بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ
(الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا)
نباركُ لجميع المؤمنين والأحرار وعشاق العدالة والكرامة عيدَ الله الأكبر، عيد الغدير الأغر، عيد الإمامة والولاية الإلهية الحقة، وهو اليوم الذي نَصَّبَ فيه الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) إماماً للأمة الإسلامية، وأميراً للمؤمنين. لقد زين الله تعالى السماوات بالعرش، والبيت المعمور، لأن أهلها سبقوا لقبول الولاية قبل الأرض.
إن الروايات الواردة في يوم الغدير تجعله يوماً مفصلياً في حركة الإنسان إلى ربه، ففيه ينماز أهل الصلاح والثبات على الحق عن أهل الفساد والتمرد، ومَثلُ المؤمنين في قبولهم ولاء أمير المؤمنين كمثل الملائكة في سجودهم لآدم.
إننا في هذا اليوم العظيم إذ نؤكد بيعتنا لإمام المقاومين والمظلومين أمير الحق والعدل، فإنّنا نعاهده على الثبات ومواصلة مسيرة الجهاد ضد القوى الاستكبارية الظالمة؛ من أجل بناء الإنسان والأوطان، وتحريرهما من كل أشكال الاستعباد والهيمنة، وإن كلفنا السير في طريق الحق أعظم التضحيات؛ فهذه هي الأهداف التي كان يسعى إلى تحقيقها أمير المؤمنين والمقاومين علي بن أبي طالب (عليه السلام)، والذي بذل كل ما يملك من أجل حياة حرة كريمة، يسودها العدل وتحكمها الفضيلة.