لم ينفك قادة الجيش الامريكي عن محاولاتهم البائسة في ايجاد السبل لنزع إصر الفشل عن ظهورهم وألقآءه على كاهل الاخرين من اجل خلق ذرائع واهية لمداوات جراح روحهم المهزومة وأنتشال ماتبقى من معنوياتهم (إن كانت هناك بقية) من قعر الحضيض بعد ان تمرغوا فيه جراء مالقوه من ضربات موجعة لابناء المقاومة العراقية.
وقد اعتمد قادة الاحتلال على محورين اساسيين في سبيل انتزاع الفشل عن جيشهم:
الاول: أن الفشل الامني في العراق تتحمله القوى الامنية العراقية
واما الثاني: محاولة نزع راية المقاومة عن ابناء الرافدين, والاداعاء ان من يقاتل قوات الاحتلال في العراق هي جمهورية ايران الاسلامية.
وان كان ليس بمستغرب ان تساعدهم في الترويج لذلك الصحف الامريكية ووسائل الاعلام الغربية بما اوتيت من امكانيات عملاقة خصوصاً بعد انشاء لجنة اعلامية متخصصة في الجيش الامريكي لكل ما يرشح عن قادة الاحتلال. الا ان العجب كل العجب من مساعدة صحف تدعي العروبة زوراً وبهتانا, وتنتسب للاسلام كذباً ونفاقاً. في هذا المسعى الامريكي الخبيث, بل لعل مسعى هذه الصحف اشد تأمركاً من مسعى الاعلام الامريكي, فقد اعتدنا أن تطلق هذه الصحف تسمية المقاومة على العمليات الانتحارية التي تستهدف ابناء الشعب العراقي, في حين تطلق تسمية ميليشيات على فصائل مقاومة تستهدف الاحتلال.
وكان اخر هذه الحملة المسعورة هو ما نشرته الواشنطن بوست ورددته عدد من الصحف العربية والتي من الممكن تسميتها بـ"الصحف الببغائية" وبعد ان اسهب تقرير الواشنطن بوست عن التبادل التجاري بين العراق وايران وضعف الاجهزة الكاشفة في المعابر الحدودية العراقية (اجهزة امريكية!) وتساءل احد ضباط الاحتلال عما تحتوية شاحنة محملة بالخيار (لم يكلف نفسه تفتيش تلك الشاحنة ليعرف ما فيها) ومشاكل التيار الكهربائي الايراني الذي يزود المخافر العراقية بالطاقة الكهربائية!؟ وضعف الاجهزة الامنية بحسب جيش الاحتلال متناسياً ان الامن العراقي استتب نسبياً حين بدأت القوات العراقية الامساك ولو جزئياً بالمف الامني, وأن الاوضاع الامنية المزرية التي كانت تسود العراق ترافقت مع انتشار الاحتلال في جميع مرافق الحياة العراقية بدأً من الحدود وانتهاءً بمدخل الحي او المحلة.
وبعد ذلك ذكر التقرير كيف وسع المسؤولون العسكريون الأميركيون جهودهم على طول الحدود الإيرانية منذ 2007، عندما اكتشفوا (حسب مزاعمهم) طرق ادخال الذخيرة القوية وافراد الفصائل المسلحة الشيعية الى العراق بحيث تم انشاء 660 مخفر على طول الحدود.
وبحسب التقرير تتضمن الذخيرة التي تُهربْ عبر الحدود صواريخ بعيدة المدى استعملتْ ضد سفارة الولايات المتحدة في بغداد وكذلك أجزاء لقنابل الطرقات الخارقة للدروعِ والتي أصبحت القاتل الاكبر للقوات الأميركية في العراق، طبقا للجيش الاميركي.
ولم يبين التقرير ما المقصود بالذخيرة القوية, فاذا كان المقصود هو سلاح الاشتر الذي استعملته كتائب حزب الله في العام المذكور فهو سلاح مصنع عراقيا باعتراف الاحتلال الامريكي, واما العبوات الخارقة للدروع فقد عرفت بالعبوات المرتجلة او المصنعة داخلياً كما تشهد بذلك بيانات جيش الاحتلال. ويعلم الجميع ان ارض العراق قد تحولت الى مخزن كبير للاسلحة بعد سقوط النظام البائد, فقد استنفذت الميزانية العراقية لعقود من الزمن لاجل شراء وتصنيع الاسلحة. ويذكر التقرير ان ايران تنكر مساعدتها للفصائل المسلحة ("الميليشيات" حسب وصف التقرير) الشيعية في العراق, وكما هي الحال في بقية التقارير الامريكية فأنه يتجاهل حقيقة المئات من الجنسيات العربية والاسلامية الذين قتلوا او القي القبض عليهم في حين لم يتم القبض على ايراني واحد من قبل القوات الامريكية.
ويتابع التقرير:لكن لا تزال ثلاث مجموعات مقاتلة ممتازة التدريب تواصل تنفيذ الهجمات ضد القوات الأميركية. واثنتان من المجموعات وهما كتائب حزب الله وعصائب اهل الحق يقودهما عراقيون مدربون تدريباً جيداً ولا ينقصهم التمويل على حد قول المسؤولين العسكريين الأميركيين.
كما أن لواء اليوم الموعود لا يزال موجودا، وهو الجناح المسلح التابع للسيد مقتدى الصدر بعد ان حلَّ جيش المهدي عام 2008. ويقول الجنرال ريكي غبس "ان المجموعات تبدو مختفية فهي تبتعد عن الأضواء في الوقت الراهن " ورغم ذلك فهم لا يزالون يثيرون قلقنا.
ويقول "ان استخدام كلمة المجموعات الساكنة قد تكون تقييما عادلا. ولا زلنا نرى العنف "المقاومة" الذي تمارسه هذه المجموعات. انها تجعلنا نقف على رؤوس اصابعنا".