محللون: ارتباك المواقف الامريكية في العالم سببه إنهاك الجيش الامريكي بضربات المقاومة في العراق

أظهرت المواقف الامريكية تجاه الثورات العربية, تناقضات وارتباك في تصريحات السياسيين والجنرالات الأمريكيين , ففي الوقت الذي اعتبر فيه اوباما تدخل بلاده في ليبيا يصب في المصلحة القومية الأميركية بوصفها مصلحة إنسانية وعملية جدا ، قال أن ما يجري في ليبيا قد يكون له أثار وخيمة في المنطقة بأسرها.
واعتبر أوباما ,أن "القيادة الأمريكية ضرورية  للعمليات في ليبيا, ولكن سرعان ما غير رأيه , بقوله , إن " بلاده ستسلم العمليات لتحالف دولي, وأعلن عن خفض كبير في طلعات الطائرات الأميركية فوق ليبيا".
وكن الأميرال مايك مولن رئيس الأركان الأمريكي شكك بنتائج التدخل الأمريكي قائلا" إن النتيجة النهائية للتحرك العسكري في ليبيا غير مؤكدة إلى حد بعيد، وأكد قائد القيادة الأمريكية في أفريقيا إن قوات التحالف لا تسعى لتدمير الجيش الليبي بصورة تامة وان مهاجمة القذافي ليست جزءا من مهمته، على الجانب الآخر انتقد السناتور الأميركي جو ماكين تأخر أوباما باتخاذ قرار بشأن ليبيا، لكنه أعرب عن ثقته بان إخراج القذافي من السلطة هي مسألة وقت، ما جعل رئيس هيئة الأركان الأميرال مايكل مولن يسارع  الى الرد عليه بقوله "إن الضربات الجوية ضد ليبيا لا تهدف إلى إزاحة القذافي من الحكم، ووافقه وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس بقوله إن "الليبيين بحاجة إلى تحديد مصير القذافي بأنفسهم، وذهب ابعد من ذلك حين صرح بتخلي الولايات المتحدة عن قيادة العمليات في ليبيا وان الجيش الأمريكي سيكتفي بدور الإسناد والدعم".
وقد ابدى سياسيون امريكيون قلقهم من زيادة تكاليف العمليات العسكرية التي تقحم امريكا نفسها فيها في دول اخرى, وكانت قناة " فوكس نيوز " الأمريكية قد نشرت, ان روسكو بارليت عضو لجنة القوات المسلحة في الكونغرس من الحزب الجمهوري قد اعلن ان " كل 6 ساعات يرتفع عجز ميزانيتنا بمقدار مليار واحد  , مضيفاً, " هذا العجز سيتحمله اولادنا واحفادنا واولادهم ".
وذكرت القناة التلفزيونية ان البنتاغون طلب 553 مليار دولار للسنة المالية القادمة اضافة الى 118 مليار دولار لتغطية تكاليف العمليات العسكرية في العراق وافغانستان".
من جهتها استبعدت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون الاحد تدخل الولايات المتحدة عسكريا في سوريا بالطريقة التي تدخلت بها في ليبيا, نظراً لما لسوريا من حدود مشركة مع اسرائيل ولبنان والعراق وتركيا والاردن ولانها ثانياً حليفة لايران".
يشار الى سوريا تستطيع ان تسبب المتاعب للولايات المتحدة بالعديد من الوسائل منها ان تزيد من تأييدها لحزب الله في لبنان وأن تقدم دعما أكبر لجماعات فلسطينية مناهضة لاسرائيل مثل حماس أو ان تتحرك ضد اسرائيل نفسها التي هي أقوى حليف للولايات المتحدة في الشرق الاوسط.
وقال ادوارد ووكر وهو سفير أمريكي سابق لدى مصر واسرائيل انه سيعارض التدخل العسكري في سوريا لان الولايات المتحدة لديها الكثير من المهام في الوقت الراهن بما في ذلك انهاء الحرب في العراق وقتال طالبان في أفغانستان.
وقد زاد الجدل بين اوساط المسؤوليين الامريكيين, فقد نفى وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس الأحد 27 اذار," ان تشكل ليبيا اي "تهديد فعلى او وشيك" على الولايات المتحدة قبل بدء الأخيرة حملتها العسكرية ضد الدولة، وان تغيير النظام هناك " لم يكن مطلقا احد اهداف العملية العسكرية".
ووصف غيتس الثورات التي تجتاح معظم الدول العرابية بانها تحدياً استثنائيا" بالنسبة الى الولايات المتحدة وبقية أنحاء العالم، متسائلا "كيف نتعامل معها؟".
وردت وزيرة الخارجية الامريكية التى ظهرت مع جيتس فى برنامج فايس ذي نايشن" على شبكة سي.بي.اس "لماذا ؟؟ كيف تقف ساكتا؟؟ فيما تقول فرنسا ، والمملكة المتحدة ، والدول الأوربية الأخرى ، وجامعة الدول العربية ، وشركاءك العرب عليكم أن تفعلوا شيئا ."
وذكر محللون ان ارتباك المواقف الأمريكية يمكن تفسيرها لسبب رئيسي الا وهو," أن القوات الامريكية قد غرزت اقدامها في الوحل العراقي فلا تستطع التقدم او التراجع بدون غطاء يحفظ لها ماء وجهها بسبب ضربات المقاومة الاسلامية في العراق، ولا تريد أن تخوض غمار حرب اخرى، فجيشها منهك، واقتصادها لا يتحمل تمويل حرب ثالثة بعد حرب العراق وافغانستان.

 

المصدر : وكلات انباء

اترك تعلیق

آخر الاخبار