قمر فرنسي للتجسس على العراق وأفغانستان ودارفور

تعتزم فرنسا إطلاق قمر تجسس عسكري الأربعاء 9-12-2009 يستهدف بشكل أساسي رسم خرائط وجمع معلومات عن مناطق عديدة مثل العراق وإقليم دارفور غربي السودان وأفغانستان وتشاد، بحسب وزارة الدفاع الفرنسية.وسيكون هذا أول قمر من نوعه يجرى إطلاقه في عهد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي. ومن المقرر إطلاق القمر "هليوس 2بي" من على صاروخ أريان ظهر الأربعاء المقبل من موقع الإطلاق التابع لوكالة الفضاء الأوروبية في مدينة "جويانا" الفرنسية.ورغم زيادة تعاون فرنسا مع الولايات المتحدة في مجال التخطيط العسكري فإنها ترى أن الحصول على معلومات من الفضاء بصورة مستقلة أمرا يمثل أولوية إستراتيجية. وقالت وزارة الدفاع: "في ظل أجواء دولية يشوبها عدم اليقين فإنه لزام على فرنسا أن تتمكن من فهم المناخ الإستراتيجي الذي تتحرك فيه وأن تتوقع التهديدات".وسيساعد القمر - بحسب الوزارة- في إعداد المهام وتقييم المخاطر، إضافة إلى رسم خرائط لمناطق في أفغانستان والعراق وتشاد وإقليم دارفور المجاورة لها.
طالع أيضا:
 
المخابرات الإسرائيلية.. اعرف عدوك  
 
والقمر "هليوس 2بي" من إنتاج وحدة الفضاء التابعة لشركة "آي. إيه.دي.إس" وهو ثاني أقمار الجيل الثاني من أقمار التجسس التي تنتجها فرنسا، وأطلق القمر الأول عام 2004.
وكان من المزمع في البداية أن يكون ضمن سلسلة أقمار أوروبية تستهدف مواجهة هيمنة الولايات المتحدة على معلومات الفضاء خلال الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي السابق، غير أن شركاء فرنسا الأوروبيين أبدوا عزوفا عن المشاركة المالية في برنامج "هليوس 2".
 
برنامج "هليوس"
 
ويعود برنامج "هليوس" إلى بداية ثمانينيات القرن الماضي ، عندما أنشأت وزارة الدفاع الفرنسية مشروعا سمي "سمارو"، ويدعو إلى إنشاء نظام فضائي للاستطلاع يغطي متطلبات الدفاع الفرنسية.
وتلا ذلك مشروع "هليوس 1" المكون من قمرين اصطناعيين، والذي شكّل تعاونا بين إدارة الصواريخ والفضاء في وزارة الدفاع الفرنسية والجهات العسكرية الأخرى في الجيش، التي تساهم بـ79% من تكاليف المشروع، بينما ساهمت وزارة الدفاع الإيطالية بنسبة 14%، ووزارة الدفاع الإسبانية بالنسبة المتبقية، وهي 7%.
ويهدف المشروع إلى توفير مصدر مستقل لأوروبا لمعلومات الاستطلاع، بدلا من الاعتماد الكامل على المعلومات التي توفرها أقمار الاستطلاع الأمريكية عبر حلف شمال الأطلسي "الناتو". ويمتاز مدار هذا القمر الاصطناعي بكونه متزامنا مع الشمس، أي أنه يمر فوق المنطقة المعنية في الظروف الضوئية نفسها، شأنه شأن أقمار الاستشعار عن بعد، لكنه يمسح شريطاً من الأرض أقل عرضا من أقمار "سبوت" التي تمسح شريطين متوازيين بعرض 60 كيلومترا.
ويتم الاستخدام والتحكم في القمر الاصطناعي حسب مساهمة كل دولة، ويتم اختيار الأهداف للتصوير الدقيق من قِبَل لجنة من الدول الثلاث، ويقع مركز التحكم الأرضي لنظام "هليوس" في مركز تولوز الفضائي الفرنسي ، بالإضافة إلى العديد من محطات استقبال المعلومات وتحليلها، ومنها ثلاث محطات موزعة على الدول الثلاث.
 
الأقمار الأمريكية والروسية
 
ومن خلال التمييز العالي لهذا القمر الاصطناعي يمكن تمييز أجسام يقل طولها عن متر واحد، لكن هذا النظام لا يصل إلى مستوى أقمار الاستطلاع الأمريكية أو الروسية التي تمتاز بصور أكثر دقة، كما تستخدم عددا من أقمار الاستطلاع الراداري التي يمكنها التقاط الصور في الليل أو عندما تحجب السماء بالغيوم.
وأُطلق أول أقمار "هليوس وهليوس 1 أ" في 7 يوليو 1995، وتم تطوير الجيل الأول من أقمار "هليوس" من قبل عدة شركات فرنسية، حيث تولّت شركة (EADS) العقد الرئيسي لهذا القمر الاصطناعي، وقد استفادت من خبرتها في مجال تصنيعها الأقمار الاصطناعية الفرنسية للاستشعار عن بعد من نوع "سبوت".
وساهمت شركة "ألكاتيل" الفرنسية في تطوير هذا النظام، من خلال تطويرها نظام إرسال المعلومات للقمر الاصطناعي والخلايا الشمسية من نوع "جي إس آر 3"، أما القمر الثاني "هليوس 1ب"، وهو الثاني الذي يتم إطلاقه ضمن برنامج "هليوس 1" فقد أطلق عام 1999، وهو مشابه للقمر "هليوس 1" عدا احتواء القمر الجديد على نظام تسجيل للمعلومات أكثر تقدما. ويُذكر أن "هليوس 1أ" قد التقط أكثر من 100 ألف صورة للعديد من المناطق المتوترة في العالم، خاصة خلال أزمة كوسوفا، وسمحت وزارة الدفاع الفرنسية بتبادل هذه الصور داخل المجموعة الأوروبية.
 
 

 

المصدر: رويترز

 

اترك تعلیق

آخر الاخبار