نشرت صحيفة الغاديان البريطانية مقالا قالت فيه ( ان الحماقات القاتلة التي ارتكبتها القوات الأمريكية والأجنبية في أفغانستان على مدى سنوات طويلة خلفت حالة من عدم الاستقرار حولت البلاد إلى مكان اشبه بالثكنة العسكرية بوجود جدران اسمنتية وابراج مراقبة ورغم ملايين الدولارات التي تزعم الدول الغربية تقديمها لمساعدة البلاد الا ان واقع الامر يظهر تدهور الاوضاع الناتج عن ويلات الحرب.
وأوضحت الصحيفة انه على الرغم من مضي اكثر من عشر سنوات على الحرب في أفغانستان الا ان المشهد السيىء لا يزال هو نفسه وفي الوقت الذي تطلق فيه الدول الغربية الوعود بتقديم أموال للمساعدة في بناء الدمار الذي خلفته العمليات العسكرية التي ارتكبتها قواتها في افغانستان لا يوجد أي اثر ملموس على ما حققته هذه المساعدات.
وفي اثبات واضح على فشل الحرب الغربية على أفغانستان لفتت الصحيفة إلى ان الأوضاع الأمنية تزداد تدهورا مع مرور الأيام وبقاء القوات الأجنبية أو انسحابها لا يؤثر في شيء بل ربما يزيد الوضع سوءا وفي حين ان الحديث الرسمي يشير إلى أخذ قوات الأمن الافغانية زمام المبادرة على نحو متزايد الا ان الوضع الميداني يثبت العكس. وبعد ان كان الهدف المعلن من الحرب الأمريكية على أفغانستان القضاء على ما يسمى الارهاب جاءت النتائج بأسوأ اشكالها لتقضي على البلاد بأكملها وسط اصرار امريكي على المضي قدما. ولم تفشل جميع رهانات الحرب التي بدأت بحجة القضاء على حركة طالبان فحسب بل توسعت مساحة هجمات القوات الأطلسية ووصلت إلى باكستان.
ومع اقتراب موعد انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان بدأت ملامح الكارثة التي خلفتها الحرب تظهر بوضوح على جميع مظاهر الحياة وعلى وجوه الافغان انفسهم الذين وفقا لصحيفة الغارديان البريطانية يعيشون حالة من الشك القاتل والتشاؤم الذي يخيم على حياتهم اليومية ومستقبلهم ففي الوقت الذي يشعر فيه بعضهم بالارتياح لانسحاب الجنود الاجانب من بلادهم تبدو علامات القلق والخوف مما تحمله الايام على اخرين منهم.
المصدر: وكالات انباء