جنود الاحتلال يسرقون الحبوب المهدئة من صيدليات بغداد هرباً من فيروس الانتحار

في حين أعلنت منظمة لمحاربين قدامى ان الجيش الامريكي سيرسل للمرة الاولى كلابا تم تدريبها للتخفيف من معاناة الجنود لمساعدتهم على معالجة الضغط العصبي والصدمات التي يمكن ان يتعرضوا لها وقد نقلت جريدة الشرق الأوسط عن منظمة " فيتدوجس" قولها : إنها سلمت كلبين من نوع لابرادور اسمهما بو وبادج الى الوحدة الطبية الخامسة والثمانين للجيش ليتم ارسالهما في نهاية الشهر الجاري الى الجنود الاميركيين في العراق .
وأكدت المنظمة في بيان لها  أن مهمتهما ستكون التخفيف من حدة انفعالات الجنود ، وقالت الميجور ستيسي كاسويل قائدة الوحدة الطبية الـ 85 "  إن الكلاب كانوا دائما الابطال الصامتين لجهدنا في الحرب، لكن بارسال كلاب علاجية الى العراق نقطع مرحلة اكبر ".
وأكد مسؤولون كبار في وزارة الدفاع  وفي الجيش الأمريكي أن العام الماضي شهد 85 حالة انتحار على الأقل، فيما لا زالت أكثر من 20 حالة أخرى قيد التحقيقات الرسمية .
وقالت المصادر العسكرية إنه في حالة التأكد من أن تلك الحالات الأخيرة، نجمت عن إقدام جنود بقتل أنفسهم أثناء الخدمة ، فإن العام الجاري سيكون قد سجل أعلى معدل حالات انتحار في الجيش الأمريكي منذ بدء الحرب على العراق، في العام 2003 .
وفي نفس الاطار أفاد مصدر في الشرطة العراقية إن دوريات أمريكية قامت باقتحام عشرين صيدلية في بغداد بحثا عن حبوب مهدئة ، وأوضح المصدر في تصريح لوكالة " قدس برس" أن الجنود الأمريكيين اقتحموا ست صيدليات في جانب الرصافة من بغداد و14 أخرى في جانب الكرخ خلال ساعات حظر التجوال ، حيث تبين فيما بعد أن كل المفقودات من تلك الصيدليات كانت عبارة عن حبوب مهدئة وأقراص منومة ومضادات لمعالجة إمراض الكآبة والحالات النفسية، مبينا أن مراكز الشرطة في بغداد تلقت بلاغات من أصحاب تلك الصيدليات بهذا الشأن، فيما رفضت القوات الأمريكية العاملة في بغداد الاعتراف بقيام جنودها بمثل هذه التصرفات .
وقد كشفت دراسة جديدة استمرت خمسة أشهر إرتفاعا ملحوظا في محاولات الانتحار بصفوف الجنود العائدين من ساحات القتال بالعراق فيما أطلق علية اسم " فيروس الانتحار".
وأشارت الدراسة التي إلى أن 6200 جندي ومجندة أمريكية وضعوا حداً لحياتهم عام 2005, بعد عودتهم من ساحات القتال في العراق وأفغانستان حيث عانى غالبيتهم من أمراض نفسية جراء مناظر الحرب وويلاتها .
وكشف مصدر مسئول في وزارة الدفاع الأمريكية عن وجود العديد من حالات الاغتصاب والاعتداء الجنسي بين الجنود الأمريكيين الموجودين في العراق والكويت، موضحاً أن معظم هذه الحالات تقع من قبل مجندين ضد مجندات.
وأشار المصدرالى أن وزير الدفاع السابق دونالد رامسفيلد طلب إجراء تحقيق بشأن تلك الحوادث، ومن المتوقع أن يقوم البنتاجون بتعيين لجنة للتحقيق بالموضوع .
وقال رامسفيلد " إنه قلق بشأن تقارير في الآونة الأخيرة تتعلق بمزاعم اعتداءات جنسية على أفراد القوات المسلحة المنتشرين في العراق والكويت".
وأعلنت وزارة الدفاع أن جميع القضايا التي تم التبليغ عنها حقق فيها، وفي الوقت الذي لم تقد فيه بعض التحقيقات إلى نتائج تم معاقبة بعض المدانين، وقالت الوزارة " إن الجيش الأمريكي تلقى في العام الأخير تقارير بوقوع 88 حادث سوء سلوك جنسي في منطقة القيادة المركزية التي تشمل العراق والكويت فضلا عن القرن الأفريقي ومنطقة الخليج وآسيا الوسطى بما في ذلك أفغانستان".
وفي عام 2004 ، اعترفت وزارة الدفاع الأمريكية بأنها تلقت أكثر من 1700 تقرير عن اعتداء جنسي تم ضمن الوحدات العسكرية الأمريكية.
وبحسب بيانات وزارة الدفاع الامريكية فقد سجلت السنوات الخمس الاخيرة والتى شهدت عمليات عسكرية واسعة للجيش الامريكى فى كل من العراق وأفغانستان ارتفاعا غير مسبوق فى حالات انتحار الجنود الذين مازالوا بالخدمة.
حيث سجل عام 2006 انتحار 101 جندى على الاقل بينهم 30 جندى قتلوا أنفسهم أثناء انتشارهم ضمن القوات الامريكية التى تخوض معارك فى الخارج بنسبة تزيد على 5ر17 حالة انتحار بين كل مائة ألف جندي.
كما سجل عام 2005 نحو 88 حالة انتحار بينهم 25 جندى منتشرين ضمن القوات الامريكية فى الخارج بنسبة تبلغ 8ر12 حالة انتحار بين كل مائة ألف جندي.
وشهد عام 2004 انتحار 67 جنديا منهم 13 جنديا من المنتشرين ضمن القواعد العسكرية الامريكية بنسبة تصل الى حوالى 8ر10 حالة انتحار بين كل مائة ألف جندي.
وسجل عام 2003 والذى شهد بداية الحرب على العراق فى مارس حوالى 79 حالة انتحار لجنود أمريكيين منهم 26 جنديا ضمن القوات القتالية بنسبة تبلغ تتجاوز 4ر12 حالة بين كل مائة ألف جندي.
وتشير الارقام الى ان معدل الانتحار في القوات الامريكية المحتلة في العراق وصل الى 17.3 لكل مائة الف في السنة، وهو اعلى من المعدل الاجمالي للجيش الامريكي، والذي يبلغ 11.9 لكل مائة الف بين عامي 2002و1995م والقوات الامريكية بكل صنوفها والذي يتراوح بين 9.8 لكل مائة الف سنوياً.
وهي ايضاً اعلى من معدل الانتحار في كل صنوف الجيش الامريكي في حرب فيتنام، والتي كان معدل الانتحار فيها لا يتعدى 6 و 15 لكل مائة الف، مع ان معدل الانتحار في القوات الامريكية في حرب الخليج الثانية عام 1991م هو 3.6 مائة الف.
وإجمالا يمكن الجزم بارتفاع حصيلة خسائر القوات الأمريكية في العراق ” بشريا ” منذ مارس / آذار عام 2003 بداية الاحتلال وحتى الآن ، إلى 3921 قتيلا ، بحسب البيانات الرسمية للجيش الأمريكي .
 

اترك تعلیق

آخر الاخبار