رسم قائد الثوة الإسلامية الامام علي الخامنئي خطوطاً جديدة للخريطة الإستراتيجية لحرس الثورة الاسلامية خلال لقاء نوعي جرى امس مع قادة المؤسسة.
وأثنى قائد الثورة على الدور الذي يضطلع به الحرس الثوري الذي وصفه بـ”حصن الثورة الحصين” و”الدعامة البارزة للدفاع عن الامن الداخلي والخارجي والهوية البارزة والمتميزة واللازمة لتقدم البلاد والتحرك نحو تحقيق المبادئ”.
ولفت في خطابه إلى الكلمة المعروفة للإمام الخميني (قدس سره) القاضية بانه “لولا الحرس الثوري لما بقيت الجمهورية الاسلامية”، واصفاً الحرس بـ”الشجرة الطيبة التي يرشح من هويتها الايمان والحركة الثورية والجهاد “.
ورسم آية الله الخامنئي في تفاصيل الخطاب جملة من الخطوط العريضة التي تصب في إطار الخريطة الاستراتيجية للحرس، يمكن تلخيصها في النقاط التالية:
أولاً: لطالما حذّر قائد الثورة في خطاباته السابقة من خطورة الحرب الناعمة التي تتعرّض لها البلاد، إلا أنه كشف بالأمس واحدة من الاجزاء المهمة للقوة الناعمة للجمهورية الاسلامية، والتي “تتجسد في عدم الثقة المطلقة بالقوى السلطوية وعلى رأسها امريكا وينبغي العمل على تكريس عدم الثقة هذه يوما بعد يوم”.
ثانياً: رهن القائد تحقيق مبادئ الثورة الاسلامية المتمثلة بـ”بناء الحضارة الاسلامية الحديثة” والدفاع عن النظام الاسلامي بـ”الحركة الثورية والجهادية” التي وصفها بـ”الشجرة الطيّبة”.
ثالثاً: اعتبر قائد الثورة ضمان الامن الداخلي والخارجي من المهام والواجبات الاساسية لحرس الثورة، لأنه “لو غاب الامن في الخارج ولم يتم الوقوف بوجهه فان ذلك سيقود الى زعزعة الامن الداخلي ايضا”، وهذا ما يفسر الدور الإيراني، ولاحقاً الحضور الإيراني، في سوريا.
رابعاً: رؤية القائد الاستراتيجية للحرس الثوري تضمنت الدعوة لمواصلة التقدم على الصعيد العلمي والتقني وعلى صعيد الابتكارات.
لم تقتصر دعوة القائد على تعزيز الاقتدار الدفاعي والعسكري” و”زرع الرعب والخوف لدى العدو” الذي اعتبره العامل الوحيد لدرء التهديدات العسكرية، بل دعا الحرس إلى التوجّه لاحتياجات الداخل مثل حركة البناء والاعمار وتقديم الخدمات الى المحرومين، فضلا عن القضايا الثقافية والفنية وتوليد الفكر الثوري.
خامساً: نبه قائد الثورة من الوقوع في فخ نظام الهيمنة الامريكي، مذّكراً بتجربة المفاوضات النووية التي اعتبرها، وحتى قبل توقيع الاتفاق النووي، خطوة ستبين الخداع الأمريكي.
فقد دعا القائد إلى تحلي المسؤولين باليقظة والصحوة حيال نفوذ وهيمنة العدو الامريكي الذي يسعى للتفاوض مع ايران حول قضايا منطقة غرب آسيا لاسيما سوريا والعراق ولبنان واليمن، مؤكداً أن الهدف الوحيد من هذه المفاوضات هو الحد من حضور الجمهورية الاسلامية الايرانية في المنطقة بوصفها العامل الرئيسي للاخفاقات التي تتكبدها امريكا.
وفي سياق الرد على أحد بنود الحرب الناعمة تجاه الجمهورية الاسلامية والمتمثّلة باتهامها بعدم العقلانية، اعتبر التركيز على التطلعات والاهداف والمثالية هو العقلانية بعينه، قائلاً: إن العقلانية تتطلب ان نبدي عدم ثقة تامة ازاء الذين اظهروا عدائهم.
سادساً: ركز قائد الثورة في هذا الخطاب على الايمان وروح الثورة والجهادية التي اعتبرها محور جميع قدرات الحرس الثوري، موصياً بضرورة ربط الاجيال الصاعدة للحرس الثوري بمفاهيم الثورة وايلاء الاهمية لقضية التعليم والتأهيل.
قدم القائد رؤيته الجديدة للحرس الثوري في ظل التطورات الإقليمية والدولية، وقد تطرق هذه الرؤية إلى الداخل والخارج على حد سواء.
وفي الحقيقة يبدو أن قائد الثورة يسعى من خلال هذه التوصيات لبناء سد منيع أمام الحرب الناعمة القائمة، أو أي حرب صلبة مقبلة.
لم يغفل القائد عن ذكر نقاط القوّة التي يجب تعزيزها في ظل استعار الهجمة الأمريكي، فضلاً عن تأكيده على نقاط التهديد التي تترّكز في الحرب الناعمة القائمة ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية.