السيد الجزائري: نطمئن على النصر ودوامه اذا تحلى المقاتلون بروح المسجد، وهو ما اعتقده شيخنا الشهيد العمشاني

 في عيد الغدير من عام 1999، غابت روحا طاهرة ونفس ابية وشمس ولائية منيرة عن سماء الامة الاسلامية، لترتقي بمصداق نهجها وصحة اختيارها الى جنات الخلد، وترسم طريقا جليا للباحثين عن الحق في عتمة الظلام.
ذلكم هو الشهيد الشيخ المجاهد فاضل العمشاني (قدس) الذي كان ومازال نبراسا للثائرين والمجاهدين، وبذرة نقية لمحبي ومريدي واتباع منهج ولاية الفقيه.

وعرفانا من قيادة المقاومة الاسلامية كتائب حزب الله بالدور الجهادي للشيخ العمشاني، تحرص سنويا على اقامة احتفالات ومهرجانات في ذكرى استشهاده التي تزامنت مع عيد الله الاكبر "غدير خم".
 ففي 8 ايلول/ سبتمبر 2017، اقامت كتائب حزب الله / الملف الثقافي مهرجانا تحت شعار (عرس الشهادة في عيد الولاية) في جامع ابي ذر الغفاري بمنطقة ام الكبر والغزلان في بغداد.
وقال القيادي في الكتائب السيد جاسم الجزائري خلال المهرجان ان " الانتصار وتذوق حلاوته تبرز بامتلاء المساجد بالمصلين"، مستدركا بالقول:" نطمئن على النصر ودوامه عندما يتحلى المقاتلون بروح المسجد، وهذا المنهج الذي كان يعتقد به شيخنا الشهيد العمشاني".
وفي 9 ايلول/سبتمبر 2017  اقامت كتائب حزب الله/ مؤسسة الزينبيات الثقافية مهرجانا اخرا تحت عنوان (بدمائنا نسقي شجرة الولاية) على قاعة مسرح نصب الشهيد في بغداد.
ولد الشيخ العمشاني في عام 1963 وترعرع ودرس في مدينة الثورة (الصدر حاليا)، له خمسة اطفال منهم اثنين ذكور وثلاث بنات.
تخرج من معهد التمريض في بغداد، ثم التحق في الحوزة العلمية بالنجف الاشرف عام 1992 لدراسة العلوم الدينية، له العديد من المؤلفات منها كتاب (مسائل في الامامة)، (الاستخارة  بين السائل والمجيب)، (محاضرات علوم القرأن)، فضلا عن كتيب صغير يتحدث عن السجود، ومجموعة اخرى لم تكتمل من بينها (نهج التقى) و (دروس في ولاية الفقيه).
كان الشيخ العمشاني يلقي المحاضرات الدينية ودروس نهج البلاغة على مريديه، وعرف عنه تأثره الشديد بافكار ورؤى اية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر (قدس).
كانت حركته مستمرة ودؤوبة في بغداد وخصوصا في مدينة الثورة  لإيصال الافكار الدينية للشباب في المساجد والحسينيات ومنها جامع الزهراء (ع) في قطاع (40) وجامع سيد الرسل في قطاع (32) وسرعان ما انتشر مده ليصل الى معظم محافظات العراق وصار بحق هو مؤسس حركة الولاية في البلاد.
نتيجة لحركته المتواصلة في التدريس والقاء المحاضرات اطلق عليه البعض لقب (وائلي الثورة) حيث لم يتأطر في دائرة التنظير وتمكن من الولجوج الى قلوب وعقول الشباب ونجح في تبصيرهم وفضح الممارسات البعثية المعادية للاسلام.
في 9 شعبان 1997 قام جلاوزة النظام الصدامي المجرم في النجف باعتقال الشيخ العمشاني.
استخدم مرتزقة النظام البعثي في زنازين واقبية ما تسمى دائرة الامن في بغداد اقسى انواع التعذيب الجسدي والنفسي، لكن الشيخ استمر على حاله صلبا صامدا صبورا، بل عمد الى تحدي ازلام النظام المجرم باقامة صلاة الجماعة داخل المعتقل.
وفي محاكمة جائرة وشكلية حكمت ما تسمى محكمة امن الثورة عام 1999 على الشيخ المجاهد بالاعدام شنقا حتى الموت بتهمة قيادة الدعوة لتقليد سماحة قائد الثورة الاسلامية الامام علي الخامنئي (دامت بركاته).
نُفذ حكم الاعداد بحق المجاهد العمشاني في عيد الله الاكبر (يوم الغدير) الذي صادف حينها الاثنين 5 نيسان 1999، وسُلم جثمانه الطاهرة الى ذويه يوم الجمعة 9 نيسان من نفس العام ليدفن في مقبرة وادي السلام.

اترك تعلیق

آخر الاخبار