مجلة تايم:أمريكا لم تستطع علاج نفسيات جنودهم المنهارة في العراق وافغانستان

ذكرت تايم الأمريكية ان حالات الانتحار ارتفعت في الخمس سنوات الاخيرة ،ولم تتوصل أعلى المستويات في الجيش للقيادة بعد الى حل المشكلة على الرغم من نشر المئات من خبراء الصحة العقلية في معالجة نفسيات الجنود المنهارة من خلال الجلسات النفسية وصرفت لذلك ملايين الدولارات.
وقالت تايم ان الأبحاث الجديدة اشارت إلى أن زيادة نشر الجنود الأمريكيين في أماكن مختلفة تؤدي إلى زيادة معدلات الانتحار، مضيفةً أن الحل الوحيد لتجنب تزايد حالات الانتحار هو زيادة أعداد الجنود لتقليل الفترة التي يقضيها الجندى الواحد في ساحة معركة حرب العصابات، مقابل زيادة الفترة التي يقضيها في راحة.
ولتحقيق ذلك يجب على الجيش الأمريكي إما زيادة أعداد جنوده أو الحد من أعداد الجنود الذين ينتشرون في المعارك المختلفة وكلا الحلين يضع قوات الاحتلال في ورطة.
وقال ضابط كبير في الجيش "انه بصراحة أمر محبط اننا لم نستطع السيطرة نسبياً  على مستوى انتحار جنودنا وما زلنا في نواح كثيرة من الأرباك وخيبة الامل"، واشار الى ان  معدل الانتحار في الجيش الامريكي في ارتفاع مستمر (وتضاعف بين عامي 2001 و 2006) في حين نسبة المنتحريين تبقى ثابتة في المدنيين ، وفي العام الماضي انتحر 160 جنديا من جنودنا ، ليرتفع من 77 في عام 2003 الى  140 في 2008 ،مضيفاً :من أجل الحصول على معلومات أفضل على أسباب الانتحار ومنعه في المستقبل أصدرت أوامر لمعرفة التفاصيل عن جنودها لاننا  نريد أن نعرف كل شيء عن الجندي المُنتحر،من علاقاته الشخصية ، وآخرما تكلم به ، وضعه المالي ، مزاجه ، وسماته الشخصية الأخرى.
 ويميل القادة العسكريون لرفض الإقرار بأن الحرب في العراق وأفغانستان قد تكون السبب وراء زيادة معدل الانتحار، مشيرين إلى أن ثلث المنتحرين يكونون من بين قوات لم يتم نشرها على الأرض أبداً، وذلك على الرغم من اعترافهم بأن معدلات الانتحار بين الجنود في الميدان أعلى منها في الجنود البعيدين عنه.
يشار الى ان نسبة كبيرة من جنود الاحتلال شاهدوا القتل المرعب لزملاءهم، فمنهم من يحترق داخل آليته دون نجدة ،خوفاً من أستهدافهم بالعبوات المزدوجة او قنصهم حال نزولهم لنجدة الجرحى مما ترك أثراً مرعباً في نفوس جنود الاحتلال،ولعل نقل الاحداث الكابوسية هذه لمن لم يرى ذلك لا تكون أقل  مستوى من الصدمة التي تواجه من يرى احتراق زميله امامه  يصرخ دون مساعدة.  
واشارت الصحيفة ان ستيفن هاوزر رئيس قسم الأمراض العصبية بجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو وأعضاء اللجنة التابعة لمعهد الطب قاموا بمراجعة 400 دراسة بعمق من أجل كتابة تقريرهم وتوصلوا إلى أنه في العديد من الحالات وجدت أدلة محيرة وقلة وجود المزيد من البيانات التي تؤيدها.


المصدر :مجلة تايم الامريكية

اترك تعلیق

آخر الاخبار