كتائب حزب الله تعزي بذكرى شهادة الإمام الباقر ومسلم بن عقيل: شخّص الإمام أهمية صناعة مجتمع يحمل راية الإسلام، ويدافع عنها من جديد بعد واقعة كربلاء 

بسم الله الرحمن الرحيم

  بوافر آيات العزاء نتقدم إلى مقام إمام العصر، الحجة ابن الحسن (عج)، والأمة الإسلامية في هذه الأيام التي تشهد ذكرى شهادة باقر علم الأولين والآخرين، وسفير سيد الشهداء الشهيد مسلم بن عقيل (عليه السلام). 
  إن سيرة حياة الإمام محمد بن علي الباقر (عليه السلام) تعتبر منهاج حياة، حيث كرس هذا الإمام العظيم عمره المبارك لإعادة الهيكلية العقيدية للأمة الإسلامية، وترتيب منظومة أفكار المسلمين في مختلف القضايا الفكرية، بعد الغزو الثقافي الذي واجهته على يد حكومات الانحراف والضلال.

  لقد كان الدفاع عن الإمامة الإلهية، وترسيخ مبدأ الحكومة الإسلامية الحقة، ومواجهة الأفكار المضللة التي أبعدت أئمة الهدى (عليهم السلام) عن مراتبهم التي رتبهم الله فيها، في مقدمة أولويات الإمام في ثورته العلمية. وقد اهتم الإمام بالجهاد الفكري وتبيين الحقائق أمام حركة التشويه للمنظومة الإسلامية، وبناء جامعة كبيرة خرّجت العلماء الذين حفظوا ميراث الأنبياء، الأمر الذي صنع قواعد جماهيرية مؤمنة بفكر مدرسة أهل البيت (عليهم السلام)، ومقاومة للحكومات المتسلطة على الأمة. 

   لقد شخص الإمام الباقر (عليه السلام) إن الأهمية القصوى يجب أن تعطى لصناعة مجتمع على قدر من الوعي والبصيرة يستطيع الثبات في مختلف المعارك المصيرية، ولقد كان له ما أراد، إذ امتدت جذور أتباع أهل البيت في كل مكان لتحمل راية الإسلام، وتدافع عنها من جديد بعد واقعة كربلاء التي استشهد فيها أبرز الشخصيات المؤمنة بمشروع أئمة أهل البيت (عليهم السلام)، ومنهم سيدنا الشهيد مسلم بن عقيل، الذي كتب بدمه الشريف سجلا من العطاء الثر الذي تنهل منه الأجيال الطامحة إلى الحرية والعيش الكريم. 

  إن الإمام الباقر (عليه السلام) يعتبر المهندس لكل انتصارات مدرسة أهل البيت، وحافظ كيانها بمشروعه الحضاري الذي ذهب شهيدا من أجل نجاحه، وتثبيت أركانه. 
  
  ونحن اليوم إذ نعيش في ظلال هذا المشروع المبارك، ونستقي الحصانة الفكرية والروحية من إفاضاته، يجب علينا العمل على صيانته والمحافظة عليه من هجمات الأعداء من خلال جهاد التبيين للحقائق، وكشف مخططات الأعداء العسكرية والثقافية والسياسية التي تريد تغيير هوية الأمة الإسلامية وقيمها من أجل إضعافها، وفرض الهيمنة الاستكبارية عليها. 

 

كتائب حزب الله
مجلس التعبئة الثقافية 
7 ذو الحجة 1444 هـ 
26-6-2023 مـ
 

اترك تعلیق

آخر الاخبار