بسم الله الرحمن الرحيم
(وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا)
صدق الله العلي العظيم
إن استذكار شهادة السيد الإمام محمد باقر الصدر (قدس سره) إنما هو استذكار لمواقف الرجولة والإسلام الأصيل في مواجهة كل أنواع الطغيان والتجبر، فرفض الظلم ومقاومة الاستكبار العالمي بكل أشكاله هو حق شرعي ووطني للأمة يحمله كل من ينتمي إلى مدرسة إمامنا باقر الصدر منهجا وعقيدة، قال تعالى: (إِنَّ أَوْلَى ٱلنَّاسِ بِإِبْرَٰهِيمَ لَلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُ وَهَٰذَا ٱلنَّبِىُّ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَٱللَّهُ وَلِىُّ ٱلْمُؤْمِنِينَ).
وفي الوقت الذي نستعظم على العراق أنهُ فقدَ هذه القامة العلمية المجاهدة الفذة وأخته الشهيدة بنت الهدى (رضوان الله عليها) نعاهده أننا ما زلنا على العهد سائرين في طريق ذات الشوكة، ونستدلُ منه وبه في دروب الحقِ ونصرةِ المظلومين في كل بقاعِ الأرضِ، فدماؤه الطاهرة هي التي خطّت مسيرة المقاومةِ الإسلاميةِ التي أذلت أعتى قوى العالم ومرغت أنوفهم في وحل الهزيمة.
إن جريمة إعدام هذا المجاهد الكبير والعالم النحرير لا يزيد الأحرار إلا صلابة وثباتا في الأرض ودفاعا عن حياض الشريعة المقدسة من بطش الظالمين وفكر الظلاميين.
عهدك يا صدرنا باق، وخطاك التي سرت بها خلفت رجالا عطرها الشهادة، ونهجا جهاديا يسقى بدماء القادة، رفعة للأوطان وكرامة للإنسان، ولن تأخذنا في الله لومة لائم، ومن الله العون، وعليه فليتوكل المؤمنون.