بسم الله الرحمن الرحيم
(وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)
اقتادت عصابات التكفير البعثية الداعشية في عام 2014م آلافًا من أبناء محافظات الوسط والجنوب، من قاعدة (سبايكر) إلى شفير المنحر في منطقة القصور الرئاسية بمدينة تكريت، قاموا بإعدام بعضهم رمياً بالرصاص بكل خسةٍ ونذالةٍ وحقدٍ طائفي، ورموا جثثهم الشريفة في النهر، فيما دُفِن آخرون وهم أحياءٌ.
تلك الفاجعة التي حدثت بعد سقوط مدينة الموصل على يد جماعة داعش الوهابية، لم تكن لتحدث لولا الأنفاس الخبيثة، والأحقاد الطائفية المتوغلة لدى بعض العشائر في تكريت، إذ أن أيادي البعث كانت حاضرةً في التخطيط لقتل أبنائنا ونحر رقابهم، بعد أن انغمست خلف مسمياتٍ داعشيةٍ أو عشائريةٍ.
اليوم وبعد مرور تسعة أعوام على المجزرة في تكريت، ما زال جلاوزة النظام الصدامي يحيكون المؤامرات، ويترصدون فُرَصَ الانتقام من أبنائنا، بدعم ورعاية من مخابرات الأردن، وبعض دول المنطقة التي لا ترغب في رؤية عراقٍ آمنٍ، لذلك، ينبغي أن يتخذ موقفا حازما على مختلف المستويات والصعد بما يسهم في إيصال رسائل مباشرة وغير مباشرة للمتورطين من تلك الدول؛ بأن الوقت قد حان لإيقاف استفزاز مشاعر العراقيين وتضحياتهم.
نحن في المقاومة الإسلامية كتائب حزب الله نؤكد على القصاص العادل من كل المجرمين الذين أيدوا وشجعوا ارتكاب تلك المذبحة الطائفية، ونطالب بإنصاف عائلات الضحايا بالإسراع بتنفيذ أحكام الإعدام بحق المجرمين الدواعش، ومما يثير الاستغراب بقاء المئات منهم في ضيافة السجون، ممن صدرت عليهم أحكام الإعدام منذ زمن بعيد، فضلا عن بذل الجهود الجادة لإعادة الجثث المغيبة إلى ذويها، وتخليد ذكراهم على كل المستويات لتدوين الحقائق وحفظ دماء الشهداء الغالية.
ندعو الله عز وجل أن يسكن شهداءنا مستقر رحمته، وأن ينعم على قلوب ذويهم بالصبر والسلوان، (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ).