ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية الصادرة السبت أنه بخلاف مقتل آلاف الاشخاص وإنفاق تريليونات الدولارات فى الغزو الأمريكي للعراق، فإن لهذه الحرب إرثا دائما يتمثل في إنهاء احتكار الحزب الجمهوري الأمريكي لفريق الأمن القومي وزعزعة ولاء أعضاء الجيش الأمريكي له.
وقالت الصحيفة - في تقرير لها أوردته على موقعها الألكتروني - إن سوء إدارة الجمهوريين لغزو العراق أتاح الفرصة للديمقراطيين لاستعادة قضية كانوا قد فقدوها منذ إدارة الرئيس السابق هاري ترومان على نحو أدى إلى تلاشي النظر إلى الحزب الجمهوري على أنه القوة التي لا تقهر والمهيمنة على الأمن القومي.
وأضافت "أن المجتمع الدولي تأكد حاليا من أن العراق لم يكن لديه أسلحة دمار شامل إبان الغزو عليه في عام 2003 ، لذلك فإن هذا المبرر الكاذب كان كافيا لتشويه سمعة الجمهوريين ، ومع ذلك ضاعفت إدارة الرئيس السابق جورج بوش خطأها من خلال فشلها في الاعتراف بوجود مقاومة قوية كبدت الجيش الامريكي خسائر فادحة، بجانب فشلها في توفير الموارد الكافية إلى أن جاء قرار زيادة القوات في يناير من عام 2007".
وأوضحت الصحيفة أن مسؤولي الإدارة الأمريكية آنذاك تسببوا في ازدياد الأوضاع سوءا من خلال إطلاق التصريحات المتغطرسة عن الحرب والمأزق الذي وقعت فيه القوات الأمريكية، مستشهدة في ذلك بتصريحات وزير الدفاع الأمريكي السابق دونالد رامسفيلد حول اعتماد الجيش الأمريكي على نفسه لا على الجيوش الأخرى مما ولد شعورا لدى الجنود الأمريكيين بأن القادة الجمهوريين لا يهتمون في حقيقة الأمر بحياة جنودهم.
وأشارت الصحيفة إلى أن الناخبين الأمريكيين وضعوا ثقتهم، خلال العقود الثلاثة بين اندلاع حربي فيتنام والعراق، في الجمهوريين أكثر من الديمقراطيين فيما يخص قضايا الأمن القومي إلا أنه مع اندلاع حرب العراق تقلص الفارق بين الحزبين إلى حد كبير حتى جاءت إدارة باراك أوباما التي انتزعت تأييد الأمريكيين على حساب الجمهوريين لا سيما مع نجاح خطة الانسحاب والهروب من مأزق العراق.
المصدر: أ ش أ + وكالات