا ، 350 إمام مسجد وخطيب سني، ويحمّل سماحة الشيخ هذه المجموعات المتشددة وتنظيم القاعدة بالإسم مسؤولية القتل. المذيعة تحاول أخذه الى مكان آخر، أن الدول الإقليمية، تريد أخذه إلى مكان آخر،ربما لم يعجبها هذا الاتهام. الشيخ قال لها : لا، أنا أجزم أن أكثر من تسعين بالمئة من هذه، عمليات القتل التي استهدفت 350 إمام مسجد سني وخطيب سني في العراق، قام بها تنظيم القاعدة، وتنظيم القاعدة يتنبى ذلك ويفاخر بذلك. عمليات القتل التي حصلت في المناطق السنية وكذلك المسيحيين، يعني لم يبق أتباع دين في العراق إلا واستهدفوا، لم تبق أماكن عبادة في العراق، اسلامية، مسيحية، سنية، شيعية الا واستهدفت، ولم يبق أتباع عرق في العراق، عرب، كرد، تركمان إلا واستهدفوا، وحتى قبل مدة أسمع الدكتور أيمن الظواهري يقول إنهم نفذوا أكثر من 4000 عملية انتحارية هو يسميها استشهادية في العراق، كم من هذه العمليات نفذ على الاميركيين 200، 300،400، 1000 فيما لا يقل عن 3000 عملية انتحارية نفذت ضد مكونات الشعب العراقي والجيش العراقي والشرطة العراقية، إذا هنا ليست الأقليات مستهدفة، الكل مستهدف، كل الشعب العراقي مستهدفاً ومازال حتى الآن، السيارات المخففة لم تتوقف، العمليات الانتحارية لم تتوقف، هنا أصل إلى مكان، ليست الأغلبية السنية هي المستهدفة، هنا أتحدث على مستوى المنطقة، إذا ذهبنا الى أفغانستان، أذكر قبل احتلال افغانستان من قبل الاميركيين عندما كانت طالبان تحتل مناطق، دخلت إلى مزار شريف، قتلت الالاف في مزار شريف من التاجيك (سنة) والهزاره (شيعة) وطالبان تدعي أنها حركة إسلامية جهادية. العمليات الانتحارية هي لا تستهدف قوات الناتو في أفغانستان بل تستهدف المدنيين العاديين وأغلبهم من أهل السنة، الرئيس السابق برهان الدين رباني، رجل إسلامي، قائد حركة إسلامية، له تاريخ جهادي عريق في مقاومة الاحتلال السوفياتي لأفغانستان ويلعب دوراً وطنياً اصلاحياً توحيدياً قتل بعملية انتحارية وهو إسلامي سني.
إذا ذهبنا الى باكستان الامر نفسه، قبل أشهر، في مزار صوفي في باكستان يحتشد حوله أتباع الطرق الصوفيه جاء عدد من الإنتحاريين قتلوا 200 انسان مسلم وجرحوا المئات، هؤلاء مسلمين سنة غير الشيعة الذين يقتلون في كويتا وغيرها. مثال آخر في باكستان، مسجد سني وليس صوفي لأن إمام المسجد انتقد طالبان سياسياً أرسل له في الاسبوع الثاني إنتحاري فجّر وقتل إمام مسجد ومئة مصلي وكلهم من أهل السنة. ما يجري الان في الصومال وهكذا، اصل الى النتيجة التالية: هذا العامل، الآن في الصومال، ملايين الصوماليين و الصوماليات، نساء وأطفال مهددين بالجوع، العالم عاجز أن يوصل إليهم تموين، أقيموا هدنة، لا يفعلون، كيف يقاتلون بعضهم؟ بالانتحاريين، مع العلم أن الحكومة والمعارضة كلاهما ينتمي بحسب العنوان الى التيار الاسلامي، هذا هو التهديد، وبالتالي، نحن لسنا بحاجة الى تحالف أقليات في مواجهة أكثرية سنية، هذا خطأ، نحن بحاجة الى تحالف عريض إسلامي مسيحي وطني يضم أتباع الديانات والمذاهب والأعراق المختلفة المهددين بالعامل الاسرائيلي والمشروع الاميركي ومواجهة التيار التكفيري لمواجهة عوامل التهديد، هذا هو الذي نحتاجه. 
 
 
بتول أيوب: هل هذا قابل للتحقق؟
 
السيد نصر الله: نعم، هذا قابل للتحقق. في نهاية المطاف، اليوم، بالتأكيد في العالم العربي والإسلامي هناك قيادات كبيرة على المستوى السياسي والمرجعيات الدينية الاسلامية والمسيحيه الشيعية والسنية وكذلك من أتباع المذاهب الاسلامية الأخرى، هناك أحزاب كبيرة وتيارات مهمة جدا، طبعاً الحركات الإسلامية، المرجعيات الدينية السنية والحركات الاسلامية السنية يلقى على عاتقها مسؤولية أكبر، كلنا مسؤولون، لأنه في نهاية المطاف عندما أخرج أنا لمواجهة هذا التيار فإنهم بسهولة يحولون الموضوع الى موضوع مذهبي وطائفي، ولكن عندما يقف عالم ديني سني ومرجعية دينية سنية حركة اسلامية سنية لتواجه هذا الأمر. في العراق الآن إذا نأتي الى خيارات هذا التيار هو يحرم المشاركة في الانتخابات هو حر، لكنه يكفر من يشارك في الإنتخابات ويستحل دماءهم، من الذي يجب ان يرد في المقابل؟ إذا هذه مسؤولية عامة، لذلك نحن لسنا من دعاة تحالف أقليات وهذا الشيء الذي يحاول البعض أحياناً بالمواربة إتهامنا به، ولا أعتقد ان المسيحيين في لبنان او أن من ينتمي الى أقليات اخرى في لبنان او في المنطقة يدعو الى تحالف اقليات لأننا تناقشنا مع بعض وهذا هو تشخصينا للوضع.
 
بتول أيوب: سماحة السيد الملفات عديدة والثورات متعددة، في كل دول العالم العربي من تونس ومصر وغيرها لكن التطورات تتسارع على الساحة بشكل دراماتيكي لاسيما على الساحة الليبية مع نهاية القذافي واعلان موته واعلان بالامس ليبيا محررة، السؤال في هذا الاطار، كيف تستشرفون افق المستقبل في ليبيا؟
 
السيد نصر الله: ليبيا طبعاً في مسؤولية كبيرة، أولاً نحن سعداء جداً بانتصار الشعب الليبي وإنتهاء القتال في ليبيا والصراع الذي كان دائراً، اليوم أمام الشعب الليبي مسؤوليات جسام اولا هو لن يغير فقط النظام بل يبني ليبيا من جديد، يبني دولة ويقيم نظام جديد ومؤسسات جديدة لأنه لم يكن على ما يبدو بنية دولة حقيقية، كان هناك نظام عشائري في ليبيا، إضافة الى الدمار الهائل الذي لحق بليبيا، هذا استحقاق كبير، إذاً إعادة بناء الكيان السياسي واعادة الاعمار وايضا اعادة اعمار الأنفس لأنه اي حرب سوف تترك جراح كبيرة جدا، من هنا الدعوة الى المصالحة الشعبية والعفو والتسامح والاستيعاب ولأم الجراح حتى لا يستغلها أحد فيما بعد لإحداث شرخ أو تمزيق في صفوف الشعب الليبي، والاستحقاق الذي لا يقل أهمية هو الحفاظ على سيادة ليبيا واستقلال ليبيا واستفادة الشعب الليبي من موارده الطبيعية لأنه من الآن جماعة الناتو بدأوا، من الآن وزير الدفاع الفرنسي يقول لنا جميل كبير على الشعب الليبي وهم مدينون لنا، من الان بدأوا يطالبون، هذا يحتاج الى ارادة سياسية بالدرجة الاولى في ليبيا. نحن نتمنى ان يتمكن الشعب الليبي من إعادة بناء دولته وبلده والحفاظ على استقلاله وما قلناه قبل قليل الحضور الشعبي والمشاركة في الانتخابات والقبول بنتائج الانتخابات وتحمل بعضنا للاخر العقل الاجماعي والوحدوي ان شاء الله يكون هناك مستقبل زاهر لليبيا.
 
بتول أيوب: هنا مستحيل ان يحضر الملف الليبي بدون الحديث عن مصير الامام موسى الصدر ورفيقه، في هذا الاطار هل يملك حزب الله معطيات خاصة او جديدة تكشف مصير سماحة الامام الصدر.
 
السيد نصر الله: لنقل شيء اليوم نحن اللبنانيين عموما وأحباء الامام وتلامذة الامام خصوصا، نعيش أيام عاطفية خاصة. من سنوات طويلة كان دائما يقال واحدة من الفرص المهمة التي يمكن ان تساعد على استعادة الامام واطلاق صراحه أو اذا أردنا أن نتنزل قليلا نقول كشف مصير الامام، عادة نحن لا نستخدم هذه الادبية، احدى الفرص هو اما موت القذافي او تغير النظام في ليبيا، الان كلاهما حصل، بالتالي الان نحن امام ايام او اسابيع حاسمة في هذا الامر، حتى هذه اللحظة لا يوجد أي معلومات يمكن الركون اليها لأنه لم يستنفذ البحث، سقطت طرابلس،هل حصل في طرابس تفتيش دقيق، هل يوجد سجون سرية لم يتم اكتشافها حتى الان. في سرت ماذا؟ وسبها ماذا؟ المدن التي دائماً كان يقال ان الامام الصدر مسجون هنا او هنا، وبالتالي يجب استنفاذ البحث. الآن بالنسبة لنا الحكومة اللبنانية تأخذ الموضوع بشكل جدي ارسلت وفد رسمي الى ليبيا ورئيس الجمهورية ورئيس الوزراء مهتمين وهناك عناية خاصة من دولة الرئيس الأخ نبيه بري بهذا الموضوع، من عائلة الامام الصدر بهذا الموضوع، واعتقد ان هناك متابعة جادة وهناك أصدقاء يساعدون على هذا الصعيد، نحن نأمل ان الوفد الذي ذهب الى ليبيا من خلال التواصل ان نصل الى نتيجة، ونأمل من المجلس الانتقالي كما كنا نوجه له البيانات، نحن نعرف ان استحقاقاتهم كبيرة ولكن هذا الموضوع بالنسبة لنا للبنان وفلسطين لان السيد موسى لم يكن إماماً للشيعة بل كان إماماً للوطن وللمقاومة، وكان يحمل راية القدس والمقاومة الفلسطينية، وبالتالي انجاز هذا المهمة هي من الاولويات الانسانية والاخلاقية والجهادية التي نأمل ان نصل فيها الى نتيجة في وقت القريب.
 
بتول أيوب: سماحة السيد ساحة اخرى لا تقل اهمية عن الساحة الليبية اعلان الرئيس الاميركي باراك اوباما الاسبوع الماضي وبشكل مفاجئ عن الانسحاب النهائي من العراق نهاية عام 2011، كيف يقرأ حزب الله هذا القرار في اي سياق تضعونه هل في سياق هزيمة المشروع الاميركي في العراق ام في سياق اجراءا تكتيكية على الارض يمهد لها الاميركي.
 
السيد نصر الله: الذي حصل هو برأينا وبدون أي مبالغة، هو انتصار حقيقي للشعب العراقي والمقاومة العراقية ولصمود القوى السياسية الغير خاضعة للارادة الاميركية، وانتصار حقيقي لمحور الممانعة والمقاومة في المنطقة، لكل الذين وقفوا الى جانب الشعب العراقي وارادته السياسية وصموده ومقاومته ومنعوا ان يتحول العراق الى لقمة سائغة في فم الاميركيين، وهو في المقابل هزيمة تاريخية للأميركيين ليس هذا ما اقوله انا، هذا ما يقوله الذين شنوا الحرب، الحزب الجمهوري الاميركي الآن هو يعبر عن هذا الامر وان هذه هزيمة تاريخية ونصر لبعض اعدائهم ويضعون في مقدمتهم ايران، طبعا هذا انجاز تاريخي ومبارك وكل التهنئة للشعب العراقي بكل مكوناته ومقاومته وعوائل شهدائه، لأسراه الذين مازالوا في السجون ويأمل من الحكومة العراقية ان تطلق سراحهم، وهذا ما كان ليكون لولا، وهنا عبرة مهمة، لو كان العراق بلدا آمنا للاميركيين يسرحون ويمرحون فيه، هل كان سيضطر اوباما او غيره ليتخذ قرارا باخراج كل القوات الاميركية من العراق؟ أكيد لا، كان سيبقى وسيقيم قواعد عسكرية وكرس هذا الوجود حتى على المستوى القانوني. أولا المقاومة التي حولت العراق الى ارض ملتهبة تحت اقدام الاميركيين وادركوا ان هناك خسائر فادحة لا تطاق ولا تتحمل، خسائر اقتصادية ومالية وبشرية ونفسيه. ثانيا صمود الشعب العراقي وتحمله لتبعات هذه الحرب وهذه المقاومة وهذه المواجهة، وأيضاً دفع تضحيات نتيجة هذه التيارات المتشددة الخاطئة. كان يمكن بخسائر وبتضحيات أقل بكثير تحقيق هذا الانجاز، لا أنكر أن بعض هذه التيارات شارك في المقاومة، لكن لو أنهم بذلوا كل جهدهم في المقاومة لكان الانجاز اعظم واسرع وتضحيات الشعب العراقي أقل. ثم يجب أن ننصف ونقول الدخول الى العملية السياسية، دائما كان هناك نقاش في العراق المقاومة أو العملية السياسية، نحن كنا نقول لأصدقائنا الصحيح هو الدخول في الامرين، الدخول في المقاومة والدخول في العملية السياسية، يعني لو تركت العملية السياسية ليديرها أحزاب سياسية تابعة للاميركيين أو قيادات سياسية مبرمة عقود مع البنتاغون أو السي آي إيه أو وزارة الخارجية الاميركية، هم موجودون في كل العالم العربي ويأخذون معاش وتوجيهات إلى آخره. دخول قوى سياسية عراقية أصيلة ومخلصة الى العملية السياسية وإن كان البعض كفرها وهذا كان خطأ أصبح هناك مجلس نواب عراقي وحكومة عراقية ونظام عراقي غير خاضع لارادة الاميركيين وهو ينظر الى حسابات الشعب العراقي لأن هناك انتخابات وحساب على الانتخابات لان البرلمان شعبي ولأن الحكومة منتخبة من الشعب هي معنية ايضا ان تراعي الارادة الشعبية، إذاً ما الذي اوصل الى هذا الانتصار التاريخي الكبير؟ المقاومة والمشاركة المخلصة في العملية السياسية وليس مشاركة التبعية، صمود الشعب العراقي، وقوف دول الممانعة، هناك دول احتضنت الشعب العراقي ومقاومته وسياسييه ودافعت عن العملية السياسية واحتضنت مهجريه أيضاً، وهذا هو من أهم معالم هزيمه المشروع الاميركي في المنطقة.
 
بتول أيوب: هل الولايات المتحدة الاميركية سوف تقدم العراق على طبق من فضة الى هذا المحور الممانع؟
السيد نصر الله: لا بطبق من فضة ولا بطبق من ذهب، هي مجبرة وتخرج من العراق مهزومة كما خرجت اسرائيل من لبنان، الاميركيون سعوا بقوة لتمديد الاتفاقية الامنية مع الحكومة العراقية، العراقيون رفضوا وقالوا هذا الاتفاقية انتهينا منها، تحدثوا عن كلام جديد، الاميركيون سعوا من خلال مفاوضات مع العراقيين الى ان يبقى خمسين الف جندي، فلم يقبل بذلك، ثم إلى 30 الف جندي والى 10 الاف جندي بحجة حماية السفارة وفتح قنصليات في المحافظات ومدربين ومستشارين فلم يقبل بذلك، الآن النقاش الذي لم يحسم وصل الى ثلاثة آلاف تحت عنوان مدرب وخبير ومستشار، هذا فيه نقاش بين الكتل العراقية لكن الذي لا نقاش فيه عند العراقيين هو عدم منح الحصانة، وكلنا نعرف ان الادارة الاميركية لا تستطيع أن ترسل ضباطها وجنودها الى بلد دون حصانة، الحكومة العراقية حتى اذا قبلت ب 500 او 1000 او 3000 هي تضع شرط وجود لا تستطيع الادارة الاميركية ان تتجاوزهاه باي ثمن.
 
بتول أيوب: اين ايران من ذلك هل ستدفع الثمن هل توقيت الحملة عليها باتهامها بالمؤامرة المزعومة بمحاولة اغتيال السفير السعودي في واشنطن كيف يقرأ حزب الله هذا الموضوع نسمع التحليل والاجابة ورؤية حزب الله بعد الفاصل.
 
بتول أيوب: سماحة السيد التهديدات الاميركية والاتهامات الاميركية لايران بانها كانت تحاول اغتيال السفير السعودي في واشنطن ، "هذه المؤامرة المزعومة " اذا صح التعبير ، كيف يقرا حزب الله وتوقيت هذه الاتهامات وما هو المغزى منها؟
 
السيد نصر الله: بالتوقيت انا اقول معلومات ان الاميركيين طلبوا (وهذا نشر في وسائل المعلومات) طلبوا فتح خط ساخن مع الايرانيين وان يصبح في خط مباشر وكلام وهو خط مفتوح وليس ان نتواعد ونمشي بعد شهر لا ، ان يكون في امكانية تواصل دائم ومع الايرانيين مباشرة، وسموا من قبلهم جنرال اميركي وحتى انا الذي اعرفه هم اقترحوا اسم الجنرال الايراني الذي يريدون ان يتواصل معهم لكن القيادة في ايران رفضت هذا الامر.
طيب الاميركيين هم محتاجين بشكل ملح جدا هذا الخط الساخن هم طبعا الحجة التي حكوا عنها واعلنوها في الاعلان هو الوضع في منطقة الخليج يعني في مياه الخليج لكن السبب الحقيقي هم يريدون ان يتحدثوا بالعراق وبافغانستان في الدرجة الاولى وبمعزل عن بقية ملفات المنطقة لانهم يعتبرون ان ايران لها تاثير في العراق ولها تاثير في افغانستان وهم يريدون ان يخرجوا وهم مهزومين وبشكل ان يحافظوا على جزء من مصالحهم ويحاولوا ان يعملوا "تخريجة" معينة لانسحابهم. طيب الرفض الايراني اغضب الاميركيين وفتحوا لهم هذا الملف المزور والمفبرك للضغط على الايرانيين من اجل ان يحكوا ، يعني انا راي ليس الهدف من فتح هذا الملف المفبرك ولا هو تحضير حرب على ايران ممكن ان يكون المزيد من العقوبات للضغط على ايران ، الهدف هو ان تاتي ايران الى طاولة التفاوض المباشر مع الاميركيين وهذا ما زال يرفضه الايرانيين حتى الان .
اريد ان اقول اللقاءات التي كانت تجري في بعض العواصم الاوروبية والتي كان يحضرها الدول الخمسة الدائمة العضوية واظن كان يحضر مندوب عن الامم المتحدة كان الايراني يقبل الجلوس في اللقاء الجماعي لكن الاميركيون لطالما سعوا على هامش هذه اللقاءات الى عقد لقاء ثنائي مع الايرانيين ولم يقبلوا في يوم من الايام بذلك. وجاءوا بهذه القصة حتى يضغطوا هذا اذا تحدثت عن السبب المباشر.
بالاستخدام نعم ، ممكن استخدام هذا الملف في فرض عقوبات جديدة على ايران لاخضاعها ، ممكن استخدام هذا الملف للمزيد من توتير المنطقة بين ايران والسعودية وبالنهاية ايران دولة اقليمية مؤثرة والسعودية دولة اقليمية مؤثرة ويعطوها بعد عربي ـ الفرس وبعد شيعة وسنة (بتول: لتغذية الفتنة بكل اشكالها) وهذا ايضا استخدام.
لكن انا اعتقد السبب المباشر السبب الرئيسي هو رفض ايران للخط الساخن المباشر مع الاميركيين.
 
بتول أيوب: سماحة السيد تضعونها عند هذه الحدود لا اكثر وهناك من قال ان هذه الاتهامات هي بمثابة تهيئة الارض لهجمة عسكرية على ايران او توجيه ضربة عسكرية لايران هنا السؤال من؟ وهل نتيجة انسحابها المبكر من العراق وتهيئة الارضية بذلك ام من خلال تصريحات وزير الحرب الاميركي بانيتا عندما زار كيان العدو الاسرائيلي وقال اننا طلبنا من "اسرائيل" ان لا تقدم بتوجيه الضربة لايران وكانه في ارضية مهيئة؟ 
 
السيد نصر الله: الاميركيين ليسوا جاهزين لخوض حرب جديدة واعتقد الكثير من الخبراء الاستراتيجيين في المنطقة يتحدثوا عن هذا الكلام والسبب هو الهزيمة العسكرية والامنية التي لحقت بالجيوش الاميركية في العراق وفي المنطقة وما يلحق فيها الان في افغانستان ، الوضع المالي والوضع الاقتصادي في داخل الولايات المتحدة الاميركية، تصوري (اخت بتول) ان الان مرشح جمهوري وليس مرشح ديمقراطي مرشحي جمهوري وما زال يخوض انتخابات اولية داخل حزبه لانهم لم يحسموا مرشحهم الجديد للرئاسة وما هو الشعار الذي يطرحه ؟ وقف المساعدات الخارجية الاميركية كلها بما فيها المساعدات لاسرائيل، وهذا على ما يضوي ؟ يضوي على عمق الازمة المالية الاقتصادية في الولايات المتحدة الاميركية، هذه اميركا في هذا الوضع المالي الاقتصادي المعنوي النفسي تاتي لتفتح حرب جديدة ومع من؟ مع الجمهورية الاسلامية في اير

اترك تعلیق

آخر الاخبار