ذكرت صحيفة "أوبزرفر" البريطانية الأحد أن رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير أصيب بالاكتئاب بعد شن الحرب على العراق لدرجة أنه أراد الاستقالة في صيف عام 2004، إلا أنه عاد وغير رأيه.
وقال الصحافي السياسي أندرو رونسلي في كتاب "نهاية حزب" الذي تنشره الصحيفة على حلقات، إن بلير كان منزعجا لدرجة كبيرة من حالة الفوضى وسفك الدماء في العراق، إضافة إلى الضغوط التي كان يمارسها عليه غوردون براون، وزير المالية في ذلك الوقت. وأصيب بلير بحالة شديدة من الإجهاد الجسدي والنفسي لدرجة أنه أبلغ أصدقاءه بأن ذهنه كان يغيب عدة مرات خلال جلسة البرلمان الأسبوعية للمساءلة.
وصرح رونسلي بأن بلير استطاع أن يخفي اكتئابه عن عامة الناس ومعظم موظفيه، إلا أنه قرر سرا الإذعان لرغبة براون وتسليمه القيادة في منتصف ولايته الثانية.
إلا أن بلير، الذي كان حليفا قريبا للرئيس الأمريكي جورج بوش في غزو العراق، عدل عن رأيه وقاد حزب العمال إلى النصر في الانتخابات العامة في عام 2005، ليعود ويستقيل من رئاسة الوزراء بعد ذلك بعامين.
وجاء في الكتاب أن بلير وفي أحلك أيامه، أوضح في عشاء مع براون ونائب رئيس الوزراء جون بريسكوت في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2003، أنه سيستقيل.
وقالت سالي مورغان، مديرة العلاقات الحكومية في حكومة بلير، لرونسلي إن "العراق كان كالرمال المتحركة التي كانت تبتلع بلير خاصة الفظائع والصور الفظيعة (إساءة معاملة سجناء سجن أبو غريب)". وأضافت أن بلير "بدا يفقد الناس الذي كانوا يؤيدونه. وكان عالقا في نفق مظلم طويل لم يكن يرى له نهاية".
ويذكر الكتاب أنه عندما حذر جيريمي غرينستوك، المبعوث البريطاني الخاص إلى العراق، بلير من أن الوضع في العراق "سيء إلى درجة لا تصدق" وأنه سيصبح أكثر سوءا في الأشهر المقبلة، رد عليه بلير بيأس "لقد أبلغناهم (الأمريكيين) مرارا وتكرارا بما نرى أنه ضروري. وإذا لم يحدث، ماذا عسانا نفعل؟".
ويقول رونسلي إن غرينستوك رأى بلير وهو "يشد شعره.. ويرفع يديه في حالة يأس" بسبب العراق.
إلا أن بلير استعاد، على ما يبدو، ثقته بنفسه فيما بعد بتشجيع من زوجته شيري وقرر الاستمرار في منصبه، مما أثار غضب غوردون براون الشديد. وقال أحد الأشخاص من الأوساط المقربة لبلير عن المواجهة بين براون وبلير إن "غوردون فقد أعصابه وكان يتصرف كمراهق عدواني" حيث وقف في وسط مكتب بلير صارخا "متى ستغادر؟"
ويشار في هذا السيق إلى أن بلير قد أكد في شهادة أمام لجنة للتحقيق في الحرب على العراق في يناير/كانون الثاني الماضي على أنه لا يشعر "بأي ندم" بشأن الإطاحة بنظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين، مشيرا إلى أن "العالم أصبح أكثر أمنا" من دونه.
المصدر:صحيفة أوبزرفر