بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد، وصل على أمير المؤمنين، عبدك الأوفى، وعروتك الوثقى، ويدك العليا، وكلمتك الحسنى، الذي جعلته سيفا لنبوته -الخاتم- ومعجزا لرسالته.
هذه الكلمات المعصومة الصادرة من أئمة الهدى (عليهم السلام) تبين لنا هول المصيبة وعظمها بفقدان سيد الأوصياء، أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)، لذا تحار الكلمات، وتتلعثم الألسن، ويخون التعبير، في وصف هذه الحادثة الأليمة، التي تركت آثارها على سكان السموات، أكثر من سكان الأرض! تلك الفاجعة التي جعلت أمين الوحي جبرئيل ينادي بين السماوات والأرض بالنداء الفريد الخالد: تهدمت والله أركان الهدى، وانفصمت العروة الوثقى، قتل أتقى الأتقياء.
نعزي الإنسانية بخسارتها التي لا تُجبر، حين حُرمت -بفعل الظالمين- مِنْ إن تصل إليها فتوحات سيد الأوصياء العلمية، والأخلاقية، والسياسية، والاقتصادية، والعسكرية، نعزي بحلول ذكرى شهادته على مسرح الفضيلة، والعدالة، والنقاء، والخير.
كان أمير الحق معجزة في سلوكه، وعلمه، وعبادته، وعظيم خصاله، والتي ما وصل إلينا إلا بعضها، فملأ هذا العالم ألقا ونورا!
لقد عاش (سلام الله عليه) مظلوما، مقاوما للظلم، أينما حل، ضاربا المثل الأعلى في الصبر على تحمل المسؤولية في الميادين المختلفة، فلم يغمد سيفه وهناك عدو يتربص بالإسلام الدوائر، ولم يهادن أو يساوم على قضايا الأمة، حتى قضى شهيدا دونها.
حريٌ بأتباع منهجه اليوم أن يبذلوا كل ما في وسعهم من أجل الحفاظ على منجزات العزة، وتركة الرفعة، التي خلّفها الأمير المعجزة لنا، عندما فتح لنا آفاق الحياة الطيبة، والتي بابها الجهاد في سبيل المبادئ.
فسلام عليك يا مَن جُعلت سيفا ومُعجزا للنبوة المحمدية، ولرسالته الخاتمة.