بسمه تعالى
بعد ان وقف ابناء شعبنا موقفا مشرفا بوجه الهجمة البربرية لخوارج العصر التكفيريين وبعد ان بدأت ملامح الانتصار على شذاذ الافاق تلوح في الافق، جاء التدخل الاميركي الغربي في العراق، وهنا لابد ان نسجل موقفنا بما يلي:-
اولا : نعتقد ان الاستعانة باميركا الشر والخراب انما هو مصادرة لجهود ابناء الشعب العراقي الذين وقفوا بوجه الإرهاب وقدموا الشهداء وتحملوا العناء في سبيل حفظ العراق والعراقيين ومقدساتهم، لاسيما عندما تكاتفوا بعضهم البعض استجابة لنداء الوطن وفتوى المرجعية الدينية في النجف الاشرف، وعليه فاننا نرى بأن المستهدف بهذا التدخل هو الشعب العراقي في موقفه ومرجعيته .
ثانيا : نستغرب اشد الاستغراب ان تُدار عمليات القوات المسلحة العراقية المشتركة من قبل ضباط الاحتلال الاميركي، وفيها من الكفاءات العراقية الشريفة ومن كافة الاختصاصات، وخاصة من القوة الجوية وطيران الجيش الذين لم يدخروا جهدا او وقتا، وكانوا مجاهدين بحق، سواء بالتصدي للارهاب ام بايصال المساعدات للمحاصرين وخاصة في سنجار و امرلي او انقاذ هؤلاء اللاجئين من الصحاري والوديان والجبال .
ثالثا : كان الأولى بأميركا ان تفي بالتزاماتها تجاه العراق قبل هذا التاريخ، وخاصة في عقود التسليح المدفوع ثمنها من أموال العراق، وكذلك الالتزام بتلك التعهدات الأمنية التي قطعتها على نفسها اثناء احتلالها للعراق وبعد هزيمتها وطردها من البلاد، وعلى الرغم من اننا لانرجوا خيرا من اميركا، ولكن نذكر ذلك لكشف زيف ادعاءاتها ، اما قتال داعش الذي تدعيه الآن اميركا، فنعتقد ان الشعب يذبح بيد داعش وعملاء اميركا ولم تحرك ساكنا، والآن تراها تحشد الحشود، فما هي الدوافع الحقيقية وراء ذلك؟؟!!
رابعا : انطلاقاً من موقفنا العقائدي الثابت نعتبر ان اميركا هي التي تتحمل المسؤولية الكاملة عن جميع ما لحق ويلحق بالعراق، وانها السبب المباشر لجميع معاناة ابناء شعبنا سواء عندما كانت دولة احتلال ام بعد طردها من العراق على يد المجاهدين وابناء المقاومة، والان لم نسمح ولن نسمح بعودتها تحت اي عنوان.
خامسا : ان ما تحشد له اميركا هو مقدمة لمشروع احتلال جديد من نوع آخر، ولأجل ذلك نتمنى على الذين هم في موقع المسؤولية الحكومية وعلى جميع الأصعدة ان لا يجبرونا للجوء الى خيارات تنسجم مع عقيدتنا وتاريخنا، واننا قطعا عندما نكون نحن واميركا في مكان واحد فلابد ان نكون في حالة قتال لا تعاون وسلام، لذا لم يبق امامنا الا ان نتوجه للخيار الصعب الا وهو ترك قواطع العمليات التي يتصدي فيها ابناء كتائب حزب الله لهجمات التكفيريين والقتلة، وخاصة في آمرلي وبلد والدجيل وجرف الصخر وغرب بغداد، وهذا القرار سيتضرر منه أبناء تلك المناطق بسبب الهجمات البربرية التي ستزداد عليهم بمجرد انسحابنا من مناطقهم.
سادسا: ندعو ابناء شعبنا للحذر واليقظة مما يخطط له في دوائر الغرب واميركا مع عملائهم في المنطقة كما نتمنى على جميع فعاليات المجتمع العراقي وفي مقدمتهم المرجعيات الدينية والمثقفين والنخب الاكاديمية وباقي شرائح المجتمع ان يكون لهم موقف واضح وصريح من الاحداث الجارية وخاصة التدخل الاميركي ومن التداعيات المستقبلية قبل فوات الاوان.
................................................ انتهى
وهذه صورة من البيان