بسم الله الرحمن الرحيم
نبارك للأمة الإسلامية عموما، وأتباع أهل البيت (عليهم السلام) خصوصا، حلول ذكرى ولادة إمام البصيرة، وأنيس النفوس، عالم آل محمد، علي بن موسى الرضا (صلوات الله وسلامه عليهم).
لقد عاصر الإمام الرضا (سلام الله عليه) أعتى حكام بني العباس، الذين سعوا بكل الوسائل الخبيثة لتصفية خط الإمامة مادياً ومعنويا، إلا أن بصيرته العظيمة، ووعيه الكبير، حالا دون ذلك.
لقد كان المنعطف الخطير في حياة هذا الإمام الهمام هو تعيينه ولياً للعهد في حكومة المأمون، في خطوة أُريد منها امتصاص غضب المعارضة الشيعية، وإضفاء شرعية على الحكومة الظالمة بدعوى إشراك الإمام فيها، لكن موقفه (عليه السلام) جاء واضحاً بالرفض الأكيد، وعندما أجبر على ذلك إشترط شروطاً تعطي إنطباعاً واضحاً للناس بأنه ليس جزءاً من حكومةٍ ظالمةٍ لا تمثل الإسلام والمسلمين في سلوكها ونهجها، فأجهض مخططات الحاكم العباسي، وأعطى الضوء الأخضر للمعارضة العلوية بمواصلة الجهاد والرفض على كافة الصعد والمستويات.
إن موقف الإمام الرضا (عليه السلام) الرافض لظلم الحكومات الموغلة في دماء المسلمين الأبرياء هو الموقف الذي يجب على المؤمنين اتخاذه منهجاً في رفض المجازر التي ترتكبها الصهيونية العالمية بحق الشعب الفلسطيني المسلم، والجرائم المتواصلة من حكومة آل سعود بحق الشباب المؤمن من الحجاز والبحرين، لا لشيء إلا مطالبتهم بحقهم بالعيش الكريم.
كتائب حزب الله
مجلس التعبئة الثقافية
11ذو القعدة 1444 ه
31 آيار 2023 مـ